تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحى والميت من الشريعة

الحى والميت من الشريعة 2024.

  • بواسطة
الحى والميت

يتكون المخلوق من جسد وروح وعقل
الجسد

قال تعالى فى سورة المؤمنون ( 12 ـ14 )

( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين *)

وفى سورة الحجر 26 قال :

( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون …)

والصلصال هو الطين يبلل ثم يترك لينتن " حمأ مسنون " وإذا جف وأصبح أجوف فعند دخول الهواء يحدث صوتا يسمى صلصلة

وقد أثبت العلم الحديث أن الطين يتكون فى تركيبه من نفس العناصر التى يتكون منها جسم الإنسان وهى الكربون والهيدروجين والأكسجين والفوسفور والكالسيوم والحديد والكبريت

وفى سورة المؤمنون ( ثم جعلناه فى قرار مكين ) وهو رحم الأم المستقر المتمكن من الحفاظ على الجنين ، والنطفة هى المشيج المتكون من اتحاد الحيوان المنوى مع بويضة الأنثى

أما عندما يلتصق المشيج فى مراحل التكوين بجدار الرحم فى صورة قطعة من الدم فيسمى علقة ، ثم تنمو العلقة وتتحول إلى قطعة لحم بقدر ما يمضغ فتسمى مضغة

ثم يبدأ ظهور العظام ويكسوه اللحم وتبدأ الخلايا فى التصنيف إلى أنسجة والأنسجة إلى أجهزة ويتكون الجسد الكامل ويصبح خلقا جديدا آخر يشبه الأبوين

وتبارك الله أحسن الخالقين
وهذا الجسد يغطيه جلد به الخلايا الحسية والذى يرتبط بالجهاز العصبى المتحكم فى افراز الهرمونات المختلفة ومسئول عن الإحساس وردود الأفعال

وبذلك يتحرك الجسد ويشعر بالألم والحرارة والإستمتاع ويروح ويجئ ويسمع ويتكلم ويرى وغير ذلك من الحواس

ولكن الجسم كامن لا يصدر تفاعلات حتى تدخله الروح

الروح

يقول الله تعالى فى سورة الإسراء 85

( ويسئلونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

فالروح من الأمور الغيبية التى حجب سرها الله عنا

وكل ما نعلمه عنها أنها سر أوضعه الله فى الأحياء من إنسان وحيوان وملائكة وجان لتدب فيهم الحياة

أما الحيوان والنبات فذهب العلماء أن ليس لها أرواح وإنما أحياها الله وتعيش بالغريزة وما تكتسب من البيئة من أفعال وليس لها عقل ولا إدراك وإنما هى أنفس ، وبالموت تخرج النفس وتنفق

ولا يرجع يوم القيامة منها إلا ما ظلم منها من نفوس ليقتص من الظالم للمظلوم ثم تنفق مرة أخرى لمزيد العدل من الله .

تقبض الملائكة الأرواح وتصعد بها إلى الخالق ثم تعيدها لتلازم الجسد حتى يتم حساب نفسه فى قبره لفترة معينة ثم تنتهى إلى عالم البرزخ الذى تعيش مع النفس فيه لحين أن يأذن الله بعودة الأجساد يوم القيامة


العقل

هو آداة التفكير والتمييز بين الأشياء ، ومحله القلب

ودائما يخاطب الله العقل الذى ميز به الإنسان والجان على باقى المخلوقات ولذلك وقع عليهما التكليف

أما الملائكة فهى جنود الله المجبولة على الطاعة

يخاطب سبحانه العقل فى سورة الجاثية 5 فيقول :

( واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون )

ويقول فى مواضع كثيرة ( أفلا تعقلون ) معاتبا العقول الغافلة

ويقول فى الجاثية 13: ( ……..إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ــــ فالعقل آداة التفكير

وفى سورة غافر 54 يقول تعالى 🙁 …… لآيات لأولى الألباب ) وهى العقول

كما يقول فى غافر 56: ( إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير )

وهنا إشارة إلى أن العقول محلها القلوب التى فى الصدور وأن العقل محله القلب

وفى سورة فصلت 5 : ( وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إنا عاملون )

فالإدراك يؤديه العقل الموجود فى القلب

والتدبر والتعقل محله القلب كما ورد فى سورة محمد 24

( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )

النفس

يقول تعالى ( واذكر ربك فى نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )

فالأوامر والنواهى موجهة دائما للنفس التى سهل لها الله طريق الخير والشر ثم يوجهها إلى الخير ولها أن تتخذ ما يسرت له

والنفس ترتبط بالعقل الذى يميز بين السبيلين ولها الإختيار

فتأمر النفس الحواس من الجسد لتؤدى الأفعال

والذى يقوم بالفعل هو النفس محركة آداة الفعل من الجسد إذ يقول سبحانه فى سورة الزمر 56 ـ 58 ( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت فى جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هدانى لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لى كرة فأكون من المحسنين )

والتى تحاسب هى النفس كما فى الزمر 70 إذ يقول سبحانه ( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون )

ونتأمل الآية 42 من الزمر يقول تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )

يتضح من الآية أن الأنفس تموت مع النوم ويمسك الله التى قضى لها أن تفارق الحياة ويعيد الأخرى التى قضى لها أن تستمر على الأرض

أما الأرواح فهى سر الحياة فقط وعلمها عند الله

والتى تحاسب هى الأنفس وليست الأرواح كما فى غافر 17 ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )

والتى تنعم هى النفس ( … ولكم فيها ما تشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فصلت 31

والتى تعذب هى الأنفس ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت 46

وكذلك تعذب وتنعم الأجساد

( كالمهل يغلى فى البطون ) ، ( يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين ، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) سورة الدخان

ماذا عن الخلق من البداية للنهاية

وهذا ما سنتعرض له فى الحلقات التالية

ماذا عن الخلق من البداية للنهاية

خلق الله الأرواح من ظهر آدم عليه السلام وأشهدهم على أنه الخالق وشهدنا جميعا على ذلك

ثم يخلق الأجساد من الآباء فى بطون أمهاتهم ، وتنزل الروح فى بطون أمهاتهم وهى مادة الحياة وتنزل فى الجسد كذلك النفوس

يخرج الأبناء من بطون الأمهات لا تعلم شيئا سوى شعور فطرى بان هناك خالق تخضع له

ينمو الجسد والنفس وتكتسب النفس من البيئة المحيطة بها أفعال وعقائد وتصرفات ولكن يسيطر عليها انتماء فطرى وشعور بوجود قوة أعظم هى السبب فى وجودها حتى تصل إلى مرحلة الإدراك والتساؤلات والإستقلال فى التفكير والبحث والتدبر

فتبدأ تبحث عن سبب هذا الشعور الفطرى فتسلك فى ذلك عدة طرق

وتتشكل النفوس

هناك ثلاثة أنواع من النفوس

1 ـ النفس الأمارة

وهى تلك النفس التى تتبع هواها وتتبع طريق الشيطان ولا رابط لها سوى أن تعيش بمقتضى ما تمليه عليها رغباتها

2 ـ النفس اللوامة

وهذه نفس تبحث عن الطريق الصواب ولكنها تخلط عملا صالحا وآخر سيئا وتعود إلى الله تحاسب نفسها ولكنها تضعف ثانيا وتقع وتقوم

3 ـ النفس المطمئنة

وتلك نفس قد عاهدت الله على الطريق المستقيم وزلاتها قليلة منيبة إلى الله دائما وزاهدة فى الدنيا وترغب ما عند الله

والنوع الأول من النفوس عافانا الله منهم ليس له إلا غضب الله وعقابه الجحيم

أما النوع الثالث ففى رحمة الله فى الدنيا والآخرة خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه

أما النوع الثانى وهو النفس اللوامة فى إن شاء الله فى خير وإنما فى خطر فإذا مالت بها الأمور إلى كفة الشر ضاعت وانقلب بها الحال لأن تكون أمارة إلا أن تستيقظ وتنتشل نفسها من غضب الله

وإما أن تميل بها كفة الخير وتصبح بالتدريج نفس مطمئنة مادامت تحاول تنقية أعمالها وعقيدتها

وتستمر الحياة حتى ينتهى بها الوقت المعلوم عند الله ويكون القضاء المحتوم بالموت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

وكيف أنقى نفسى اللوامة ؟

1 ـ الصدق … يهدى النفس للتغيير

2 ـ العفة …( عفة النفس بعدم النظر لما بيد الغير والزهد فيه ـــ وإن رغبته النفس تطهر بطلب مثله من الله والدعاء بالبركة لصاحبه

وعفة اللسان والبطن والفرج والترفع عن إتيان ما حرم الله )

3 ـ الوفاء … ( بالوعد بعدم الكذب وتنفيذ ما وعدت لغيرك

وبالعهد والإيفاء بالقسم )

كل ذلك يعين النفس على السمو بها إلى درجة الإطمئنان
وتستمر الحياة
وتستمر الحياة

تتطاحن النفوس ، ويسخر الشيطان

ومن هدى الله فهو المهتدى ، ومن أضل فهو فى ضلال

وتكتسب الحسنات فكان خيرا لهم

وتكسب النفوس الضالة السيئات فكان شرا لهم

ويقول تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

(وجاءت سكرة الموت بالحق ، ذلك ما كنت منه تحيد * )

وهذا هو الموت الذى نهرب منه ونخشاه جميعا وتنقضى الحياة التى هى فترة الإختبار فهو الحقيقة الوحيدة التى نشترك جميعا على تحققها

ويأت ولو كنتم فى بروج مشيدة فلا حاجز يمنع الملائكة القابضة للروح من تأدية عملها .

تقبض الأرواح على صفتين

أولا : أرواح الكفار

تتفرق الروح مخافة الخروج فى جسد الكافر فتضرب بالسياط وتدعوا عليها الملائكة وتقول لها أخرجى أيتها الروح الخبيثة وتنتزعها نزعا فتكون كشق الثوب أو أصعب

وتسلم إلى الملك قابض الأرواح ( سماه البعض عزرائيل ) ليصعد بها إلى خالقها فتغلق أبواب السموات عنها وتلقى إلى الأرض مذمومة

وتنتظر عند قبرها حضور جسدها مع النفس

ويقوم الأهل بتكفين الجثة ويمشون بها إلى قبرها وتحلق النفس فوق الجسد تقول ويلكم إلى أين تذهبون بى وتثقل فى أيديهم فهى ترى عملها بين يديها إنه عمل غير صالح ويتمثل لها مقعدها من النار

حتى إذا وضعوا الجسد وتركه أهله ، تنزل الملائكة بالروح إلى الجسد والنفس وترد الروح فى الجسد وتقعده وتسأله عن دينه فيتلعثم وتسأله عن محمد فيكفر وتدعوا عليه الملائكة ويضربونه ويمثل له عمله بأقبح خلقة خلقها الله لتخيفه فى قبره ويضغط عليه القبر فتختلف ضلوعه ويشق عليه وكل ضربه تغوص به فى الأرض سبعين ذراعا

وتعيش الروح والنفس فى عذاب حتى يوم البعث فى عالم البرزخ

ثانيا :/ أرواح المؤمنين

وهذه على نوعان : أرواح

1ـ النفوس المطمئنة

2 ـ النفوس اللوامة
ونبدأ بما حباها الله الإطمئنان وأنست بوجوده وسعدت بلقائه

تنزع الروح من الجسد فكأنما هى ماء ينسحب برفق من فيه إناء السقى

تدعوا لها الملائكة بالرحمة وتبشرها بنعيم مقيم ، وراحة من عناء الإبتلاء فى الدنيا ويتلقفها ملك الموت سعيدا بها وتفتح له أبواب السموات وكل من يمر بهم من سكان السموات تدعوا لها بالرحمة وتسعد بمرورها عليهم

