بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد:
ما بين المسجد والجامع من حيث الاستعمال في العرف واللغة هناك ثلاثة استعمالات:
الأول: الاستعمال على سبيل الترادف، كأن نطلق على المكان الخاص بالعبادة، تارة عنوان (المسجد)، وتارة عنوان (الجامع). كما هو حاصل في المجتمعات الإسلامية، ففي مناطق كالخليج والجزيرة العربية يستعملون اسم المسجد، وفي مناطق بلاد الشام والعراق وشمال إفريقيا يستعملون اسم الجامع.
الثاني: يقال المسجد الجامع، مع الألف واللام في لفظ المسجد، والجامع هنا نعت للمسجد لأنه علامة للاجتماع.
الثالث: يقال مسجد الجامع، من غير الألف واللام في لفظ المسجد، ويُراد من الجامع هنا الإضافة، كقولك: الحق اليقين وحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع، وحق الشيء اليقين، لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير.
وكان الفرّاء يقول كما جاء في لسان العرب:(إن العرب تضيف الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظين)، وروى الأزهري عن الليث قال:(ولا يقال مسجد الجامعثم قال الأزهري: (النحويون أجازوا جميعاً ما أنكره الليث).
والحقيقة أن كل هذه الاستعمالات صحيحة وشائعة، والفرق بين الاستعمال الثاني والثالث، هو تارة نقول المسجد الجامع بمعنى أن كل مسجد بالأصالة هو جامع، أي يجمع الناس، ويجتمعون فيه. والجامع هنا لا يقصد به الإضافة وإنما النعت، وتارة نقول مسجد الجامع تمييزاً لهذا المسجد باعتبار ما يقام فيه من صلاة الجمعة والعيدين وكل المناسبات العامة للناس، وقد يطلق عليه المسجد الكبير، والجامع هنا يصدق عليه الإضافة.
أما عن مفارقات الاستعمال الأول، فمع التفريعات الدقيقة لكل ما لمصدر الكلمة من اشتقاقات في معاجم اللغة، إلا أنني لم أجد في هذه المعاجم، القديمة منها والحديثة، أي بحث عن المفارقات بين كلمة (مسجد) وكلمة (جامع)، مع ما بينهما من تمايز بليغ يقبل الاتصال والتكامل معرفياً. وهذا ما أود إضافته والإشارة إليه في هذا المجال.
وفي هذا الشأن يمكن القول: إن المسجد هو مفهوم خاص ومضمونه عبادي، والجامع مفهوم عام ومضمونه اجتماعي. وفي المفهوم الخاص يلحظ في المسجد علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى، وفي المفهوم العام يلحظ في الجامع علاقة الإنسان بالآخرين والمجتمع بصورة عامة.
والمسجد مفهوم خاص، لأن القصد الأولي في أصالته العبادة، فهو بيت الله في الأرض، خاص لعبادته، والتقرّب إليه وحده لا شريك له، وكل الوظائف الأخرى هي متفرعة أو ثانوية لهذا الأصل الأولي، ويفترض فيها أن تتلون به أيضاً.
وقد سمي المسجد بهذا الاسم، لأنه المحل الذي يُسجد فيه إلى الله جلّ شأنه دون سواه. ومصدره (سَجدَ)، بمعنى انحنى وخضع ووضع جبهته بالأرض خاضعاً متعبداً. والمسجَد -بفتح الجيم- يطلق على جبهة الإنسان لأنها تصيب الأرض حال السجود، كما يطلق على بعض أعضاء بدن الإنسان أنها مساجد، وهي الأعضاء السبعة التي يسجد عليها وهي: الجبهة واليدان والركبتان وطرفا إبهامي القدمين. وهذه الأعضاء لها نوع من الاحترام في التشريعات الإسلامية لأنها من المساجد.
فهذه حكمة تسمية المسجد، كناية لمحل السجود لله، وهو منتهى العبادة، ولأن السجود يطهر الإنسان من الكبر، فلا يكون أمامه من هو اكبر من الله جلّ شأنه، وهذه الحالة قد تُكسب الإنسان الإخلاص والخشوع والالتزام والتواضع في عباداته ومعاملاته وفي كل عالم التشريع. هذا هو المعنى الخاص أو الأولي لمفهوم المسجد ومضمونه العبادي……. والله اعلم
وبتمنى تكونن استفدتن من موضوعي البسيط مقابل عطاء المنتدى الكبير
تَسلٍـم ألآيآدي
ع أإلموضوع أإلمفيد
الله يـ ع’ـطيگ الــ ع’ـآفيه
مآ ننح’ـرم منگ يآرب
بآنتظـآر ج’ـديدگ
تقبلي مني أجمل آإلورودْ
خيال |
وآنتَقآءْ الأفضًل دوٌماً
آشكَر ذآئْقتك اللتِي طآلمَا أمتعَتتنْآ بآعَذبْ العبَآرآتُ وأرْقهُا