الخيل في اللغة ,,,,,,,,,,,,,,,
الخيل: مؤنثة، وواحد الخيل: خائل، مثل: طير، وطائر، وسمي الفرس بذلك لأنه يختال في مشيته.
وقيل: الخيل هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس، وسمي الفرس فرساً لأنه يفترس مسافات الجو افتراس الأسد.وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشـية.(1)
الخـيل في الـقـرآن الكـريم
لم يُكرم دين من الأديان الخيل إكرام الإسلام لها, والـدليل على ذلك ورود ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع, ومن ذلك ما يلي: ـ
1- في قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [ آل عمران:14 ].
2- وقوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [ الأنفال: 60] .
3- وقوله تعالى ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [ النحل: 8].
4- وقوله تعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾ [ الإسراء: 64].
5- وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[ الحشر: 6] .
6- وفى قوله تعالى: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} ﴾ [ العاديات: 1-3].
– ففي الآية الأولى: ورد ذكر الخيل في سياق الأشياء المزينة للناس, ومنها الخيل, فقد جعل الله حب الخيل في النفوس مثل المال والبنون.
قال ابن كثير (( رحمه الله )):(( وحب الخيل على ثلاثة أقسام: تارة يكون ربطها أصحابها معدة لسبيل الله متى احتاجوا إليها غزوا عليها فهؤلاء يثابون، وتارة تربط فخراً ونواءً لأهل الإسلام فهذه على صاحبها وزر, وتارة للتعفف واقتناء نسلها ولم ينس حق الله في رقابها فهذه لصاحبها ستر))(2).
والزينة في الخيل: لما فيه من جمال، حتى قيل عنه إنه من أجمل المخلوقات، وهو أشبه المخلوقات في صفاته بالإنسان، وذلك لما يوجد فيه من الكرم وشرف النفس، وعلو الهمة.
– وفى الآية الثانية: فقد وردت في سياق نبذ عهد من تُخشى خيانته، قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾ [ الأنفال: 58].
وهؤلاء كانوا بني قريظة وبني النضير، والمقصود برباط الخيل: يعنى ارتباط الخيل للجهاد في سبيل الله (3).
– أما الآية الثالثة: فقد وردت في معرض المنة على الإنسان، وتذكيره بنعم الله عليه، وقد ذكرها على سبيل التخصيص بعد أن قدّم ذكر الأنعام ليشير إلى فضل الخيل.
– أما الآية الرابعة: فتشير إلي توعد الشيطان لآدم وذريته فقد قال كما حكى عنه القرآن: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً ﴾ [ الإسراء:64].
أي: لأستو لين عليهم إلا قليلاً منهم، وهم الذين عصمتهم منى فقال الله تعالى له: ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً﴾ [الإسراء: 63].
واستفزز: أي استخف واستزل منهم من تستطيع، وأجلب عـليهم بخـيلك: أي استعمل كل ما تستطيعه من قوى، وأعلن عليهم حربك.
– أما الآية الخامسة: فقد جاءت بصدد غزوة بنى النضير الـذين حـوصـروا واستسلموا بدون قتال، فجعل الله فيئهم خالصاً لرسول الله يضعه حيث شاء.
– أما الآية السادسة: فقد أقسم الله بالخيل وصهيلها، وغبارها وقـدح حوافـرها النار، لأنها عُدة المحارب، وخيلاء المنتصر، فالأمة التي تعرف صهوات الخيول لن تعرف طعم الهزيمة (4).
أسماء الخيل في القرآن الكريم
1- العاديات: قال تعالى: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾ [ العاديات: 1].
2- الموريات: قال تعالى: ﴿ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾[ العاديات: 2].
3- الصافنات قال تعالى ﴿ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ [ ص: 31].
4- الجياد: قال تعالى ﴿ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴾[ ص: من الآية 31].
5- الخير: قال تعالى ﴿ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ [ ص: 32] .
الخـيل فـي الجـاهلـية
لقد خلبت الخيول العربية أفئدة العرب، واحتلت مكانة مرموقة لديهم، وكان للحصان العربي قبل الإسلام وبعده مكانة عظيمة.
" فقد آثر العربي الجياد من الخيل على أولاده وزوجاته، كان يغطيه بـردائه، ويسقيه الماء السلسبيل واللبن.وكان الجاهليون يُعلقون عـليها التمائم كما يفعلون بأولادهم، ويضعون العين الزرقاء لتحميها من الحاسدين.
ومن مظاهر اعتزاز العربي بها, أنه أطلق عليها أسماءً من أسمائه، وجعل لها مشجرات مطولة بأنسابها حتى يبقى دمها نقيـاً.
ومن أسمائها بعد انهيار سد مأرب:
– أم عرقوب: لالتواء عـرقوبها.
– شويمة: لشامات كانت بها.
– عيينة: لأنها سقطت على ذيلها فظلت ترفعه إلي أن شُفيت .
– الصقلاوي: يتصف بجماله الذي يتخذ الطابع الأنثوي.(5)
ولقد وصف الشعراء العرب الخيل في الشعر .. قال الشاعر امرؤ القـيس في وصف حركتها.
مكرِّ مفرِّ مدبر مقبلٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطه السيلُ من علِ
وتفاخر عنترة بن شداد بقوة وشجاعة خيله فقال:
يَـدعونَ عَنتَرَ وَالرِمـاحُ كَأَنَّها أَشطـانُ بِئـرٍ في لَبـانِ الأَدهَمِ
ما زِلتُ أَرميهِم بِثُغـرَةِ نَحـرِهِ وَلَبـانِـهِ حَتّى تَسَربَـلَ بِالـدَمِ
فَاِزوَرَّ مِن وَقـعِ القَنـا بِلَبانِـهِ وَشَكا إِلَيَّ بِعَبرَةٍ وَتَـحَمـحُـمِ
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى وَ لَكانَ لَو عَلِمَ الكَـلامَ مُكَلِّمي
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَذهَبَ سُقمَها قيلُ الفَوارِسِ وَ يكَ عَنتَرَ أَقـدِمِ
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبـارَ عَـوابِساً مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَـرَ شَيظَـمِ
وقالوا في الحث على حب الخيل: ـ
أحبّوا الخـيل واصطـبروا عليها فإنّ فيهـا الـعـزّ والجـمالا
إذا مـا الخيل ضيّـعها أنـاس ربطناهـا فأشـركـت العيـالا
نقـاسمهـا المعيـشة كـل يوم وتُكسبنـا الأبـاعـر والجمـالا
الخـيـل فـي الإسـلام
هذا .. وللخيل مكانة كبيرة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلي حب الخيل واقتنائها، فعنعبد الله بن عمر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )(6).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمقال: (الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَادْعُوا لَهَا بِالْبَرَكَةِ… )(7).
وعن أبى هريرة رضي الله عنهقال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ.فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ.وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا ، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ )) (8).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الْخَيْلُ: ثَلَاثَةٌ فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ ، وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ.فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ.. وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا فَهِيَ تَسْتُرُ مِنْ فَقْرٍ )) (9).
وكان لعروة البارقي سبعون فرساً مُعدة للجهاد.
قال الأمام القرطبي رحمه الله (( والمستحب منها الأنثى, قاله عكرمة وجماعة، فإن الأنثى بطنها كنز ، وظهرها عز، وفرس جبريل عليه السلامكان أنثى" (10).
وهذا عمر رضي الله عنه يقول: " علموا أولادكم العوم والرماية ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً " (11).
هذا: ولقد كان للخيل أثر واضح ساعد في نـشر الـدين الإسلامي فـي صدر الإسلام.فـقد قـامت الخيول بدور واضح ومهم في كل الحروب التي خاضها المسلمون، لسرعتها في الكر والفر، وقوة تحملها أثناء القتال.
