السلام عليكن
رفعت الحلقة الاولي من قصتي "طائر النار " بناءا على طلباتكن يا هوانم :).
مدينة نيويورك عام 2024
تنفث انابيل دخان سيجارتها واخذت تحملق به بعيناناها الاسيويتان الززرقاوتان في شرود .. واخذت تعبث في خصلات شعرها الاصفر القصير.. هي امرأه في العقد الثالث من عمرها ترتدي البذله الرسميه وقد وضعت ساقا على ساق على سطح المكتب .. فسمعت صوت جينا صديقتها الحميمة والتي جاءت تزورها في مكتبها وهي تقول لها بإستيضاح ..
-" اذا .. ان تعتقدين ان هناك لغز .. في ابنتك سارا .. لم؟.."
نظرت لها انابيل بطرف عينها في هدوء وقالت ..
-" كثيرا ما تختفي بعد كل شجار بيننا .. احيانا ارى رغم كل مجهودها لاخفاء ذلك ارى دما على جواربها او ملاءات السرير .. هي تقريبا لا تاكل .. ودائما منطويه.. تفرش اسنانها كثيرا بعد كل خلاف بيننا … واشياء من هذا القبيل .."
قالت جينا وقد ضاق صدرها
-" تفرش اسنانها .. اها ؟ .. انابيل… انها في الرابعة عشر من عمرها وهذا وراد ان تفرش اسنانها .. هل تغارين ان اسنانك صفراء تفسد ابتسامتك ؟… ايا كان.. المراهقين دائما ما يشكلوا كوابيسا والغازا لوالديهم .. هل تخفق في دراستها .؟.."
انابيل
-" لا بالعكس .. نمرها ممتازة .. "
قالت جينا وقد همت بالرحيل
-" اذا انابيل .. انت دائما تظلمين هذة المخلوقه .. انا لا ارى شيئا في هذا .. على ان اذهب لمدرسة الاولاد .. لا تقسي على الفتاة.."
تابعتها عينان انابيل وقالت في اصرار
-" هناك لغزا سارا .. وسوف اطلع على تفعلينه من ورائي …. وسوف اعرف .. "
* * *
تجلس انابيل في بيتها منتظرة ابنتها في صبرحتى دخلت سارة .. وهي فتاه فارهة الطول شديدة النحافة تمتلك شعرا اسودا غزيراوعينان بنيتان واسعتان وانف طويل مدبب وهي تبدو بعيدة كل البعد عن ملامح والدتها التي قالت بحزم
-" اين كنت ؟؟.. لقد تأخرت خمسة واربعون دقيقة .."
قالت سارا في هدوء وكبرياء
-" انا بخير …شكرا جزيلا على السؤال .."
ثم همت بالتوجه الى غرفتها ولكن والدتها استوقفتها بصوتها العالي وقالت
-" سارا .. سألتك اين كنت .."
قالت سارا متبنية ذات الهدوء
-" كنت في المدرسة .. كان لدي دروس اضافيه .."
نهضت انابيل في حده وقالت
-" كاذبة .. لقد قابلت استاذ جوردن وقال انك ذهبت مبكرا .. كعادتك .. وكأن عادك ان تذهبي مبكرا .. اين كنت ؟.."
قالت سارا في تجرأ
-" وكأنك فجأة تكترثين ماذا افعل او اين كنت .."
قالت انابيل في غضب
-" انا امك .."
ردت سارا بنفس الغضب
-" شكرا لانك ذكرتينني وذكرت نفسك .. يا سيدتي "
انصرفت سارا من امامها سريعا متجهتا الى الحمام لكي تغسل اسنانها مما جعل انابيل تستشيط غضبا وتقول لجدتها التي كانت تراقبهما بعدم اهتمام وكأن هذا مشهد يعاد كل يوم وقالت انا بيل في غضب
" انها تفرش اسنانها .. انها تتركني لتفرش اسنانها … "
ثم اقبلت على سارا في غضب وقالت وقد طفح بها الكيل
-" اسمعي ايتها الصغيرة .. انا امك .. وكان بإمكاني ان ان اتركك في اي بيت رعايه وانت طفله .. ولكني احتفظت بك رغم انك دمرت حياتي .. هل تعلمي لماذا .."
قالت سارا وكاد قلبها ان يخفق من الحنق وقالت
-" احتفظتي بي لانك لم تستطيعي اجهاضي.. كان خطرا على ابنة الخامسة عشرة عاما .. واحتفظت بي لان جدتي هي التي ارغمتك على ذلك .. اعرف .. تذكرتك لي كل يوم لم تدع لي الفرصة لكي انسى .. ولكن… "
نظرت لها سارا تتدافع فيها الدموع
-" هذا لا يجعل منك اما لي … ولا يعطيك الحق ان تتحكمي بي …"
قالتها سارا ثم انصرفت
فصرخت انابيل …
-" تحدثي بأدب مع امك .."
قالت سارا بصوت عالي وهي تصعد السلم ..
-" اعدك بهذا .. عندما اراها يا سيدتي …"
تملك انابيل الغضب واخذت الافكار تأكل رأسها فإقتربت جدتها بالمقعد المتحرك وقالت في هدوء
-" الى متى سوف تحملينها جروح الماضي حبيبتي ..اتركي الماضي"
قالت انابيل وقد اوشكت على الانهيار
-" لا جدتي .. لا .. انا لا احملها جروح الماضي ..بل ظننت ان الماضي قد تخلى عني .. ولكنني كنت واهمة… فانه لا يريد ان يتركني.. فلازال يقتص مني الى الان … انها حتى لا تحترمني .. رغم كل ما سببته لي .."
قالت الجده في حنان
-" انايبل .. اخبرتك مرارا موضوع اسنانها…. فقد قالت لي انها تعتبر فمها جزء مقدس .. لا يجب ان تخرج منه الكلمات السيئة .. ولهذا تغسله اذا ما اخطأت .."
قالت انابيل بحيرة
-" ما الذي تتحدثين عنه جدتي .. انا لا اكترث بأسنانها .. لماذا ؟… هل انا مختلفة عن البشر ام ان الناس جميعا فوق الثمانين .."
دخلت انابيل غرفتها في انهيار ويأس واتجهت الى خزانه صغيرة بجانب فراشها واخذت تبحث وتبحث الى ان وجدت البوم الصور القديم الخاص بها .. فالتقطته وانتشلت علبة السجائر ودخلت الى الحمام وجلست الى الطاولة الملحقة بالحوض وضمت ركبتيها الى صدرها واشعلت سيجارا .. وبدأت تتصفح البومها …صورا لها وهي لازات في الثالثة من عمرها ترتدي التنورة الورديه وترقص الباليه وصورة اخرى وهي تقف على قدم واحدة مستندتة الى والدها .. وكثير من الصور .. الى ان وجدت الصورة التي التقطتها لها جينا اول يوم التحقت فيه بمدرسة الباليه بمدينة نيويورك… واخذت تتذكر….