الزواج… نعمة
نِعَم الله على عباده كثيرة متعدِّدة متنوعة، يأتي في مقدمتها نعمة الإسلام، والهداية إليه والعمل بأحكامه، والزواج من بين تلك النِّعم العظيمة التي أكرم الله بها عباده.
فقد شرع الله الزواج أساسًا لنظام هذا الكون وعِمارته، وهو من آيات الله الدالة على حكمته – سبحانه – قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
وتتَّضِح نعمة الله من خلال تشريع الزواج في الأمور التالية:
1- مجيء الآيات في سياق الامتنان من الله تعالى على عباده: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [النحل: 72].
2- الزواج سكن ومودة: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
وبالتالي تحقيق السعادة المطلوبة؛ ففي الحديث: ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمَسكَن الواسع، والجار الصالح، والمركَب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء))[1].
3- الزواج سبيل إلى البنين والحَفَدة: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ﴾ [النحل: 72]، والبنون هم زينة الحياة ومتعتها: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46].
4- الزواج من سُنن الأنبياء وهدْي المرسلين، وهم القادة والقدوة الذين يجب علينا أن نقتدي بهداهم: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرعد: 38]، وقال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].
وفي الحديث عن أبي أيوب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطُّر، والسواك، والنكاح))[2]، وقال بعض الرواة: ((الحياء)).
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((حُبِّب إليَّ من الدنيا: النساء، والطيب، وجُعل قُرَّة عيني في الصلاة))[3].
5- الزواج امتثال لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب[4]، مَن استطاع منكم الباءة[5] فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء))[6].
وخاطب النبي – صلى الله عليه وسلم – وليَّ المرأة بتزويجها، وحذَّر من الفساد المترتِّب على مَنْع الزواج، فقال: ((إذا جاءكم مَن تَرضون دينه وخُلقَه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
والزواج هو سنة الحياة
الله يرزق بنات المسلمين والمسلمات بالازواج الصالحين يارب
سلمــت يـداك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله ربي واتوب اليه