تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الطريق إلى الاخلاص في الاسلام

الطريق إلى الاخلاص في الاسلام 2024.

الطريق إلى الاخلاص

الطـريق إلى الإخـلاص أقسام الناس في الإخلاص والمتابعة
ومهما بذل المترقي من الأعمال لكي يصل إلى أعلى درجات السائرين إلى الله ، ولم تكن عنده صفة " الإخلاص لله تعالى" ، فإن عمله وجهده ووقـتـه سيكون هباءً منثورا ولن يصل إلى الله….
· قال تعالى : { ألا لله الدين الخالص } , وقال سبحانه { فاعبد الله مخلصاً له الدين } .
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ] – رواه مسلم – .
· وقال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه ] رواه النسائي .
· و أما آثار السلف في الإخلاص :
1) قال ابن عباس رضي الله عنه : إياكم أن تخلطوا طاعة الله بحب ثناء العباد فتحبط أعمالكم .
2) قيل لبعض الحكماء : من المخلص ؟ قال : المخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .
3) وقيل لسهل التستري : أي شيء أشد على النفس ؟ قال : الإخلاص . لأنه ليس لها فيه نصيب.
4) وقيل : الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن .
5) قال أبو العالية : قال لي أصحاب رسول الله : يا أبا العالية ! لا تعمل لغير الله فيكلك الله عزوجل إلى من عملت له .
6) قال الحسن البصري رحمه الله : رحم الله عبداً، وقف عند همه ، فإن كان لله مضى وان كان لغيره تأخر .
· مثال عجيب فتدبره .. قال بعض الصالحين : ينبغي للعامل أن يأخذ الأدب من راعي الغنم .. قيل : وكيف ذلك ؟ قال : لأن الراعي إذا صلى عند غنمه فإنه لا يطلب بصلاته من غنمه محمدة .. كذلك العامل ينبغي له ألا يبالي بنظر الناس إليه .. فيعمل لله تعالى و عند الناس وعند الخلاء بمنزلة واحدة .. ولا يطلب محمدة الناس .
· الطريق إلى الإخلاص :
1- قوة الإيمان بالآخرة واستحضارها ، وأنه لو أتى بأعمال كأمثال الجبال لن تنفعه إذا لم يكن مخلصاً لله تعالى فيها .
2- مصاحبة المخلصين والصادقين .. فإن لصحبتهم تأثيراً عجيباً .
3- أن يكون مدح الناس وذمهم عنده بمنزلة واحدة .. فإن مدحهم لا يغني عنه شيئا ، إذا لم تكن أعماله مقبولة عند الله ،وأن ذمهم لا ينقصه شيئا إذا كان الله راضيا عنه .
4- أن يُكثر الدعاء بالإخلاص : كقوله [ اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل ] ونحو ذلك.
5- أن يجتهد في إخفاء عمله ولا يظهره .. لا بقوله ولا بحاله ولا بالإشارة إليه .
6- أن يستحضر النية عند بدء كل عمل وأن يبتغي به وجه الله والتقرب منه .. وأن يكون شديد المراقبة لأعماله ، دائم التفقد لأحواله .
· كيف تصير الأعمال خالصة لله تعالى ؟ قال شقيق بن إبراهيم الزاهد رحمه الله :
حصن العمل ثلاثة أشياء :
– أن يرى العمل من الله تعالى ليكسر به العُجب .
– أن يريد به وجه الله ليكسر به الهوى .
– أن يرجو ثواب العمل من الله تعالى دون الطمع والرياء .
· حقيقة الاخلاص والصدق : قال ابن القيم رحمه الله : فالصدق والاخلاص هو أن تبذل كلك لله وحده ، ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر الى بذْلك . أخي المسلم أختي المسلمة هل بذلت كلك لله ، روحك ومالك ووقتك ، وأعز ما تملك لله وحده !؟ قال تعالى{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
· القناعة بعلم الله : قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : ينبغي للعبد أن يلزم قلبه ( القناعة بعلم الله ) في جميع طاعاته ، وإنما يقنع بذلك من خاف الله ورجاه . فهل أنت تقنع بعلم الله وا طلاعه على جميع أعمالك ، أم تقتنع بعلم البشر واطلاعهم عليك ؟
· حكمة : احذر ان يلتفت قلبك الى غير الله ، فتسقط من عين الله .
· من علامة المخلص : قال ابن الجوزي رحمه الله : من علامة المخلص ، أن يكون في جلوته كخلوته .
– فهل حركاتك وتصرفاتك في خلوتك عندما تكون بعيداً عن الناس كما هي عندما تكون بينهم لا تختلف عنها .
· محاسبة دقيقة :
– عن الربيع بن صبيح : كنا عند الحسن البصري ، فوعظ ، ( فبكى رجل ) ، فقال الحسن : أما والله ليسألنك الله عز وجل يوم القيامة ، ما أردت بهذا ؟
سبحان الله .. يدققون في جميع طاعاتهم ، هل هي خالصة لله أم لغيره .
· يخفون بكائهم : قال الحسن البصري : إن كان الرجل ليجلس المجلس ، فتجيئه عبرته فيردها ، فإذا خشي أن تسبقه قام .
· لا يجتمع الإخلاص ومحبة المدح والثناء :
قال ابن القيم رحمه الله : لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت .

أقسام الناس في الإخلاص والمتابعة
قال ابن القيم رحمه الله : لا يكون العبد متصفا بـ ( إياك نعبد ) إلا بأصلين عظيمين .. أحدهما : الإخلاص للمعبود ، والثاني : متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام .
· والناس ينقسمون بحسب هذين الأصلين إلى أربعة أقسام :
– القسم الأول : إخلاص ومتابعة .. وهم أهل ( إياك نعبد ) حقيقة ، فأعمالهم كلها لله ، وأقوالهم لله ، وعطاؤهم لله ، ومنعهم لله ، وحبهم لله ، وبغضهم لله ، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده ، لا يريدون بذلك من الناس جزاءً ولا شكورا …
– القسم الثاني : لا إخلاص ولا متابعة .. فليس عمله موافق للشرع ، وليس هو خالصا للمعبود ، كاعمال المتزينين للناس ، المرائين لهم بما لم يشرعه الله ورسوله ، وهولاء هم شرار الخلق عند الله ، يفرحون بما أُوتوا من البدع والضلال والشرك .
– القسم الثالث : من هو مخلص في أعماله ، لكنه على غير متابعة الشرع .. كجهال العباد ، وكل من عبد الله بغير أمره ، واعتقد عبادته هذه قربة الى الله .
– القسم الرابع : من أعماله على متابعة الشرع ، لكنها لغير الله .. كطاعة المرائين ، ويحج ليقال.. ويقرأ القرآن ليقال .. ويجاهد ليقال .. ، فهولاء أعمالهم ظاهرها اعمال صالحة مأمور بها ، لكنها غير خالصة فلا تُقبل . اهـ بتصرف
أسأل الله لنا ولكم الإخلاص والقبول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.