يقدمها الملك للرحمن فيغفر لها

ثم تعود فرحة مسرورة تنظر مقعدها من الجنة وتتمنى لو عادت الدنيا لتعانى فيها فيغفر لها مرات ومرات وتقول ما رأيت فى الدنيا تعاسة قط

تنتظر الجسد الذى يجئ لها فرحا طائرا فوق الأعناق وفوقه الروح تقول أسرعوا بى إلى دار السعادة والبقاء

وترد الروح فى الجسد بمجرد أن تسمع خبط آخر النعال وتقعده الملائكة للسؤال عن دينه ونبيه وصلاته وصيامه وزكاته

ثم تدعوا له وتنيمه مرتاحا مغفورا له ويمثل له عمله بأجمل خلقة تؤنس وحدته فى قبره ويتنعم فى جنات عرضها السموات والأرض وتحفظ الأرواح فى الجنة فى داخل طير أخضر يتنعم فى روضاتها

أما الشهداء فتكون هى الطير الأخضر يطير ويتنعم فى الجنات إلى يوم الحساب


2ـ النفوس اللوامة

وتلك اللوامة التى تخلط عملا صالحا وآخر سيئا وتراجع نفسها إلى التوبة مرات وتعود ثم تتوب

هذه النفوس تقبض على اختلاف فى الراحة والشدة وفقا لعملها

منهم من ترك صلاته ومنهم من أداها ومنهم من انتهى ومنهم من ضاعت عنه فرصة العودة إلى الله والإنابة

وتنزل على قدر عملها منها من تعذب ومنها أقل عذابا وتنتظر حسب ما اكتسبت حتى يوم الجمع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

ويقضى الله بأن تنتهى حياة الأرض

وتقوم الساعة على شرار الناس ولها أشراط :/

* انشقاق القمر فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم

* رجم الشياطين من السماء وقد حدث

* وفاته صلى الله عليه وسلم وقد حدث

* فتح بيت المقدس وقد حدث قديما

* ظهور وباء مثل ما يصيب الأغنام فيموت كثير من الناس

* كثرة المال وضياع قيمته حتى لأن يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا

* كثرة الجهل ونقص العلم وتأمين الخائن وكثرة الربا وشرب الخمر والعقوق وقلة الرجال وزخرفة المساجد والتطاول فى البنيان وكثرة الفتن

* أن تلد الأمة ربتها ( الأبناء لا ترضى بتربية الأهل وتنظر دائما بأنهم على علم عن أهلهم )

* أن يكثر الهرج ( القتل )

* يعود الدين كما بدأ غريبا

* كثرة الزلازل

وقد حدث كل ذلك والله أعلم

• ظهور المهدى الذى يدعوا لتوحيد الله ويجاهد فى سبيله وهو من أهل البيت من ولد الحسن يملأ الأرض عدلا

• بعد سبع سنين يظهر الدجال وهو كافر أعور بين عينيه مكتوب كافر يقرأها كل مؤمن من يعرف القراءة ومن لا يعرف

• نزول عيسى عليه السلام إلى الأرض يدعو الناس على دين محمد صلى الله عليه وسلم

• خروج يأجوج ومأجوج وهما قبيلتان من ولد نوح عليه السلام ولا يموت أحدهم حتى يرى ألف رجل من صلبه

• خروج دابة من الأرض تكلم الناس رأسها كرأس الثور وعينها كعين الخنزير وأذناها كأذن الفيل وقرنها كقرن الآيل وعنقها كعنق النعامة وصدرها كصدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها كخصرة قطة وزيلها كزيل كبش وأرجلها كأرجل البعير وبين كل مفصلين 12 ذراع وهذا ما جاء فى الأثر

• هدم الكعبة

• خروج الشمس من المغرب وقيل يحدث بأن تقل سرعة الأرض أو سرعة الشمس أو تعكس الأرض دورانها والله أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.