السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
قد يأتي إليك طفلك الصغير ويروي لك قصة كاملة لم تحدث في أرض الواقع..
بل هي من خياله البحت ولكنه في أحيان أخرى أيضاً يروي لك أحداثاً
قد تعتبرها كذباً كأن يشي بإخوته أو أقرانه في المدرسة كذباً..
فكيف يمكن لك أنتفرق بين الخيال والكذب في حديث ابنك؟
أسباب الكذب
ما الأسباب التي تجعل الطفل يكذب وما صفات الطفل مستقيم السلوك؟
الطفل الحسي والحدسي
هناك نوعان من الأطفال:
1- الطفل الحسي ( الواقعي): وهذا الطفل دائماً نجد أنه ذو فكر نظري للغاية فإذا لاحظته مع ألعابه فستلاحظ أنه يلعب بألعابه بنفس الطريقة المخصصة للعب بها،
ولا يوجد لديه أي نوع من أنواع الإبداع والتغيير وهو يفضل الحقيقة عن الخيال..
فنجده يتقبل منك الحقائق والأشياء الواقعية فإذا أعطيته كتاباً تجده يقرأ كلمة كلمةوببطء ولكنه يحفظها.. فيمكن أن تلاحظ الأم عندما تقوم بتدريس ابنها أنه يقرأ خطوةخطوة..
فهذا الطفل يحب الإرشادات المنظمة، والأشياء الفوضوية لا يستطيع هضمها لأنمخه مرتب،
وهذا الطفل يبدأ من نقطة محددة ثم يركب عليها شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى التصور كوحدة كاملة.
والطفل الحسي يكون خياله واقعياً أي يتخيل الأشياءالموجودة فعلاً
ولا يتخيل الأشياء الغريبة حتى الوالدين يلاحظون على طفلهم هذا أنه لا يتخيل
ويعتقدون أن هناك مشكلة ولكن هذا يعد طبيعياً لنوعية الطفل الحسي.
2- الطفل الحدسي ( الخيالي): يغلب على هذا الطفل الكلام وهو صاحب خيالإبداعي إلى أبعد الحدود
وتجده مع ألعابه يعاملهم كأنهم أشخاص ونراه يتكلم على الهاتف مكالمة طويلة وكأن شخصاً ما يحدثه وهو يستطيع أن يؤلف لك قصة من الألف إلى الياء
وتكون قصة خيالية بنسبة 100% لا أساس لها في الواقع.
وإذا كان هناك نوعان من الأطفال.
الطفل الحسي الواقعي والطفل الحدسي الخيالي..
فالمشكلة تكون في الطفل الخيالي حيث إنه كما قلنا يستطيعأن يؤلف قصة من الألف إلى الياء لا أساس لها من الواقع وهذا لا يعني أن الخيال عيب يزعج الوالدين
بل على العكس هو ميزة كبيرة أيضاً فالخيال يدفع الطفل للإبداع
والتمييز وكثير من العظماء من العلماء كانوا يملكون خيالاً خصباً ..
ولكن المشكلةعندما لا يتجه هذا الخيال إلى الإبداع والتميز ويتوجه للكذب..
الخيال والكذب
كيف أستطيع أن أفرق بين الخيال والكذب عند ابني؟
فهو يأتي لي بقصة كاملة فكيف أعرف أن ما يقوله حقيقة أم كذب!
دور البيئة :لا يوجد مقياس نستطيع أن نتعامل به مع الأطفال
فالطفل يتصرفمن البيئة التي حوله. فالطفل الواقعي الذي إذا ما تعلم من المجتمع المحيط به السلوك الجيد
فإنه سوف يتابع وتصبح عادة جيدة لديه والعكس صحيح إذا تعلم السلوك السيءفسيصبح هو الآخر عادة لديه..
وإذا سرد الطفل الواقعي قصة فيها خيال نوعاً ما فيجب أن أعرف أن طفلي يكذب
أما إذا كان طفلي أصلاً خيالياً ويستطيع أن يؤلف قصة خيالية 100 %
فعندما يقول لي قصة فالانطباع الأول سيكون أنها خيال
ولكن يجب أن ننتبه ولانغلق تفكيرنا يجب أن أتكلم معه وأتناقش معه لأعلم هل هو فعلاً يتكلم عن خيال أم يعكس واقعاً.
أثر وسائل الإعلام: في رأيك هل وسائل الإعلام الآن تشجع الأطفال على الكذب؟
بالإيجاب قائلاً.. نعم أعتقد ذلك..
ودعني أبرهن لك برجوعنا للأجيال السابقة كان الأطفال يولدون ويكبرون تحت ظل شخص واحد كبير سواء الجد الكبير أو الاب الكبير..
