الحقوق الزوجية
أختي المسلمة: إن الأسرةأساس المجتمع وقاعدته ، ومنها تتكون الأمة ، وعليها تقيم عمادها وتوطد أركانها ، فبصلاح الأسرة واستقامة أفرادها يصلح المجتمع وتصلح الأمة ، وبفسادها يفسد المجتمع وتفسد الأمة.
وإن من نعم الله تعالى على عباده أن هيأ لهم الأسر ، ومنّ عليهم بالزوجات ، آية من آياته ، وسكناً ورحمة ولباساً ومودة ، قال الله تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون}[الروم:21].
يجد الرجل في بيته المأوى الكريم ، والراحة النفسية ، بعد عناء العمل وطول الكدح والكلل ، فتتبدد تلك المتاعب ، ويذهب ذلك العناء ، باتسامة حانية ، وبشاشة مشرقة ، وكلمات رقيقة ، ومعاملة رفيقة ، وعواطف دافئة ، ومشاعر فياضة ، تبادلها إياه شريكة عمره ورفيقة دربه و أم أولاده.
وتجد المرأة في بيتها عش الزوجية السعيد ، وبيت العمر الرغيد ، الذي ينشأ في كنفه جيل صالح فريد ، وهذا ما يريده الإسلام من الأسر ، أن تكون قلاع خير ومحبة ووئام ، وحصون بر وحنان وسلام.
فعلى كل من الأزواج والزوجات أن يعرف واجباته وحقوقه ، ويقوم بها خير قيام ، فلو قام كل واحد بدوره وواجبه ، لما حصلت المشاكل ، ولما ظهرت المتاعب التي تقض المضاجع ، فهي حقوق وواجبات وأمانات على كل من الزوج و الزوجة ، إن قام بها الزوج وقامت بها الزوجة فسيعيشان في عش الزوجية بسعادة وهناء وإلاّ….فالشقاء والعناء.
وإن من الحقوق الواجبة على الزوج أن يكون حسن الأخلاق معأهله ، محمود السيرة ، طيب السريرة ، لين الجانب ، سهلاً رفيقاً ، قائماً بمسؤوليته تجاه أهله وبيته ، موطناً نفسه على التغاضي عن الهفوات ، والصبر على المنغصات ، فالكمال بعيد المنال ، والحياة مصيرها الزوال ، ولا أحد يسلم من النقائص والعيوب ، والله تعالى يقول:{ وعاشروهنّ بالمعروف فإن كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً }[ النساء:19] ، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول:" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي".
وأما المرأة المسلمة فلتعلم أن من أسباب سعادتها البيتية واستقرار حياتها الزوجيه ان تكون ذات عفة ودين وصلاح وتقى ، تعرف ما لها فلا تتعداه ، وما يجب عليها فلا تقصر فيه ، تستجيب لزوجها وتطيعه بالمعروف ، لما له عليها من حق القوامة ، وتحفظه في نفسها ومالها ، وتهتم بشؤون بيتها وتحسن تدبيره ، وترعى أولادها وتنشئهم على تعاليم الإسلام وآدابه ، وتحرص أن لا يسمع زوجها منها إلا حسناً ، ولا يشم منها إلا طيباً ، ولا يرى فيها إلاّ جميلاً ، لا تطلب مايرهقه ، ولا تتنكر لجميله ، ولا تجحد فضله وإحسانه.
وإن من إحسان المرأة لزوجها ان تغفر لها الزلات ، وتتغاضى عن الهفوات ، وتتحلى بالصبر في المشكلات ، وأن لا تسيء إليه إذا حضر ، ولا تخونه إذا غاب ، بل تكون حريصة في كل الأحوال على كسب مودته ورضاه لعظم حقه عليها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
فعلى كل من الزوج والزوجة العمل بهذه التعاليم الشرعية ، والتوجيهات الإسلامية ، لينعموا باستقرار الحياة الزوجية ، وتصلح أحوالهم الأسرية ، ويكون من ثمارها ذرية طيبة ، ونشء صالح ينفع المجتمع ، ويفيد الأمة.
محمد بن رياض الأحمد (اللاًلئ المكنونة إلى الدرّة المصونة) (ص 52-54)
منقول للامانة