بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وربكاته
لن أبخس حق أحدٍ في جد وإجتهاد أوجهد مشائخ هذا ديدنهم منذ أن أنعم الله علينا بنعم الإسلام في السنة الواحدة بعد العشرين من هجرة سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم وأتجاه عمرو بن العاص ( جزاه الله عنا خيرا ) الى إطرابلس بعد أن فتح برقة سلما وخروج نفر من بني ( دملج ) ومعهم قائدهم جزاه الله عن هذا البلد خيرا فغدا السير صوب شاطئ المدينة فوجد نفسه داخل المدينة ( وأغلب ظني أنها من الجهة الغربية المعروفة بالباب الجديد ) فسارعوا إلى فتح أبواب المدينة وهرع الروم إلى سفنهم يطلبون فراراً ونجاةً بأنفسهم من أمام رجال يطلبون الموت شهادةً كما يطلبون هم الحياة تنعماً وأطلق عليها سيدي عمرو بن العاص إسم ( إطرابلس ) بدلا من تريبولس وأقام فيها أول مسجد يُرفع فيه إسم الله عالياً بعد أن تعاقبت علينا ممالك ودول وظلام دامس من عبودية وإشراك وفي أثناء الحصار توجه بسر بن أرطأة لفتح المناطق الداخلية وعقبة إبن نافع جنوبا حتى وصل إلى زويلة
وأختلطنا من ذلك الحين بعرب الفتح الأقحاح وأخذنا منهم القراءن الكريم غضاً طرياً مشافهة وفمً عن فم تم توالت السنين والهجرات من هجرة بعض القبائل العربية مع حسان بن نعمان والذي ذكره الشيخ الطاهر الزواي مفتي الديار الليبية في كتابيه القيمين ( ولاة طرابلس ) و( الفتح العربي لليبيا ) ثم هجرة بني سليم وبني هلال وبني تميم فأمتزجت القبائل مع السكان فعمل الأصل العربي الواحد والدين الذي ارتضاه الله لهم على جعل اللغة الرسمية للبلد هى لغة القراءن
لكن يبقى إختلاف اللهجات بين أقطارنا وبين حتى القطر الواحد راجعاً لعدة أسباب لن يتسع هذا المجال لسردها سردا ناجعاً وذي فائدة لكن الأبرز هو إختلاف لهجات القبائل العربية التي نزحت الى هذا القطر أو ذاك وهذا الإختلاف بَينٌ وواضحٌ جلي:
ففي إطرابلس ننطق الألف المقصورة ياء والإمالة تقريب الألف من ياء المد فنقول جري ومشي بدلان جرى ومشى
وأني بدلاً عن أنا وأهني بدل هنا بعكس أهالي برقة الذين يقولون أنا وهنا مع تطويل الألف نطقأً ( والعرب الأولون كانوا يفعلون فعلنا ) ويتضح لنا هذا في القراءات القراءنية فقراءة أبوعمرو وهو تميمي النسب يميل كل ألف رُسمت في المصحف ياء وابن كثير وهو من قراء الحجاز فتأثر بالفتح متأثراً ببيئته ومشائخه
وفي التذكير والتأنيث كذلك نقول طريق طويلة وطريق طويل والسبيل كذلك وفي التعبير القراءني كذلك سبيل الرشد وهذه سبيلي
ومع ماخالطنا اليوم من لهجة ركيكة وألفاظ تكاد تقضي حتى على اللهجة الدارجة فنجد إختلاط لغات المستعمر الحديث مع معظم لهجاتنا فنجد الفرنسية في لبنان والشام والمغرب وتونس والجزائر والأنجليزية في مصر والخليج وبعض الإيطالية في ليبيا ( ولو أن الإيطاليون ضنوا علينا حتى في العلم إلا بعض محاولاتهم ووقوف أباؤنا وأجدادنا ضد هذا العبث باللغة ) فظلت اللهجة الليبية محافظة على أصالتها وبقينا في بيوتنا نستخدمها وإن دخلت علينا أشياء في تعاقب دورة الحياة علينا لم نجد لها بداً من نطقها كما جاءتنا
