العبـادة المنـسية ,, مــا هي ؟وكيفية الارتقاء بها ؟
تشاغل الناس عنها ركضا وراء ملذات فانية وأحداث يومية متكررة , ولم يتيحوا للعقل برهة للتأمل فيما حولهم وفي أنفسهم ,
فهل نترك كر الأيام وتتابع الأحداث المتشابهة عائقا لنا عن التفكير والتفكر فيما حولنا , بل يجب علينا ممارسة هذه العبادة والتعود عليها ,
فهي من أولى العبادات الموصلة إلى الارتقاء بالمستوى الإيماني للمسلم
انظري إلى تلك السماء
بمَ أحتوت ؟ وما لونها ؟ وهل وصل الإنسان للسماء الدنيا فيها ؟ كيف تبدو في الصيف ؟ وكيف تتحول في الشتاء ؟
إذا كنتِ لا تعي ذلك فحلقي بناظريكِ إلى السماء في ظلمة الليل وراقبي تلك النجوم اللامعة , والكواكب المختلفة من شهب إلى نيازك إلى توابع
و أقمار, اسرحي بخيالكِ بين جنباتها وعلومها , هذه تلمع وأخرى ترجم شيطان , وأخرى قريبة وتلك بعيدة , ومنها كبيرة وصغيرة , منظمة
ومنسقة , زينة للسماء , وهُدى للحائر , يضئ بينهم بدرا أو هلال , ويخيم عليها سحبا أحيانا أو مطرا .
من خلقها ؟ من أبدعها ؟ وهل هذه كل أسرارها ؟
بل لا يعلمها إلا هو.
انظري لتلك البعوضة
الحشرة الصغيرة المزعجة , ما أصغر حجمها , وأعظم خلقها , وأدق حواسها , كم تزعجنا عندما تقترب منا , وتثير أعصابنا عندما تلامسنا ,
ولا يهدأ لنا بال حتى نتخلص منها , نجمع لها المبيدات , ونغلق من أجلها الأبواب والنوافذ , ورغم ذلك تدخل وتختبئ في أماكن مناسبة
للونها , وتظهر في هدوء وبراعة ؛ عبر الرائحة والاستشعار الكيميائي لتلاحقنا .[/color]
من علمها ذلك ؟ وكيف اهتدت لكل ما تفعل ؟
سبحان الخالق
انظري إلى أصابع يديكِ
كم فيها من الأسرار العجيبة ؟
[color=#008000]بصمات مختلفة , دماء تجري فيها , يخالطها الغذاء , أعصاب متصلة بالمخ سريعة الاستجابة , حركات إرادية وغير إرادية , تستجيب للبارد
والحار , تغير لونها دليل مرض وإنذار , بها تكتشف أمراض القلوب والعلل , خلايا حساسة رقيقة ناعمة , خلقها الله في أحسن صورة
ألا يدعو هذا للتفكر والتأمل ؟؟
إن التفكر يقوي الإيمان والارتباط بالله فهو دليل على عظمة الخالق وقدرته
هذه ثلاثة أمثلة في السماء وفي الأرض و في أنفسنا ؟ تأملي كل شيء حولكِ وستجدين دليل على وجود الله الخالق العظيم , وعظيم إبداعه .
يتبع باذن الرحمن
فهو من أولى العبادات الموصلة إلى الارتقاء بالمستوى الإيماني للمسلم
تسلمى ويسلم هذا الاختيار الموفق
لأن التفكر من أعمال القلب ، وأعمال القلب أفضل من أعمال الجوارح …
والقرآن الكريم يدعو إلى النظر والتفكير والتأمل ,ويدرب العقل على طرح الأسئلة , وإقامة علاقة حوارية مع النفس .
وقد مدح الله المتفكرين في ملكوت السماوات والأرض في كتابه العزيز :
( إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ ,الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً
وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ ) ( آل عمران /190، 191 )
و ذم معطلي العقول والأفكار فقال سبحانه : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ
آبَآءَنَا ) ( لقمان /21 )
فجعل تعطيل العقل – التقليد الأعمى – سببا للتكذيب والكفر ثم سوء العاقبة .
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتفكر في آيات الله عز وجل من قبل البعثة , فكيف بعدما عرف الله وأصبح خاتم الأنبياء والرسل ،
عن سعيد بن جابر عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة بعدما مضى ليل , فنظر إلى السماء وتلا هذه الآية
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب } ( 190 / آل عمران ) إلى
آخر السورة . )
وكان أصحابه رضي الله عنهم كذلك ، قيل لأم الدرداء : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت التفكر.
وقال الشيخ أبو سليمان الداراني : إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبره .
وقال الحسن البصري : تفكر ساعة خير من قيام ليلة .
وعن عيسى عليه السلام أنه قال : ( طوبى لمن كان قيله تذكرا وصمته تفكرا ) .
يتبع باذن الرحمن