تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الفرق بين العقل والقلب والفؤاد فى القرآن الكريم في الاسلام

الفرق بين العقل والقلب والفؤاد فى القرآن الكريم في الاسلام 2024.

الفرق بين العقل والقلب والفؤاد فى القرآن الكريم

الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً، ونصب لنا الدلالة على صحته برهاناً مبيناً، وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً، ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً جسيماً، وذخر لمن وافاه به ثوابا جزيلا وفوزاً عظيماً، وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان،
ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلاً فقال:

(ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليل).

أما بعد

هل تبادر إلى أذهاننا يوماً ما، ما هو الفرق بين كلمة القلب و الفؤاد ؟؟؟

لا أظن ذلك فالناس غالباً لا تدرك معاني الألفاظ.

قال الله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) الحج 46،

والآن كل واحد منا يسأل نفسه هل وظيفة القلب أن يعقل الأشياء أم أنها وظيفة العقل؟؟؟؟؟

الجواب قال الله تعالى"كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبرو اياته وليتذكر اولو الالباب) ص (29)

والألباب هنا تعني الأمخاخ وهذا رد على أن القرآن لا يتكلم عن المخ

والآ ن لنتدبر إذن هذا القرآن المعجزة الربانية لنصل إلى الحقيقة وإلى هنا لم نجب على السؤال إنما هذه مقدمة الإجابة على السؤال.
والجواب القلب في القرآن الكريم يشير إلى العقل، و الفؤاد يشير إلى مركز الأحاسيس فينا، و إليكم الأدلة، و أرجوا من الجميع أن يضعوا كلمة القلب بمعنى العقل في أذهانهم و سترون الاختلاف

الدليل الأول: ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ))

الدليل الثاني: ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) القصص 10،

الفؤاد هنا مركز المشاعر فأم موسى أنفطر فؤادها على وليدها الصغير وكان الربط وظيفة القلب بمعنى العقل الذي ضبط المشاعر والأفعال لأنها كانت ستذهب إليه، ونحن نعلم دقة القرآن الكريم في استخدام الألفاظ و الدلالات اللغوية.

الدليل الثالث: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)) الكهف 22،

وغفلة القلب هي غفلة العقل وعندما يغفل العقل تنشط الشهوات بغير رقيب و لا حسيب و الله أولاً و أخراً عُرف بالعقل.

الدليل الرابع: ((رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)) النور 37،

عندما تقوم الساعة ستتغير الأفكار التي كانت متبناة في العقول من قبل الكافرين الذين رفضوا فكرة الحساب و الجزاء يوم القيامة.

الدليل الخامس: ((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )) الشعراء 89،

سلم عقله من كل الأفكار المنحرفة التي تنادي بإنكار البعث أو عبادة الأصنام أو عبادة الطغاة و التعلق بهم وظن أن العزة لديهم، وسيدنا إبراهيم عليه السلام أتى الله بقلب سليم أي عقل سليم فلقد رفض أن يعبد حجارة لا تضر و لا تنفع، و القرآن الكريم مليء بالحوارات التي كان يناقش بها سيدنا إبراهيم عليه السلام الكافرين.

الدليل القرآني السادس و الأخير: ((يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )) الأحزاب 32

عقله مريض يبحث عن شهوة كما كثير من الشباب اليوم الذين مرضت عقولهم، فمجرد ابتسامة من فتاة له تعني في عقله أنها لا تطيق العيش بعيدة عنه، ولو تكلمت معه فيا لطيف، فبمجرد الكلام أضحت تريده، أصلحهم و أصلحنا الله.

و أخيرا حديث عن الرسول (صلى الله عليه وسلم ): حدثنا سليمان بن حرب عن وابصة بن معبد الأسدي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: (( لوابصة جئت تسأل عن البر و الإثم قال قلتُ نعم، قال فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة ثلاثاً، البر ما اطمأنت إليه النفس و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر و إن أفتاك الناس و أفتوك )) سنن الدارامي 2421،

فالقلب بمعنى العقل هو الحاكم الأول و الأخير على ما يعرض على الإنسان من أفعال يجب عليه القيام بها من شر و خير،

قال الله تعالى "((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) الحج 46

هذه الآية دلالة قاطعة على إعجاز القرآن الكريم فالمقصود بالقلب الأول هو العقل كما هو موجود في كل القرآن الكريم من أوله إلا آخره.
ولكن هل المقصود في القول الثاني هو العقل؟

لا بل هو القلب المتداول الآن ولهذا بين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية تبيان جليا فقال التي في الصدور لأن القرآن عندما يتكلم عن القلوب إنما يقصد القلوب التي في الرؤوس أما هنا فأراد أن يوضح هذه المرة أن القلوب التي تعمى هي التي في الصدور وليست التي في الرؤوس فالقلوب التي في الرؤوس ربما لا تفقه وربما لا تفكر ولكن إن فكرت وعرفت الحقيقة لا تتبع هذه الحقيقة لأن القلب الذي في الصدر يرفض الإتباع لهذا نجد أن الهداية منقسمة إلى قسمين هداية الدلالة وهي محلها القلب الذي في الرأس وهداية التوفيق أو القبول وهي محلها في القلب الذي في الصدر .

وحقا كما قال ربنا عز وجل"فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) تعمى عن الموعظة والخشوع……….

والآن سؤال آخير لماذا يسمى العقل قلبا؟

الجواب قبل أن تعرف لماذا يسمى العقل قلبا يجب أن تعرف لماذا يسمى القلب الذي في الصدر قلبا …..

يسمى القلب الذي في الصدر قلبا لأنه كثير التقلبات من خير إلا شر ومن حسد إلى حب ومن إيمان إلا كفر ومن عفاف إلى شهوات بذيئة وهكذا أيها الإخوة

وسمي العقل بالقلب لأنه يقلب الحقائق وتقلب عليه الحقائق فأحيانا يرى الحق باطل والباطل حقا وهكذا فيا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

ولعلنا نذكر حديث الحبيب المصطفي (صلي الله عليه وسلم )
(الا ان في الجسد مدغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب )
صدقت يا رسولنا الحبيب الكريم
فاللهم اجعل قلوبنا عامره بذكرك واسررارنا خاضعه لطاعتك انك علي كل شيء قدير
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

سلمت أناملك يابنت الرافدين
موضوعك قيم ومفيد للغاية
ألف ألف شكر
مشكوره يا الغاليه موضوعك روعه ويعطيك العافيه يارب

[img]ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©[/img]

جزاكـ الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جعله في ميزان حسناتك باذن الله تعالى

بارك الله فيكى
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، مهما كانت المخالفة التي قارفتها في حق هذا المنتدى -وأعتذر عن ذلكخليجية– فإحقاق الحق مقدم على كل شيء والله تعالى أعلم. فأرجو أن تقابلن هذه المشاركة بالنظر فيها ثم إن بدا لكُنّ حذف عضويتي ومعها مشاركتي فلا بأس إذ كان الغرض هو الإدلاء بمشاركة في هذا الموضوع الذي وقعت عليه أثناء البحث عن كل ما يمكن جمع الفوائد فيه. و نسأل الله تعالى التوفيق والسداد.
ثم أما بعد؛ لا يستغني باحث في ألفاظ القرآن الكريم عن معاجم اللغة العربية، لكونه كلاما عربيا يحاكي الأسلوب العربي والعقلية العربية في عدة نقاط ليس هذا موضع الكلام حولها، ولكن أشير إلى أهمية الاستناد إلى المعاجم أو بعضها -وذلك يكفي- في التمييز بين الألفاظ وما تحمله من المعاني. ولأجل ذلك اخترت النقل من أحدها وهو لسان العرب لابن منظور. ثم بعد ذلك ننظر في المعنى الإضافي الشرعي إن وجد، الذي حاولت الأخت استشفافه من خلال الآيات والأحاديث. خليجية
يقول ابن منظور رحمه الله: " القلب تحويل الشيء عن وجهه … وقلّب الأمور: بحَثها ونظر في عواقبها … وتقلّبَ في الأمور وفي البلاد: تصَرَّف فيها كيف شاء … والانقلاب: الرجوع مطلَقا … والقلب مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط . قال ابن سيدَه: (القلب: الفؤاد) … وقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين على قلبك} قال الزجاج:(معناه نزل به جبريل-عليه السلام- عليك، فوعاه قلبك، فثبت فلا تنساه أبدا). وقد يعبَّر بالقلب عن العقل. قال الفراء في قوله تعالى:{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال:(أي عقل)… وقال غيره:{لمن كان له قلب} (أي تفهم وتدبر). ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة) فوصَف القلوب بالرقة والأفئدة باللين. وكأن القلب أخص من الفؤاد في الاستعمال … وقيل: القلوب والأفئدة قريب من السواء، وكَرَّرَ -أي رسول الله- ذكرهما لاختلاف اللفظين تأكيدا. وقال بعضهم سمي القلبقلبا لتقلبه … وقال الأزهري:(ورأيت بعض العرب يسمي لحمة القلب كلها شحمَها وحجابَها : قلبا وفؤادا) قال :(ولم أرهم يفرقون بينهما)" انتهى كلام ابن منظور مع الحذف في مواضع النقاط .
يتبع إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم. وبعد:
قال ابن منظور رحمه الله تعالى:" العقل: الحجر والنهى، ضد الحمق، والجمع عقول … عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلا ومَعْقُولا، وهو مصدر. قال سيبويه:(هو صفة) وكان يقول:(إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة) … وقيل:(العاقل: الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها) أخِذَ من قولهم:(قد اعْتُقِلَ لسانُه) إذا حُبِسَ ومُنِعَ الكلامَ. والمعقولُ: ما تعقِلهُ بقلبك … والعقل: القلب. والقلب: العقل. وسُمّيَ العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، أي: يحبسه … وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلهُ عَقلا: فهِمَه … والعِقالُ: الرّباط الذي يُعقلُ به وجمعه عُقُلٌ … والعَقْلُ: الدِّيَةُ … وإنما قيل للدية عقلٌ لأنهم كانوا يأتون بالإبل فيعقلونها بفناءِ ولِيّ المَقتولِ ثم كثر ذلك حتى قيل لكل ديةٍ عقلٌ وإن كانت دنانير أو دراهم … [والعقيلة]: هي في الأصل المرأةُ الكريمة النفيسة، ثم استُعمِلَ في الكريم من كل شيء من الذوات والمعاني، ومنه عقائل الكلام. وعقائلُ البحر: دُرَرُه … والعقلُ ضَرْبٌ من المَشط … و الماشطة يقال لها العاقلة … " [الخ] انتهى ما أردت نقله وهو يكفي لموضوعنا عن الكثير الباقي.
يتبع إن شاء الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.