تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الشفقة الالهية من الشريعة

الشفقة الالهية من الشريعة 2024.

  • بواسطة
الشفقة الالهية

الشفقة الإلهية

أخي المحب لله تعالى..
تأمل معي هذا الحديث لتدرك بعضًا من أبعاد الشفقة والرأفة الإلهية بعباده والتي تزداد وتزداد عند ابتلائهم… عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: «إذا مات ولد العبد قال تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.. فيقول، قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم.. فيقول: ماذا قال عبدي؟
فيقولون: حمدك واسترجع.. فيقول الله تعالى:
ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد». (رواه الترمذي: 1021).
أما يوم القيامة.. فالتكريم الخاص ينتظر أهل البلاء الذين نجحوا في مادة الصبر.
يقول النبي صلى الله عليه سلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لأن جلودهم كانت قُرِّضت في الدنيا بالمقاريض».
(حسن، أخرجه الترمذي وأورده الألباني في صحيح الجامع ح 8177)
أخي المحب لله تعالى…
إن من المظاهر العجيبة للرحمة الإلهية ابتلاؤه لعباده بالذنب والحرمان من الطاعة.. بتركهم لأنفسهم، وعدم إعانتهم..
وتوفيقهم للقيام بالطاعة، والإقلاع عن الذنب…
فيستشعرون وقتها منة فضل ربهم عليهم.. وأنهم به لا بأنفسهم..
وأنه لو تخلى عنهم طرفة عين.. لهلكوا.. ولضلوا.. ولوقعوا في أشد المعاصي. وفي المقابل.. لاستمر إمدادهم بالتوفيق والإعانة اللازمة للقيام بالطاعة.. وترك المعصية.. فمن المتوقع أن يتسرب إلى نفوسهم.. داء العُجب…
فيعجبوا بأعمالهم.. وبصلاحهم.. ويغتروا بذلك.. ويظنوا أن لهم مكانة خاصة عند الله بهذا الصلاح وهذه الأعمال.. ويحتقروا غيرهم من المقصرين.. فتكون هذه الطاعات سببًا لارتدائهم رداء الكبر..
ومن ثمَّ يكون استدعاؤهم لغضب الله وعقابه المُستحق.. للمتكبرين.
لذلك كان الابتلاء بالذنب.. والحرمان من الطاعة.. من لطف الله الخفي بعبده.. بل من دلائل حبه له.. أحيانًا.
جاء في الحديث:
«يقول الله عز وجل: وإن من عبادي من يطلب بابًا من العبادة.. فأكفه عنه.. كيلا يدخله العُجب..
إني أدبر أمر عبادي بعلمي بما في قلوبهم.. إني عليم خبير» (أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أنس مرفوعًا).
ولعلنا بذلك ندرك مغزى قوله صلى الله عليه سلم: «للم تكونوا تذنبون.. لخفت عليكم مما هو أكبر من ذلك.. العُجب.. العُجْب» (صحيح الجامع الصغير 5303).
ومما يؤكد هذا المعنى ما قاله النبي صلى الله عليه سلم للصحابة:
«لأنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم.. ولزارتكم في بيوتكم..
لو لم تذنبوا.. لجاء الله بقوم يذنبون.. كي يغفر لهم». (صحيح، رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع 5253).

نقلا عن كتاب كيف نحب الله نشتاق إليه (د. مجدي الهلالي)

أسأل الله لي ولكم
أن يطهرنا من كل خطيئة ذنب ومن الخبائث والشرور..
ومن الكذب والفجور.. ومن العُجْب والغرور..
من الرياء والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق..
ومن سوء الظن والبهت والغيبة والنميمة.. ومن الحقد والغل والحسد.. إن ربي هو الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. وصل اللهم على سيدنا محمد على آله صحبه سلم.
اللهم آمين

منقوووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.