قديما وحديثا: قالت دراسة برازيلية أعدها مختصون في مشفى /تارسو نيفيز/ المختص بالولادة في مدينة ساو باولو انه قديما لم يكن الرجال يعطون أي اهتمام لحمل المرأة الا من ناحية واحدة وهو الرغبة في أن يكون المولود ذكرا. لم يكن الأزواج ينخرطون في صلب حقيقة أن حمل المرأة يستوجب تعاون الزوجين لكي يدخلا في مرحلة جديدة من الحياة مع قدوم المولود.
وأضافت الدراسة انه مهما كانت آلام المرأة الحامل شديدة فان الزوج لم يكن يبالي بذلك قديما، بل وكان يتوجب على المرأة اخفاء آلامها وعدم التقصير في تقديم جميع الخدمات التي يحتاجها الرجل حتى آخر يوم من ولادتها. اذن ، فان فكرة الغيرة من حمل الزوجة أو قدوم المولود لم تكن موجودة لأن الروتين الذي تعود عليه الزوج لم يكن يتأثر كثيرا مع التضحيات الهائلة التي كانت تقدمها الزوجة لكي لاتشعر زوجها بأن روتينه قد تغير. كانت تفعل ذلك خوفا من غضب الزوج واستهزائه من موضوع الحمل وكأن الحمل شيء عادي لدى المرأة لايسبب أي متاعب لها ان كان من الناحية الجسدية أو النفسية.
أما في أيامنا هذه فان الوضع اختلف كثيرا مع شعور الرجل بأن الحمل ليس بالأمر السهل عند المرأة وبأن هناك متاعب جسدية ونفسية تصيب المرأة وتؤثر عليها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فان المرأة الحديثة لم تعد تتقبل ابتعاد الرجل عنها أثناء فترة حملها وبعد وضعها للمولود. أصبح بااستطاعة المرأة مواجهة الزوج وافهامه بأنها لم تحمل لوحدها بل أن الزوج مسؤول أيضا عن ذلك.
الغيرة المزدوجة: أوضحت الدراسة بأن الرجل وأمام الحقائق الآنفة الذكر يشعر بغيرة ضمنية مزدوجة، الغيرة من قدرة المرأة على تحمل تبعات الحمل وهي المخلوق الضعيف في نظره ومن ثم الغيرة من أن ذلك المخلوق البشري الذي حملته في بطنها تسعة أشهر سيكون لامحالة غاليا جدا عليها وربما ينتقص ذلك من مكانته أثناء قدوم ذلك الطفل الختبىء داخل رحم أمه. الرجل لايحاول اظهار التغيرات النفسية التي يشعر بها أيضا نتيجة حمل الزوجة بأنها غيرة وانما نوع من القلق على تغير الروتين الذي كان يسود المنزل. ولكن المختصون الذين أعدوا الدراسة أكدوا بأن ذلك هو خليط من الغيرة والقلق.
قبل الولادة: التغيرات التي تحدث على المرأة الحامل يصيببعض الرجال بالملل لأنهم لايستطيعون الحصول على الخدمات التي كانت متوفرة في المنزل والتي كانت تقدمها الزوجة قبل الحمل. فالمداعبة التي كانت قوية قبل الحمل تصبح فاترة لأن الزوجة الحامل لاتستطيع تحمل أي مشقة زائدة عن الحد بسبب خطورة ذلك على الجنين. وحتى المعاشرة الحميمة تصبح أقل حماسا من جانب الزوجة بسبب التغيرات الفزيولوجية. وفي هذه الحالات فان الزوج قد يغضب تارة ويهدأ تارة ويثور تارة ويخرج من المنزل ليقابل الأصدقاء ويقضي معهم وقتا طويلا لكي ينسى مايحدث في المنزل من تطورات جديدة بسبب حمل الزوجة.
بعد الولادة:قالت الدراسة ان الحمل أحدث دائما نوعا من الاستغراب لدى الرجال من حيث عدم فهمهم الدقيق للمرأة. هذا الاستغراب يتقلص الى حد كبير بعد ولادة المرأة لتبدأ مرحلة أخرى جديدة، وبخاصة اذا كان المولود هو الأول في حياة الزوجين. وأضافت الدراسة بأن مزيجا من المشاعر تطغى على الزوج بعد قدوم المولود، ومنها الفرح لقدوم ابن أو ابنة والشعور بالضعف أمام قوة المرأة في وضع الجنين والغيرة من وجود أحد يشاركه في الحصول على اهتمام زوجته والشعور بالانعزالية عندما يرى بأن مكانته قد اهتزت.
وتابعت الدراسة تقول بأن التحول التدريجي لاهتمام المرأة باتجاه المولود الجديد هو بالتحديد مايسبب الغيرة عند الرجل. انها غيرة ضمنية ليست بالسيئة، حسب تعريف العلماء، ولكن اذا لم تستطع الزوجة التعامل مع ذلك الشعور عند الرجل فان الأمور قد تحتدم وتبدأ مشاكل يمكن أن تكون على جانب من الخطورة.
أهمية الحوار: أوضحت الدراسة بأن الحوار العقلاني والمنطقي بين الزوج والزوجة هو الذي بامكانه تبديد غيرة الرجل وقلقه على مكانته. في هذا الحوار تستطيع المرأة أن تضع نصب عيني زوجها بأن الوضع قد تغير قليلا بسبب المولود ولكن الأمور ستعود الى ماكانت عليه بشكل سريع اذا تعاون الاثنان في الاهتمام بالطفل. ابعاد الزوج نفسه عن الساحة يلقي بكامل العبء على الزوجة وهو بالضبط ما يبعد بين الاثنين، أما اذا تم توزيع الأدوار في الاهتمام بالطفل فان المسافة بين الزوج والزوجة لن تتوسع كثيرا، ومع نمو الطفل، فان الحالة ستتحسن دون شك.
وقالت الدراسة أيضا ان الزوجة التي تتفهم عادة الأمور العاطفية أكثر من الرجل يمكن أن تثبت قدرتها مرة أخرى في انها قادرة على الجمع مابين الاهتمام بالزوج والطفل بشكل متوازن.
فى انتظار جديدك