بسم الله الرحمن الرحيم
روي عن النبي (ص) أنه قال : { خياركم أولو ااـنّهى }فقيل يا رسول الله ومن أولو الـنّهى ؟ ، فقال : { المتهجدون بالليل والناس نيام }البحار-ج78ص158..فالملاحظ أن الـنّهى أمر مرتبط بعالم التعقل واللب ، ومن هنا كان هو المُدرك للآيات والعلامات الدالة على الحق ، وقد ورد في القرآن الكريم: { إن في ذلك لآيات لأولي الـنّهى }..والتهجد حالة عبادية يتمثل في توجه القلب إلى الحق المبين ، فما الارتباط إذن بين النـّهى والتهجد ؟!..ودفعا للاستغراب نقول إن للعبادة دوراً أساسياً في تكميل العقل من جهات: فالعبادة – في نفسها – لا تخلو من ( تـدبر ) وخاصة في الأسحار ، أضف إلى أنها ( مـانعة ) لغلبة الشهوات القاضية على ازدهار العقل في الوجود البشري ، أضف إلى ( مِنَـح ) الحق الموجبة لتكميل أحب ما خلق وهو العقل في هؤلاء العباد ..فكما أنه يكسو أصحاب الليل من أنوار جلاله ، جزاء خلوتهم به – ولهذا صاروا كما روي من أحسن الناس وجها – فإنه كذلك يكسو عقولهم من أنوار المعارف الحقة ، ما لا يُـعطاها جهابذة الفكر البعيدين عنه .جعلنا الله من قيَام الليل
موضوع قيم واثابك الله