أذكر ما يحضرني من الوسائل التي أحسب أنها مهمة في الترقي في سلم الأخلاق الفاضلة فمن ذلك :
1) ضبط اللسان فيبتعد المسلم عن السب والشتائم والسخرية واللمز بالناس .
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ### فكلُّـك عورات وللناس ألسن .
ولو حصل من الناس سب لك وأذيّة فاعتبر هذا امتحان لك لاختبار صبرك وتحملك ، فكن من الصابرين الذين أثنى الله عليهم بقوله جل ذكره (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم () وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم ) سورة فصلت . مع أنه لا تثريب عليك أن ترد بقدر ما اعتدي عليك به لكن العفو والصبر هو أكمل وأجر فاعله على الله قال تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وقال سبحانه ( ولَمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ). سورة الشورى .
2) عند الغضب ، وهي أشد ما يقع فيه الناس ، فحالة الغضب حالة هيجان فيحاول أن يُسكّن نفسه ، فمن ذلك :
أ) أن يذكر الله ويستعيذ به من الشيطان الرجيم فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلين يستبان فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها لأذهب الله عنه ما يجد : أعوذ بالله من الشيطان )
ب) أن يغير الحالة التي هو عليها وقت الغضب فإن كان قائما جلس وإن كان جالسا اضطجع كما جاء التوجيه من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، أو يغير المكان الذي فيه وقت الغضب.
ج) أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم والخسارة والهم والغم، فكم من بيوت هُدمت ، وأُسر شتِّـت وعلاقات قُـطِّـعت كل ذلك بسبب لحظة غضب !!
د) أن يتذكر الغاضب قُبح صورته حال الغضب من انتفاخ الأوداج وبحلقة العينين واحمرار الوجه .
هـ) أن يتذكر ثواب العفو والصفح فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور ما شاء ) رواه أبو داود .
3) ومن الوسائل العملية في تحسين الأخلاق محبة الخير للناس ، ومعاملتهم كما تحب أن يعاملوك ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ألذي يحب أن يؤتى إليه ) رواه مسلم
4) طلاقة الوجه مع الناس فيقابلهم بوجه مبتسم غير عبوس ، فإن هذا من المعروف قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرنَّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه مسلم . كما أن هذه الابتسامة من الصدقة قال صلى الله عليه وسلم ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه الترمذي وهو حديث صحيح .
وبعد – أخي القارئ الكريم – فهذا ما تيسر جمعه حول موضوع الأخلاق وقد عرفت أنه ضرورة شرعية اجتماعية ؛ لكن يبقى كلمات عابرة وحبر على ورق ما لم يصادف همة العظماء وعزم الرجال ليستفاد منه في الواقع أسأل الله تعالى أن يُحسّن أخلاقنا كما حسّن خُلقنا وأن يعيينا على أنفسنا، وأن يتولانا برحمته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه / عامر بن عيسى اللهو
المدرس في كلية المعلمين في الدمام
allahuo@hotmail.com
لا اله الا الله]