فمن بداية الفتح الإسلامي انطلق فرسان المسلمين على ظهور خيولهم الـعربـية فاتـحين بلاد العراق والشام وفارس ومصر وشمالي أفـريقيا، ودخـل الحصان العربي إلي أسبانيا، واجتاز الهند ونهر الهندوس بعد أن اجتاح الإمبراطورية الرومانية.وكان هذا بداية انتقال الحصان العربي الأصيل من بيئته العربية إلي تلك الأرجاء.( 12)
الـخــيـول العـربـية
يعتبر الحصان العربي الجميل من أقدم الخيول المستدجنة و أ نقاها دماً، ويعتبر السلالة النموذجية للسرعة والقوة وحسن الطلعة، وقد تم استخدامه في تحسين العديد من أنواع السلالات الأخرى، وكل حصان رمادي اللون يُشاهد في مضمار السباق يُعتبر منحدراً من جد عربي يُسمى الكوك العربي، فمن فحول الخيول العربية ( ذكور الخيول ) ومن الفرسات إنجليزية الأصل: ( إناث الخيول ) جاءت أكثر السلالات البريطانية شهرة – الهجين النافذ – وقد تم تربيته منذ عدة قرون للفوز بالسباقات، وتُعتبر هذه السلالة من أسرع سلالات الخيول المعروفة في العالم.(13)
صـفـات ومــزايـا
إذا حاولت الاقتراب من الحصان ولم تكن على دراية بطبعه وأدق خصالـه.فالأفضل ألا تقترب، لأنه لن يطاوعك، ولن ينصاع لأوامرك، أما إذا شعرت بالخوف حين تدنوا منه فالأفضل ألا تقـترب أبداً لأنه سيشعر بخوفـك فوراً، وعندها لن يطاوعك أبداً، ولن تستطيع قيادته بالمرة.(14 )
أما عن صفاته: فهو حـاد الذكاء يعرف صاحبه حيثما يكون، ويمكـنه تمييز صاحبه من بين عشرات الأشخاص .
يصف " بالجرافه " ذكاء الجواد العربي من خـلال تجربته في ركوب أحـدها فيقول: " يتميز الجواد العربي برقة إحساسه بـركبة الخيال وفخذه، وإذا أمـره صاحبه بفعل شيء أو مارس ضغطاً خفيفاً تجاوب معه بمهارة قلما نعهد هـا في جيادنا التي تُدرب وتُروض بدقة متناهية، وكم من مرة استجبت لدعوة أحد البدو فركبت جواده دون سرج أو لجام أو ركاب، تقلبت ذات اليمين وذات الشمال في أثناء ركوب الجواد، وأخذت في التأرجح عندما انطلق راكضاً ثم أجبرته عـلى الوقوف دفـعة واحـدة بعدما كنت قد أطلقت له العنان، ولم أشعر في ذلك بأي صعـوبات أو نقص في تجاوب حركاته مع إرادتي، وإن الخيال عنـدما يركب مثل هذه الجياد يشعر بنفسه وكأنه التصق لأعلى كأنه جزء لا يتجزأ من كـائن واحد، والفضل في ذلك يرجع بالأخص إلي تفوق الفـروسية عند العـرب على مناهج الترويض والتدريب المتبعة في أوروبا.
ويقول " براون ": " يُعدُ الجواد العربي من أذكى الخيول على الإطلاق، وإن صفاته الرائعة من: الذاكرة القوية، وسعـة الصدر، والوداعـة تجـعله أجدر المخلوقات وأنسبها لخدمة الإنسان، كما ترفع قدرته على القيام بوظائف ذهنـية أخرى إلي مرتبة الصديق الذي يستحق كل عناية واهتمام(15).