ويترعرع الأطفال في ظل مركز الثبات هذا وهو يغرس فيهم كل القيم والعادات السليمة دون تدخل المؤثرات الخارجية الموجودة اليوم
من وسائل الإعلام في الفضائيات والصحافة ولم يعد الوالدان هما المؤثر الأساسي
فالأطفال يجلسون بالساعات أمام شاشات التلفزة الأرضية والفضائية يكتسبون قيمهم وعاداتهم منها ..
كيف أتعامل مع ابني إذا كذب؟
لا للعقاب: على الآباء الهدوءوالحلم والفهم
أولاً قبل إصدار أي قرار وأفضل الحلول هو الحوار الهادئ البناء لأن الضرب والعنف لا يجدي نفعاً فيجب أن نفهم سبباً لكذب الطفل.
والأمر الثاني
أنني أريد أن أشجعه على الصدق ولا أعاقبه على الكذب
أي التعامل بطريقة إيجابية كأن نكافئه على الصدق لنشجعه على قوله باستمرار أما إذا عاقبناه على الكذب فلن يصدق ثانية.
كيف يمكن أن نوازن بين تنمية الخيال عند الطفل وبين تربيته على الصدق؟
مجال الإبداع :الخيال هو الصفةالطبيعية عند الطفل الحدسي
وعلي أن أوفر له هذا المجال الذي يبدع فيه ( لأنها شحنة فطرية)
مثل أن يكتب.. يرسم.. وأعوده إذا تكلم معي في قضية أن يصدق وأشجعه عليه وإذاأخطأ أبين له الصواب وأوجهه إليه وأقول له أنا أحبك ولكنني أكره منك سلوك الكذب.
خمسة مواقف يتعلم منها الطفل الكذب
1- الأب الذي يعد أبناءه بتقديم هدية معينة لأحدهم أو لهم جميعاً أو يعدهم باصطحابهم في نزهة خلال عطلة الأسبوع،
ثم لا يفي بوعده لعذر معين، إذا تكرر منه ذلك عرف الأبناء أن الإنسان يمكن أن يقول كلاماً وهو لا يعني ما يقول ( كذب).
2- الأم التي تعتذر لجارتها أمام ابنتها عن إعارتها شيئاً من الأشياء التي تطلبها
بعذر أن هذا الشيء غير موجودلديها.
في حين أنه موجود بالفعل، إنها أم تعلم ابنتها الكذب ولم تدرك ذلك.
3- الأب الذي يطلب من ابنه أن يرد على الهاتف،
ويخبر المتكلم أن الأب غيرموجود الآن بالمنزل هو أب يعلم ابنه الكذب،
فيشب على ذلك السلوك المقيت.
4- عندما يقوم أحد الوالدين بأداء الواجب المنزلي عن الطفل
ويسمح له بأن يدعي أمام المعلم أنه قام بعمله بنفسه.
5- وأيضاً أن يصحب الأب الطفل إلى طبيب ويطلب إليه كتابة شهادة طبية تفيد أن الطفل كان مريضاً في فترة معينة،
على حين أنه كان فيصحبة الأسرة في سفر طويل.
عزيزي المربي .. كيف تحمي ابنك من الكذب؟
• عامل ابنك برفق وعطف واكسب ثقته وشجعه على أن يتحدث معك بكل ما يدور في نفسك.
• دعه يستمع بطفولته وعالمه الخيالي.. ومع ذلك تدرج به برفق إلى التفرقة بين الخيال والواقع.
• وفر للطفل حاجاته الأساسية بدرجة معقولة واجعله يعيش جواً من التفاهم المتبادل بين جميع أفراد الأسرة وابتعد عن الانفعال الذي يخيف الطفل.
• صدقه وابتعد تماماً عن إشعاره بأنك تشك فيما يقوله، ولا تصفه أبداً بالكذب، وحاول أن تعرف الأسباب التي تجعله يلجأ إلى البحث عن الذرائع، وابعث في نفسه الاطمئنان.
• لا تجبره على أداء عمل لا يميل إليه قسراً، وإنماحاول أن تشركه في تذليل الصعوبات التي تعترض أداءه لذلك العمل واهتم بملاحظة سلوك طفلك ولكن لا تشعره أنه مراقب.
• تفاهم الآباء والأمهات والمعلمين على المعاملة المتزنة الثابتة للطفل في المواقف المتشابهة واتخاذ الموقف الموحد إزاءالسلوك غير المرغوب فيه يعطي القيم الأخلاقية معنى وييسر
امتصاص الطفل لتلك القيم