تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المصروف وأثره في تربية الطفل صحة الطفل

المصروف وأثره في تربية الطفل صحة الطفل 2024.

المصروف وأثره في تربية الطفل

خليجيةالمصروف وأثره في تربية الطفلخليجية
من حق الطفل أن يحصل من والديه، أو ممن يعوله على مصروف مناسب، لمن هم في مثل سنه، والطفل الذي لا يعطى مصروفا، أو يعطى مصروفا أقل بكثير من متطلباته، قد يلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتلبية رغباته، أو للظهور أمام أقرانه بالمظهر اللائق؛ ذلك لأن شعور الحرمان الذي يشعر به الطفل، شعور قاس، يحاول جاهدا أن يدفعه عن نفسه، فقد يلجأ مثلا إلى الكذب على زملائه؛ بغرض أن ينفي عن نفسه ما يشعر به من عوز وحاجة.

كما قد يلجأ إلى السرقة؛ لامتلاك أشياء ضرورية بالنسبة له، لكنه لا يستطيع الحصول عليها بالطريق الشرعي الصحيح؛ فمثلا الطفل الذي يهمل والداه في تلبية متطلباته المدرسية، قد يلجأ لسرقة بعض الأدوات من زملائه، كذلك إن لم يعط مصروفا مناسبا قد يلجأ لسرقة بعض البسكوتات مثلا من أقرانه، أو قد يلجأ إلى القسوة والعنف؛ للاستيلاء على حاجة الغير، إن كان له القدرة على ذلك، ووجد العوامل والظروف المناسبة، هذه الظروف والتي قد تختلف من بيئة لأخرى، وقد تساعد عليها عوامل خارج نطاق الأسرة، بعيدة عن الوالدين.

ومما يولد لدى الطفل الشعور بالحرمان، وجود هذا الطفل وسط مجموعة من الأطفال يختلفون عنه في الوسط الاجتماعي والاقتصادي، وعلى سبيل المثال الأب الذي يلحق ابنه بإحدى المدارس الخاصة المرتفعة المصاريف، ثم هو يدفع مصاريف المدرسة بالكاد، ومستواه المادي لا يرقى لمستوى أولياء أمور من هم في مثل هذه المدرسة، هذا الأب بالتأكيد لن يعطي ابنه المصروف المناسب، والذي يحصل عليه أقرانه، ومن ثم سيشعر الطفل بالفرق الواضح، والتباين الكبير بينه وبين أقرانه، فلا هو يستطيع تقليدهم أو مجاراتهم في سلوكيات الإنفاق، ولا يستطيع أن ينقطع عن التعامل معهم، وسيشعر بمدى حاجته بالمقارنة بزملائه.

إن وجود الطفل في محيط طلابي قريب من مستواه يساعد على نشأته نشأة صحية سليمة، بعيدا عن المشاعر السلبية التي تؤثر على نفسيته بالسلب، وتصيبه ببعض المشكلات النفسية، والتي قد لا يدركها الوالدان، لكن قد تظهر آثار هذه المشكلات في أمور أخرى، كالتأخر الدراسي مثلا أو الميل إلى العدوان والتخريب، أو إكثار المشاغبة داخل الفصل المدرسي، أو غير ذلك من المشكلات، والتي قد يعجز المعلم والوالد عن علاجها، وهي في الأصل ليست إلا أعراضا لمشكلات نفسية بداخل الطفل، تحتاج إلى الغوص في أعماق الطفل للبحث عنها وعلاجها، وقد يكون سببها الوالد؛ لأنه دفع طفله للعيش في محيط مرتفع كثيرا من الناحية المادية عن محيط ومستوى طفله؛ فالتقارب في المستوى المادي بين الزملاء مطلوب خصوصا في المراحل الأولى للطفل، والتي لا يدرك فيها الطفل كثيرا من المعاني اللازمة؛ لكي يستوعب مثل هذه الأمور.

