فضيلة الشيخ بن باز وسارق الغاز
روان السياري – الدمام
قال احدهم :عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاة الفجر احضركل يوم درسا لفضيلة الشيخ محمد صالح بن عثيمين رحمه الله وسأل احد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز فيها فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز رحمهما الله جميعا.وبينما كنت استمع للدرس فإذا رجل بجانبي عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجة حتى أحس به جميع الموجودين.
وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وانفض المجلس نظرت الى الشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حال حزينة ومعه المصحف فأقتربت منه اكثر ودفعني فضولي فسألته بعد ان سلمت عليه كيف حالك أخي.لماذا تبكي ؟
فأجاب بلغة مكسرة نوعا ما:جزاك الله خيرا وعاودت سؤاله مرة أخرى ما يبكيك أخي فقال بنبرة حزينة لا لاشئ انما تذكرت فضيلة الشيخ بن باز فبكيت.واتضح لي من حديثه انه آسيوي وكان يرتدي الزي السعودي
وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي انني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في احد المصانع وجاءتني رسالة من اهلي بأن والدتي في حالة خطرة ويلزم اجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفة العملية 7 الاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى الف ريال ولم أجد من يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفة ورفضوا وقال لي اهلي ان والدتي الآن في حال خطرة واذا لم تجر العملية خلال اسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت ابكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي .
وامام هذا الظرف القاسي لعب الشيطان دورا فقررت القفز على أحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم اشعر الا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي داخل سيارتهم
وفجأة وقبل صلاة الفجر اذا برجال الشرطة يرجعونني للمنزل نفسه الذي كنت انوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال لي : كل .. ولم أصدق ما أنا فيه.وعندما أذن لصلاة الفجر قالوا لي توضأ للصلاة..فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً :
هل أكلت قلت له نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي امسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلون وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف وقلت : ياالله ماذا فعلت؟سرقت منزل فضيلة الشيخ بن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا .وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة اخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الأفطار بحضور كثيرمن الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ ما اسمك؟ فاخبرته باسمي.. و قال لي لم سرقت فأخبرته بالقصة فقال حسنا سنعطيك 9 الاف ريال قلت له المطلوب 7 الاف فقط .. فقال الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة اخرى يا ولدي.فأخذت المال وشكرته ودعوت له.وسافرت لاهلي وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله تعالى .وعدت بعد خمسة اشهر للسعودية وتوجهت للرياض ابحث عن الشيخ وذهبت اليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال .. فقال ما هذا؟ فقلت الباقي فقال هو لك وقلت: ياشيخ لي طلب عندك .. فقال ما هو يا ولدي.. قلت أريد ان اعمل عندك خادما او اي شيء ارجوك ياشيخ لا ترد طلبي حفظك الله.. فقال حسنا وبالفعل اصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله.
منقول للفائدة