ومن صفاته أيضاً: الصبر والثبات على تحمل المتاعب: ـ
فهو يتمتع بالصبر والثبات و القدرة على تحمُل المتاعب والمشاق مع احتفاظـه بهدوء نادر.
تقول " ليدي آن بلنت ": " لا شك أن الجواد العربي يتمتع بقدرة جبارة على تحمل المتاعب والمشقات، وهذا يمكن لصاحبه أن يركبه يوماً بعد يوم خلال رحلاتـه الطويلة مكتفياً بأن يُقدم له الكلأ.ورغم ذلك فإنه لا يفقد شجاعته أو حماسه بأن يبقى دائماً على أتم استعداد للركض إلي أن تنتهي الرحلة، وهذا أمر لم نعهده في خيلنا ولم نطالبها به في أي وقت مضى ( 16).
ومن صفاته السرعة وقطع المسافات:
وهذه صفة عرفها العالم في الجـواد العربي, وتحدث المختصون عنها في العديد من مؤلفاتهم، من ذلك مـا يـرويه " شبلة " في كتاب " خيل الجزيرة العربية " قائلاً: " لم يسبق للعرب أ ن علَّقـوا أهمية كبيرة على سباق الخيل بالنسبة للمسافات القصيرة.بل إنهم كانوا ينظمـون في العشرينات من القرن الماضي سباق على مسافة بين 16 و32 كيلو متراً.ولم يكن يهمهم شيء غير صلابة خيولهم، وطول نفسها، واستشهاداً بذلك نذكر عـلى سبيل المثال الحقيقة التالية:
كان " النُجيمة " وهو فرس كميت يبلغ الثالثة عشرة من عمره قـد حمل جنـديـاً مقتولاً إلي الكويت قاطعاً به مسافة 285 كيلو متراً في ظرف ثلاثة أيام دون أكل أو شرب.وقد حدث ذلك في صيف 1929م، حـيث بلغت درجة الحرارة 52 درجة مئوية في الظل.واهتم القنصل الإنجليزي آنذاك العقيد " دكسون " برعاية النجيمة لبضعة أشهر حتى استرد قواه."
وتروى كلنيسترا قصة السباقات التي نُظمت لـقياس قـدرات الحصان الـعربي بالمقارنة مع غيره من الخـيول في قطع المسافات الطويلة.فتقول: (( أظهرت مسابقات المسافات الـطويلة الصعبة جـداً التي نظمتها الولايـات المتحدة فـي العشرينات مـن القرن الماضي أن الخـيول الـعربية الأصيلة شاركت في تلك المسابقات احتاجت فقط إلى 60 % من الوجبات اليومية التي تقدم لبقية الخـيول المشاركة لتفوز بالسباق (17 ).
هذا .. وباستطاعة الحصان العربي أن يقطع مساحة كيلو مترين في دقيقة ونصف الدقيقة، حين تقطعها الخيول الأخرى في ثلاث دقائق أو أكثر ( 18).
كما يمكن الحصان العربي تجاوز 30 كـيلو متراً في الجري ، بينما الأوروبي لا يتجاوز مسافة ثلاثة كيلو مترات.( 19)
ومن صفاته أيضاً: الصحة: ـ
وهذه ميزة من مميزات الجواد العربي، يـفوق فيها سلالات الخـيول الأخرى.الصحة التي تمكنه من بـذل مجهود كبير دون تعب.والتي تمكـنه مـن الشفاء السريع مـن الجروح، تقول " كلينسترا ": (( إن الحيـوانات التي تـقطع مسافات طويلة دون أن يظهر عليها التعب والإجهاد تتمتع عـادة بصحة جيـدة، وجهاز تنفسي سليم، والجواد العربي الأصيل يتمتع بقصبة هوائية واسعة مما يساعد على تنفسه بطريقة أسهل وأسـرع.وبفضل القفص الصدري الضخم يـتوافر لـدى الجواد العربي مكان لرئتيه الكبيرتين وهذا يساعد على إدخال كمية كبيرة مـن الأُكسجين إلى الرئتين، وذلك دفعة واحدة.