إن كثيرا من المدارس في المراحل الأولى تفرض على تلاميذها زيا واحدا؛ حتى يبدو المظهر الخارجي واحدا، وحتى لا يمثل التباين فيه نوعا من التميز بين التلاميذ وبعضهم البعض؛ إلا أن المظهر الخارجي ليس إلا أحد العوامل التي تشعر بالتميز، بيد أن هناك عوامل أخرى قد توحي بهذا الأمر، مثل الفارق الهائل في المصروف المعطى لأحد الطلاب في هذه المرحلة عن بقية زملائه، وهذا ما ننبه عليه، بأن يؤخذ في الحسبان، من قبل ولي الأمر؛ لأن هذا الأمر لن تستطيع المدرسة التحكم فيه، وليس من سلطاتها، وهو أمر نسبي، ولكن كل والد يعرف ما يحتاجه بالضبط ابنه، وما يحتاجه من هم في مثل سنه، وليحذر الأب من البخل والشح على ولده؛ فإن عاقبته وخيمة.

المصروف الزائد عن الحد:
وكما أن المصروف القليل الذي لا يكاد يفي بحاجات الطفل، يعد دافعا له نحو السلوك المنحرف؛ فإنه وبنفس الدرجة يمثل إعطاء الطفل مصروفا زائدا عن الحد أحد أهم عوامل الانحراف السلوكي للطفل.

إن إعطاء الطفل مصروفا زائدا بدرجة كبيرة يعوده الإسراف، واللامبالاة، وعدم تقدير أهمية المال، أو تقدير قيمته، كما يشعره بالتميز الكبير عن زملائه، ويولد لديه إحساسا بالتباين والفرق الواضح، مما يدفعه لسلوكيات سلبية، تجعله يشعر بالزهو والافتخار، وكل هذه الأمور ليست في مصلحته، وإن كبرت معه، فسوف نجد شخصيته غير سوية، شخصية إن عصمتها الظروف من الانحراف، فستكون شخصيته على الأقل غير محبوبة من المحيطين؛ لأن الناس غالبا لا تحب الشخص المتكبر، ولا المتعالي عليهم، هذا فضلا عن أن التكبر في حد ذاته عائق كبير للشخص في طريق حصوله على العلم وغيره من القيم العليا والمثل.

ويكفي أن الكبر أحد الذنوب التي يستحق صاحبها دخول النار والعياذ بالله، وإن سلم هذا الشخص من الكبر وغيره من هذه المشاعر السلبية الناتجة من إحساسه بالتميز؛ لحصوله على مصروف زائد جدا عن حاجته، وإن سلم من الإسراف، فلن يسلم من أصدقاء السوء الذين سيجدون طريقهم إلى الطفل سهلا؛ لإيجاد الطريق لإنفاق ما معه من المال، فيتعلم الطفل ومن سن مبكرة التدخين ـ خصوصا إذا كان أبوه من المدخنين- فمصروفه سوف يساعده على ذلك، وأصدقاء السوء سوف يرشدونه لما هو أسوأ، ومع كبر سن الطفل وتعرفه على الحياة أكثر، سيعرف طريق الانحراف ويدخله من أوسع أبوابه؛ لأن ما معه من مال، سيساعده وييسر له أدواته.

ولقد وجد أن أكثر المدخنين تعرفوا على التدخين في سن مبكرة، وأن مدمني المخدرات من الشباب كانت السمة المميزة لهم أنهم كانوا يحصلون على مصروف زائد عن حاجتهم بالمقارنة بمن هم في مثل سنهم من الطلاب.
خليجيةخليجيةخليجية

جزاكى لله كل خير حبيبتى

يعطيكى الف عافيه

يعطيكِ الف عافيه على الموضوع

دمتي بحب ,,,

موضــوع راقــــلي
سلمت يداكــي
.: انتضر ^
كل جديدك )
بكـل الــود؟"
نعومه ؟"
أشـــگـــــرگ على الـمـــوضــــوع الـمـفـيـــــــد غــالـيــتي
سلمــتــي وسلمـــــــت أنـامـلـــگ على الـطـــرح
ويعـطـيــــڪ ربـي ألف ألف عــااافــيــــــہ
لا تـحـرمـيـنــــا مــن جــديــدگ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.