بسم الله الرحمن الرحيم
تُعدُّ المدرسة الأسرة الثانية للطفل، وهي بداية اتصال الطفل واحتكاكه بالمجتمع، فعدمُ الاهتمام بالمدرسة يَعني عدم الحرصِ على نمو طفلٍ، ربَّما سيصبح أحدَ أعمدة النهضة في بلدٍ من البلدان، فعلى الأبوين أن يُحسنا اختيار المدرسة التي سيلتحق بها طفلُهما، وألا يتأخَّرا في إرساله إلى روضة من الروضات التي تُعدُّه لاستقبال المدرسة، فالمدرسة مجتمعٌ غريبٌ وجديد على الطفل، وربَّما يكون لها أكبرُ الأثر في إحباط الطفلِ وجعله غير أهلٍ لتحمُّل المسؤوليات، فكم هو مذنبٌ ذلك الأب الذي يُرسل طفله إلى المدرسة، ولا يتابع مسيرته فيها من حيث الحالةُ الدراسيَّة والنفسيَّة، والمدرسون الذين يعلِّمونه!
أما الواجب الثاني، فيقع على عاتق كوادر المدرسة، وقبل ذلك على واضعي مناهج الدراسة للأطفال؛ إذ لا بدَّ أن يكون المنهج مُتفِقًا مع قدرة الطفل، وأن يكونَ متفقًا مع الأوضاع الفكريَّة التي يعيشها الطفل في بلده، فلا يمكن استيراد مناهج من دول فيها إمكانات لا تتحقَّق للطفل في بلده، أضف إلى ذلك أهمية المكان الذي سيدرسُ فيه الطفل – أي الصف – فيجبُ ألا يكون العددُ كبيرًا، بحيث يحرمُ الطفل من التواصل مع المدرس، ولا يستطيع المدرس إشراك جميع الأطفال في الدرس؛ لضخامة عدد التلاميذ.
أمَّا المدرس، فهو حجرُ الزاوية في العمليَّة التربويَّة، إنه الأب الثاني، فإذا كان غيرَ آبهٍ بمسؤولياته تجاه أبنائه من التلاميذ، فأيُّ تربيةٍ ستكون؟! وأيُّ نموٍّ سيتحقق في ظلِّ أستاذ لا يفكِّر إلا بالفائدة الماديَّة، ولا يَهمُّه قضيةَ التعليم؟! ولكن على القائمين على وزارات التربية أن يؤمِّنوا لهذا المدرس أو المدرسة حياةً كريمةً، بحيث لا تَشغلهم همومُ الحياة عن مسؤولياتهم.
على المدرِّس ألا يميِّز بين التلامذة، ولا يجعل العاطفة هي الحَكَمَ، بل عليه أن يكون تعاملُه معهم سواسية، يُعطي المتفوق حقَّه، ويعالج خطأ المخطِئ منهم بحِكمةٍ ورويَّةٍ، عليه أن يساعدهم على المشاركة والتعبير عن آرائهم، وأن يجعلهم يشاركونه في شرحِ الدرس حتى يُنمِّي آفاقَ التفكير عندهم، إن العملية التعليميَّة من أرقى الأعمال وأهمها، ولهذا فإن إعداد المدرس المدرِك لأهمية العمليَّة التربويَّة يُعدُّ من أهم المسؤوليات وأكثرها أهمية.
إن تربية الطفل فنٌّ من الفنون، على المربِّي فيها أن يكون متمتِّعًا بموهبة ريشةِ الفنان ومبضع الجراح، فالطفلُ لوحةٌ بيضاء والمربِّي يلوِّنها بألوانه، فلنكن على قَدر المسؤولية، ولنعط أطفالنا كلَّ ما نستطيع؛ لأنهم هم أمل المستقبل، وهم من سيرثون فكرنا وتربيتنا، فلنحرص على ترك الأثر الجميل بعدنا، ولندرك أهميةَ التعامل مع مراحل نموِّه، وعدم التفريط بأيِّ أساسٍ أو قاعدةٍ تُسهم في تنميته النمو السليم والقويم.
منوره
تسلمي للطرح
و فعلا المدرسة بيت الطفل الثاني
و فيه ينمو بجانب نموه الخارجي و نموه باسرته الحقيقية
بارك الله فيك وجزاكِ كل خير
وسدد الله بالخير خطاكِ …