ويقول " بيلكه " : (( هناك ارتباط وثيق بين الـبساطة في التغذية والصحة الجـيدة والصلابة والصبر والثبات.وكل هذه المزايا تتطلب بيئة جسمانية متينة ومتكاملة, وقد أثبت الجواد العربي أكثر من مرة أن له مـقومات تساعده عـلى اكتمال بنيته الجسمانية على نحو يندر أن نجده لدى الخيول الأخرى ".
ويقول " زيدل ": (( إن ما يبعث على الدهشة هو قدرة الجـواد العربي المتمثلة في الشفاء العاجل من الجروح سواء أكانت خفيفة أو خطيرة، وتُـجبر عظامه بـعد انكسارها، ولـعل ذلك يرجع إلى تكيف هذا الحيوان الأمين مع الطبيعة منذ أقدم العصور.( 20)
ومن مزايا وصفات الخيل: الخصوبة.
يتمتع الجواد العربي بقدرة عالية على الإخصاب تفوق سائـر سلالات الخـيل، وهو ما لفت أ نظار المهتمين بالخيل فكـتبوا يصفون خصوبـة الجواد العربي، ويضربون عديداً من الأمثلة على هذه الخاصية.
يقول" زيدل ": (( ما أخصب الجواد العربي الأصيل.إن حالات العقم سواء لدى الحصان أو الفرس نادرة جداً، والثابت أن الجواد العربي لا يفقد قدرته التناسلية حتى لو تقدم به السن ؛ فكثيراً ما نجد أفراساً قد أنتجت عشرين مهراً، وأحصنة استُخدمت لغرض التناسل رغم بلوغها الثلاثين من عمرها.ولم يحدث هـذا عند البدو فحسب، بـل وكذلك في محطات تربية الخيل في أوروبا وأمريكا.
ويقول أيضاً: (( لقد ظل الجواد المشهور: بيرقدار ، متمتعاً بكامل قدرته التناسلية حتى سن الـرابعة والعشرين، أما ظريف فقد نـزا وهو في سن السادسـة والعشرين (21 ).
و للإشارة، فليس هناك من ينزو على غير جنسه إلا الحمار والفرس .
ومن صفات الخيل الشجاعة: ـ
لقد لفتت شجاعة الحصان العربي أنظار هواة الخيل في الـعالم، خاصة بـعد أن شاهدوه يتحلى بهذه الصفة في المعارك الحربية، وفى رحلات صيد الـوحـوش المفترسة، ويصف " أفنبورت " الجواد العربي بأنه: يتحلى بشجاعة وحماسة لا مثيل لها.ويقول " براون " في خيل الصحراء: " ويتميز الجواد العربي الأصيل عن باقي أنواع الخـيول بشجاعته المنقطعة النـظير، فهو لا يخشي الأسد والنمر، بل إنه يُستخدم في الهند لصيد هذه الحيوانات الوحشية (22 ).
ومن صفـاته أيضاً الـوفـاء: ـ
فالحصان العربي إذا انطلق بعيداً عن مربطه فهو لا يُـخطئ طريق عودته مهما بعُدت المسافات، وذلك يرجع إلى انتمائه ووفائه الذي يـؤكده موقفه النبيل عندما يسقط الفارس من فوق ظهره، فهو يظل إلى جانبه يـحرسه ويحاول إفـاقته من غيبوبته وإنهاضه من رقدته.
وقد حدث في إحدى الدورات النهائية لـبطولة العالم في القفز على الحواجز التي أُقيمت في ألمانيا الغربية عام 1983م، وهى من أصعب مـباريات الفروسية، إذ تبلغ مسلحتها سبعة كيلو مترات يتخللها 32 حاجزاً متفاوتاً الإرتفاعات .. حدث أن سقط الفارس السويسري " آ رنست بومان " من فـوق ظهر جـواد عربي أصيل وارتطم رأسه بخشبة الحاجز فلقي مصرعه. فـوقف جواده حزيناً بجوار جثـمانه كأنه ينتظر صحوته من غيبوبته.وعـندما وصل المشرفون وفـريق الإسـعاف زمجر الجـواد في هيجان، واعترضهم عنـد نقل الجثمان في مركبة الإسعاف، فاضطروا إلى وضع الجثمان على ظهره، وأن يعودوا بهما من ساحة السباق كأنه انتهى.وقد نشرت الصحف هذا الحادث في صفحاتها الأولى مـشيرة إلى مبلـغ وفاء الجواد العربي.
ولعل أبلغ قصص وفاء الحصان العربي حـادث آخر وقـع في مصر منذ عـدة سنوات أبرزته الصحف في حـينه، وخلاصتـه: أن أحـد أصحاب مزارع إنتاج الخيول كان شغوفاً بجواد معين في مزرعته، يرعاه بنفسه، ويعتني كثيراً بنظافته وإطعامه وتدريبه، وفى صباح أحد الأيام فـيما كان الرجل يتفقد خيول مزرعته كعادته، أُصيب بنوبة قلبية سقط على إثرها فاقد الحياة على مشهد مـن جواده المحبب، فأضرب الجواد عن الطعام والشراب منذ ذلك اليوم، وتملكته حالة عصبية مصحوبة باضطراب وهياج كلما حاول إنسان الاقتراب منه، وفشل الطب البيطري فـي عـلاجه، ولما يئس من الانتظار تحرر من مربطه وانطلق نـحو مرتفع في المزرعة فسقط ونفق على الفور، وفارق الحـياة التي رحـل عنها صاحبه !! ( 23).
ومن صفاته أيضاً الأصالة: ـ
تقول الليدي " روث " والتي تخصصت في أصل الجواد العربي وصفاته: (( إنك لا تستطيع أن تجد بلداً في العالم تـرتع فيه الأحصنة دون أن تتذكـر أن أصل هذه الأحصنة لا بد و أن يكون فيها دم حصان عربي .. إنه من أقدم السلالات .. وهو كستنائي اللون في العموم، يميل إلى الاحمرار، ويـكسوه جـلد أسود، وتـدل ملامحه وممارسته في الميدان والمزرعة والسباق أنه قـوى الاحتمال بخبب فـلا تسمع لخطواته جعجعة مزعجة، حسن الشكل بتناسق، نبيل ذكى، متنبه الحواس، يدرك فوراً طبيعة الشخص المـقترب منه فلا يسلـس قـياداً إلا لمن يـعرف شئونه.( 24)
و أخيـراً من مواصفات الخيل العربي:
ثمة علامات ملازمة للحصان العربي وهى: قصبة الأنف المقعرة، وابتعاد الذنب عن الجسم، كما يتميز ذنب الحصان العربي بأنه يرتفع بشكل جميل إذ يأخذ شكل ريشة نعام، ورأسه مخروطي الشكل، ومنخراه واسعان، وعيناه واسعتان ذوات نظرات ذكية، وأهدابهما طويلة سـوداء، وأذنـاه صغيرتان موجهتان دوماً إلى الأمام، وجلده رقيق تشف من خلالـه عـروقه، وشعر جلده قصير، وعـنق أنثاه مقوسة، وعند الذكر مثلثة قوية عريضة القاعدة، وبين محور الجسم الأفقي ومحور العنق زاوية منفرجة إلى أعلى, صهوته عريضة وجبهته عـريضة، وعُرفه طويل ناعم حريري، وكذلك شعر ذؤبته. كما يتميز بالخطو الراقص، واللفتة السريعة.
تمنياتي بأن يحوز على إعجابكن ……………
منقوووووووووول بتصرف………….