طرق بابنا خطيب وكم كانت فرحتي وفرحة والداي بهذا الرجل .كانت كاي فرحة كل الفتيات المقبلات على الزواج تستعد لوداع العزوبية وتستعد لتكون كما حلمت وسهرت وهي تحلم بهذا اليوم ان تبرهن لهذا الذي يطلب يدها والذي اختارها ان تكون شريكة لحياته انه احسن الاختيار .نعم تزاحمت كل التصورات وكل الاحلام في مخيلتي وبدات استعد فعلا لكي اصبح تلك الزوجة المثالية التي ستخدم زوجها وكيف عليها ان توفر له جوا سعيدا بعيدا عن كل المشاكل مثل التي اسمع بها هنا وهناك خصوصا من صديقات امي وهن يتحاون مع امي بصوت مرتفع عن ازواجهن وماذا وقع من الاف المشاكل التي لا حل لها وكيف اصبحن نادمات على كل ما بدر منهن من تفاني وتضحية في سبيل اسعاد ازواجهن التي ضاعت وذهبت مع الريح .تذكرت كل هذا وانا احاول ان اتزن واخذ مجرى في عقلي غير مجراهن حتى لا اقع في الخطا مثلهن .وبدات اخطط واخطط مسار حياتي واراجع كل كبيرة وصغيرة كي لا تدفع بي الى الخطامع هذا الرجل و حتى اكون عند حسن ظنه واريه تربيتة امي وابي واثارها الايجابية علي كي لا يغلط معي في كل صغيرة وكبيرة ويتجاوب معي حتى نعيش سعداء .نعم سعداء لان هذا حلم كل فتاة وكل فتى وحلم كل واحد منهما ان يجد ما ينقصه في الاخر وتتستر العيوب كل واحد منهما مع بعض وتتالف القلوب وتتوحد ونجد حلاوة الحياة لتنشا الافة والمودة بينهما وتتوطد العلاقة جيدا فلا يكاد الطرف الاول يفارق الثاني .ويحن ويمتنع الثاني ان يؤذي الاول وتكون الرحمة والحب مثالهما .كل هذا وانا واقفة واجمة امام هذا المنظر الجميل اتخيله وهو يلون حياتي و لا يفارقها مثل الظل كم ساكون سعيدة في هذا الجو الذي رسمه خيالي في نفسي وقمت الف بنفسي ومخيلتي لا يفارقها هذا الحلم الجميل المستقبلي وكدت اسقط من كثرة واللف .غير انني اوقفت نفسي من الدوران لان السقوطوعدم توازني الذي كاد ان يسقطني لولا تمسكت بالطاولة فكرني في شيء اخر شيء قد يكون عكس حلمي .عكسه 30 او50او 100في 100 يال هولي لو كان هذا الرجل عكسي تماما ماذا سيحدث لي وقفت وكلي مصدومة وبدات الافكار الخبيثة تتسرب الى مخيلتي بعدما متعتني جدا جدا بعد حين .ماذا لو كنت ساذهب الى شخص قد يمارس علي الوان التعذيب او كان هذا الرجل من ذوي التربية القديمة او عصبي المزاج ؟ او لا يحب صوت النساء فوق صوته او يكره النقاش والجدال ا وضد النساء اي يكرههن او ضعيف الشخصية او كان يرى في ضعفي كامرة ناقصة العقل والدين؟ قد يعقدني ويعقد حياتي تماما .؟ ماذا هل اقدر على الصبر ؟ اظن لا لا .قد اصيب او قد اخطا؟ اتمنى ان يكون زواج السعادة ولا زواج الندامة .ياه كم كرهته .هذا الرجل الذي كان بعد لحظات منبع فرحي .ياربي انقذني .هل اقبل هل اوافق عليه ؟ الان احسست بما تحس به كل فتاة عندما كنت احضر عرسها .خوف في خوف في خوف .وكلما لمست يد عروس ارتعاد في ارتعاد في ارتعاد .ماذا ينتظرني هل حب ووئام وسعادة ام جحيم وعذاب وقهر .وبينما انا كذلك اذ طرقت امي بابي ووسط هذا كله رايتها وقد علا وجهها نور الفرح وتحقيق حلمها الذي تنتظره لي عنقتني وكانها ستودعني فعلا الى لا رجعة .وقالت ان ابي ينتظر قرارك فالرجل مستعجل هل انت موافقة ام لا؟ .لم تعلو وجهي تلك الفرحة التي ارتسمت عندما اخبرتني بقدوم العريس المنتظر والتي عشت لحظاتها انها اجمل ما احسست به في حياتي ولربما ستكون الوحيدة فقط في حياتي وبعدها لا شئ .لحظة ارتكزت في نفسي على انني ان رفضت فقد ياتي يوم اخر في مثل موفقه ويتكرر بصيص الفرح فيه او اندم عندما اسمع بمن رفضت انه تزوج اخرى وانه اسعدها وانه …وانه… وانني خسرته فعلا واصبح بعدها اعاني الندامة اعادت امي السؤال .انه موقف صعب جدا ان يقرر الانسان لنفسه شيئا وهو مكره او مجبر عليه كي يحدد مصيره تمنيت لو ان احدا يقرا ما في عقلي ويجيب بدلا مني .اجبت ب…..نعم موافقة وليفعل ربي ما يريد وعلت زغرودة قوية من فاه امي وقبلتني وخرجت لترد خبر الموافقة على ابي .اما انا فقد عدت الى دوامتي ومتاهتي لم ينقذني منها سوى مناجات ربي في مستقبل لا يعرف مصيره الا الله وحده .اسلمت لربي نفسي ان يحفظها وهي امانة عند هذا الرجل كما ساستلم نفسه وهي عندي امانة حتى التقي بك ياربي غيرمفتونة .اعرف انني وافقت وانا رافضة لكنني ساعيش موقفي كزوجة وكام وكجدة ان شاء الله والى متى ساضل هاربة من مكتوب طال الزمن ام قصر سيكون مصيري المحتوم .وكل ما خرجت به هو ان لا اسقط في الخطا مع هذا الزوج حتى لا يؤنبني ضميري .كم صعبة هي الحياة .خرجت لاستقبل الرجل الذي اختاره لي ربي وكنت اسلط عليه نظراتي مرة مرة حتى اقرا في ملامحه ولو بصيص من الامل يمحي ما نسجته مخيلتي من سلبيات اتمنى ان لا تقودني الايام اليها مع هذا الرجل الذي يجلس بجانبي وكففت بغتة مقتنعة تماما ان الايام الاتية ستعرفك به اكثر واكثر فالى ما العجالة الان بل استمتعي يا نفسي باوقات السعادة المؤقتة الان ولا تتركيني حزينة اندم على ضياع وقتها مع عائلتي الصغيرة وبين دموع امي التي تعبر على فرحهابهذا اليوم الذي فقط تمنيته وتتمناه كل فتاة ولا هم لك بما سيطرا غدا ابعده فالغيب لا يعلمه الا الله .
تسلم يدج !! ،،
جزاك الله اختي كل الخير ويعطيك العافية على ها المرور الطيب