فتأثرت اللغة بشكل أو بأخر ونراه واضحا حين نبدأ بحفظ القراْن فأصبح هناك إبدال حرف مكان أخر مثل زوج فنقول (زوز) أي إثنان وزُزار بدلاً عن الجزار و مزرة بدل المجزرة و سمس مكان الشمس ومليان بدل ملئان وجيعان بدل جائع وعرفت لهجتنا القلب فنجد كلمة اعماي بدل معي . وتغيير الحركات صُنارة بدل صِنارة مَطهرة بدل مُطهرة والزيادة كقولنا كول بدل كل وبيع بدل بع وقول بدل قل والنحت وهوتركيب كلمتين في كلمة كقولنا ايوا بدل أي والله وخمسطاش بدل الخمسة عشر والأعداد من الإججى عشر وهى الحداش الى التاسع عشر وهى التسعطاش كلها تنتهي بالطاش في نهايتها وقفاً و شر وصلاً والنقصان كقولنا أمراة بدل إمرأة وفضا بدل فضاء وسمي بدل سماء وهناك تضييق المعنى وهو موجود في اللغة العربية كلفظ الصلاة في اللغة التي كانت أصلها التعبد والدعاء فصارت الركن المعروف من اركان الإسلام الخمس وفي اللهجة الليبية الكثير من الكلمات التي أخذت هذا المنحى مثل قولنا حوايج عن اللبس وكانت في الأصل حوائج أومآرب وهناك توسيع للمعنى وهى موجودة أيضا في اللغة العربية وجدت كذلك في اللهجة العامية
كذلك هناك كلمات عربية فصحى أخذها العامة للدلالة على شئ ما أو لإنتقال المعنى إلى مفهوم أخر مثل كلمة السانية التي في الفصحى هى الناقة التي يُخرج بها الماء وأطلقا العامة على المزرعة والشارب ماسال على الفم من الشعر أطلقه العامة على الشفة وجمعها ( شوارب)
وفي لهجتنا العامية الكثير من المجاز الذي اثخذ من الفُصحى
كلمة أح تطلق على نحنحة الإنسان وتطلق عند الشعور بالألم عند لمس الشئ الساخن مثلا ونطلقه عند طلبنا من الطفل أن لايمسك شئ بيديه
أحرف الرجل سئ العشرة واليوم السئ وهى عربية الأصل مشتقة من الحرافة والأكحل للسواد والكحلة في العربية خرزة توضع على صدر الصبي
وباد نقول الشئ هذا بايد اي متهالك اوقديم وفي الفصحى هالك
بخبخ الماء رشه وفي اللغة بخبخ الجمل إذا ملء فمه هديرا فشبهوه بالماء
برا أي خارج وفي اللغة البر هو الصحراء
كذلك نقول شئ نريد به العكس
كالبراد وهو يستعمل للتسخين والبراد يستخدم في ليبيا لإعداد الشئ والبياض عن الفحم الأسود والأسعد بدل الأسود
اوستر ماجرت العادة على ستره كالمراحيض فنقول عنها بيت الراحة اوبيت الأداب او قولنا عن الحمام مطهرة
اوقضاء الحاجة بقولنا زي الناس
ويبقى الفيصل في هذا النجاح الباهر في المسابقات العالمية لحفظ وتجويد القراءن الكريم بعد تكاتف الجهود من الجميع هو النطق الصحيح للحروف العربية التي تجد لذتها حين النطق بها صحيحة ومخارج حروف لهجتنا العامية التي حافظت على أصالتها رغم محاولات التنصير ( التي أُتهمت بها أنا في مدونة سابقة ) ورغم محاولات البعض ممن يريدونها عوجا فجاؤا بمصطلحات في أكلنا وشربنا وحتى في بيوتنا ولست هنا داعياً للأنغلاق أوالتقوقع ولكن مناديا للحفاظ على نطق صحيح لمفردات لغة نُزل القراءن بها وصدق الشاعر حين قال:
أنا البحر في أعماقه الدُر ساكناً فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
بقلم الكاتب : على رحيل
أتمنى أن يعجبكم الموضوع
تحياتي لكن غالياتي
جزاك الله خيرا
فى ميزان حسناتك
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلاّ الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلاّ الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد