وفي البحر كما في اليابسة نباتات لها قدرات عجيبة في علاج بعض المتاعب والأمراض.. هذه النباتات مِمّا تسمى بالطحالب وهي نباتات كلوروفيلية لا جذور لها ولا مغارس.. تعيش في مياه البحار والمياه العذبة والهواء الرطب, وهي تنمو وتترعرع بسبب العناصر المعدنية المتوفرة في البحار, ويتجدد وجودها كل عام عن طريق تمدد أنواعها إذ تظهر براعمها أثناء الخريف والشتاء ويكتمل نموها في الفترة الممتدة من شهر فبراير إلى شهر مايو, وهي متنوعة شأنها في ذلك شأن النباتات البرية.. ويمكن حصر حوالي 165 نوعا من الطحالب لها فوائد طبية عديدة.
وقد عرف الإنسان الطحالب لقرون عديدة كنباتات بحرية تعمل على إثراء الأرض؛ فهي تتحلى بصفات مميزة إذا ظلت طازجة أثناء استعمالها, وهي تحافظ على 90% من تماسكها إذا تم جمعها في أعالي المحيطات وتمت معالجتها وهي في بيئتها هذه, كما تحتفظ الطحالب المعالجة بحوالي 60 عنصـرًا استشفائيا, وتؤثر هذه العناصر تأثيراً مباشرا على نمو الخلايا, فهي تسهل وتنظم الانقسام الخلوي.
وفي مجال علم التجميل – على سبيل المثال – يمكن الحصول على نتائج مذهلة في العلاج بالطحالب في الحالات التالية: تساقط الشعر, ضعف ووهن السيقان, نمو وتصلب الصدر, التهابات الأنسجة الخلوية, النحافة وتجديد شباب البشرة.
وتشمل الطحالب مجمل العالم النباتي في المحيطات تقريبا, وهي تشكل بذلك الحلقة الأولى في السلسلة الغذائية, وتعمل على تحقيق إنتاج المواد العضوية في العناصر المعدنية, وهي تلعب دورا كبيرا في دورة الكربون في كوكبنا؛ لأن مقدار الغاز الكربوني الذي يتحول إلى أوكسجين عن طريق الطحالب يفوق بكثير المقدار الذي يتم تحويله عن طريق النباتات البرية.
والجدير بالذكر أن 70% من الأوكسجين الذي نستنشقه يأتينا عن طرسق الطحالب.
ويكثر وجود هذه الطحالب في منطقة بريتاني الفرنسية مما يجعلها مصدرا لنسبة 99% من الطحالب المستعملة في العلاج الطبيعي, وقد اعترفت وزارة الصحة الفرنسية بالطحالب كمجموعة غذائية كاملة في عام 1989م. ومنذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد كانت تعتبر منظم الهرموني. لأنها تقوم بالمحافظة على مستوى اليود بشكل متناسب مع وظيفة الغدة الدرقية, وكان الملوك في بلاد الإغريق والأباطرة الرومانيون يستحمون بمياه البحر لإزالة السموم الناتجة عن تخمة المآدب العامرة في القرن السادس الميلادي, وكانت كمادات الطحالب توضع على بطون الحوامل تجنبا للولادة المبكرة غير الطبيعية, نظرا لمفعول الطحالب في تقوية البطن وتليينها.
وفي القرن الثامن الميلادي كان الأطباء يستخدمون الطحالب لعلاج الأمراض المعدية, ولتعزيز جهاز المناعة الدفاعي في الجسم. أما في مستهل هذا القرن, فلقد تعرف الباحث الفرنسي (رينيه كلينتون) خلال تجاربه على طرق استخراج المنافع العديدة من الطحالب, وقد خلص إلى القول بأن الطحالب هي مواد إسفنجية حيوية لا جذور لها ولا مغارس, وهي تقتات بعناصر المحيطات؛ وبعد دراسته لمياه البحار وتحليلها كانت دهشته كبيرة عندما وجد أن مياه البحر تشبه بلازما الدم إلى حد كبير, فقام بحقن كلب بمياه البحر عوضا عن دمه لمدة ثلاثة أيام واستمر الكلب على قيد الحياة بل انتعش واسترد صحته, ومن ثم توصل إلى النتيجة القائلة بأن للطحالب أيضا القدرة على العلاج والشفاء والوقاية من الأمراض نظرا لكونها تتغذى على عناصر البحر المعدنية.
الف شكر ثلوج الشتاء
يسلمووووووو