مالك الخلق، له السُّؤْدَدُ والشَّرف على الإطلاق، والخلق كلُّهم عبيدُه محتاجون إليه على الإطلاق .
السُّؤدد : الشرف، والسيد من البشر هو مَن فاق غيرَه بالعقل والمال والدَّفع والمنع، والسيد الذي لا يغلبه غضبه، وسمِّي سيدًا لأنَّه يَسود سوادَ الناس؛ أي أغلبهم، وسيِّدُ كلِّ شيء أشرفُه، واللهُ سيدُ الخَلق .
أثر الإيمان بالاسم :
– السِّيادة والشرف على الإطلاق لله تعالى؛ فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه جاءه وفدٌ من بني عامر قالوا له : «أنتَ سيدنَا» فقال صلى الله عليه وسلم : «السيدُ اللهُ تبارَكَ وَتَعَالى» أي هذا الوصف على الكمال والحقيقة لله تعالى، ثم قال الوفد : «وأفضلنا فضلاً وأعظمنَا طولاً» فَرَدَّ عليهم صلى الله عليه وسلم: «قُولوا بقولكُمْ أوْ بَعْض قَوْلكُمْ ولاَ يَسْتَجْرينَّكُمُ الشيطانُ» (ابو داود) حثَّهم على أن يدعوه نبيًّا ورسولًا كما سمَّاه الله، ولا يُسَمُّونه كما يُسَمُّون رؤساءهم؛ فالنبي لا يسودهم بأسباب الدُّنيا؛ إنما يسودهم بالنُّبوَّة والرِّسالة .
– كلُّ سيادة وشرف للمخلوق فمنه تعالى وتَفَضُّلٌ على عبيده؛ فلا فخرَ له بهذه السِّيادة؛ كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه بسؤدد فاض عليه من فضل ربِّه تعالى في الآخرة : «أنا سَيِّدُ ولد آدم يوم القيامة» (مسلم) وفي رواية للتِّرمذيِّ : «أنا سَيَّدُ وَلد آدمَ يَوْم القيامة وَلاَ فَخْرَ» لا فخر : لأنه لم يَنَلْها من قبل نفسه ؛ بل كرامةً من الله تعالى .
– ثم فَسَّر صلى الله عليه وسلم معنى وأسباب هذه السِّيادة في بقيَّة الحديث : «وَأوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأوَّلُ شَافع وَأَوَّلُ مُشَفَّع» (مسلم) .
– سؤدَدُ العبد في التَّقوى لسيِّده، وسيادة العبد على نفسه وأهوائه وشهواته يمكنه الله منها إن استعان بسيادة الله تعالى عليها .
وجعلها ربي في ميزان حسناتك