الدعاء عبادة، وفيه توجّه لله سبحانه وتعالى اعترافاً يقينيّاً بفضله وعطائه وإحسانه وجوده، وتعبيراً عن التقوى والإيمان، وبثّاً للحاجات، وطلباً لقضائها.
▪يتخذ بعض الأزواج والزوجات سلاح المؤمن –أي الدعاء- ضد بعضهم البعض كحرب شعواء؛ فذاك يدعو على زوجته وأهلها، وتلك تدعو عليه بمختلف الأمراض والأسقام والأوجاع، وهكذا دواليك.
▪فمن هذا الدعاء ما يكون أمام الطرف الآخر علناً بياناً وهو أشده مرارة ووجعاً على نفسية الطرف المدعو عليه، وهذا يكثر من بعض الرجال. ومنه ما يكون همسا أو من وراء حجاب أو من مسافة بعيدة نوعاً ما، وهذا يكثر لدى النساء لأسباب تخوفها من مواجهة الرجل؛ فتجد في الدعاء تنفيساً ومخرجاً لما يعتلج بداخلها من قهرٍ وغبن.
▪لا ننفكّ بين الحين والآخر من سماع بعض الدعاوى مثل: "الله ياخذك"، "الله ينتقم منك"، "حسبي الله عليك"، "عساك بكذا وكذا".. الخ من الأدعية الكارثية المتنوعة.. علاوة على ذلك قد ينال الأبناء نصيبهم المقسوم من هذا الدعاء. وكم سمعنا من قصص استجابة دعاء أحد الوالدين على ابن أو ابنة فيندم الدهر كله، ويعيش حسرة وندامة بكل تفاصيلها، وهذا مما يبكي له الفؤاد، ويندى له الجبين.
▪تكمن خطورة هذا الأمر في قابلية الاستجابة لهذا الدعاء بلفظه وتحقيقه على أرض الواقع فيذهل الداعي/الداعية مما رأى، ويدخل كهف صمتٍ وندمٍ يأكل بقلبه وحشاشته.
▪في الحقيقة إنّ الدعاء على الزوج، أو الزوجة، أو الولد هو محض ضرر يريد الداعي أو الداعية استجلابه بهذا الطريق، وهذا –والله- يعدّ من نقص الحكمة؛ فماذا تستفيد لو الله استجاب دعاءك أيها الزوج أو ايتها الزوجة.
يقول سيد البشرية صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم).. رواه مسلم.
في هذا الحديث الشريف نهي شرعي من رسول البشرية بعدم الدعاء على النفس أولاً، وعدم الدعاء على الأولاد والمال.. ولا بأس بقياسه في مسألة الدعاء على الزوجة.. فالأمر واضح.. وبيّن الحبيب عليه الصلاة والسلام خطورة الأمر في تمحورها حول استجابة هذا الدعاء في موافقته لساعة عطاء من رب العزة والجلالة فيعطي السائل كما سأل.
▪في بعض الأوقات قد يأخذ الغضب مأخذه من النفس فيُغلق على العقل فينطق اللسان بما لا يسر الأذن ولا القلب فتخرج الدعاوى حمماً بركانية على الطرف الآخر.. ولهذا أرى ضرورة:
1) قوة الاسترجاع بقول "لا حول ولا قوة إلا بالله".2)
قلب اللفظة الخارجة إلى لفظة أخرى ما أمكن.3
) تعويد اللسان على الدعاء للطرف الآخر أو الولد وإن كان بلحظة الغضب كقول: "هداك الله يا امرأة".. "أصلحك الله".. "هداك الله يا ولد".. "أصلحك الله يا أبا فلان".. وغيرها.
ملاحظة/
من لديه/ لديها قصة لاستجابة دعاء ضد زوج/ ضد زوجة/ ضد ابن أو ابنة فيُمكن طرحها من باب العظة والعبرة.
:::
وهنا يقف الكلام، وأستغفر الله لي ولكم.
بارك الله فيك
الله يوفقك
دمت متالقة
موضوع اكثر من رائع
يزين بالنجوم
شكرا لك ولك التوفيق