مؤخرا كنت ابحث كثيرا وكثيرا في موضوع "الحجاب" للمرأة المسلمة الذي من البداية لم اقتع به (ومع ذلك كنت ارتديه) ولاني كنت ارى محجبات لا يصلين محجبات تقريبا "غير مسلمات" وكنت ارى كيف تقدر وتقدس المحجبة وتكفر الغير محجبة كيف اصبحت بدعة العفة مقرونة بطرحتك وكلما غطيت نفسك اكثر
اليوم الدلائل والتفسيرات التي سأطرحها اتوقع انها ستصدم كثير ممن اعتادوا على تصديق وتقديس اجتهاد فقهاء العلم ولم يعتادوا على تدبر وتفسير القران بانفسهم لاننا تعودنا على اشياء بنيت في عقلنا انها الصواب
ولكن اذكر اني استدل بالقران اولا واخيرا ولا شيء اخر "كرأي الفقهاء او افتائهم في موضوع وحتى ان اجمعوا فهذا اجتهادهم الشخصي" الحمدالله ديننا يأمر كل شخص منا بتدبر القران والقران هو الكتاب الاكثر صحة الذي يمكننا تصديقه بغير ريب و للاسف انا لن استدل باحاديث لان الاحاديث التي تذكر موضوعنا احدية ومنسوبة ل عبدالله بن مسعود وحتى قليلوا العلم يعلمون ضعفها واكثر الاحاديث الضعيفة مثل المراة عورة منسوبة له وبالنسبة لهذا الحديث كيف تكون المرأة عورة وقد قال الله تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) فكيف تستترتعيش الى عورة؟ وكثير من احاديث المنسوبة لعبدالله بن مسعود مخالفة لكتاب الله! وفي كل كتاب من اجتهاد فقيه في الدين يكتب فيه انه من اجتهاده فاذا عارض كتاب الله في شيء فلا تتبعوه لان لكم عقولكم التي يجب ان تتدبر القران وتحاول فهمه وليس فقط سمعا وطاعه للفقهاء
فمثال على الفقهاء اليوم والاستهتار بالدين والعلم الشيخ صالح اللحيدان وموضوع سرطان الحوض للمراة وحسبنا الله ونعم الوكيل
على كل حال نأتي بشأن من يقولون ان الحجاب "فريضة" وهذا نقاشي اليوم اولا معنى فرض أي ركن ان لم تعمله قد تخرج من المله وهناك خمسة اركان فقط في الاسلام … فمن يقول ذلك اعلم مدى قلة علمه بدينه من كلامه
وان كانت فريضة لكتب في القران "كتب عليكم" كما بشأن الصيام مثلا
ونأتي لتفسير الايه الكريمة (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
والخمار هو رداء كانت ترتديه المراة قديما وهو تماما مثل الشيلة الهندية اليوم التي على الراس وليست حجابا انما عادات ثقافية وكانت النساء تترك الصدر مكشوفا! ومنطقة الصدر هي "جيوبهن"
وحقيقة سبب نزول هذه الاية ان كان هناك من الفاسقون وحثالة القوم في المدينة من يؤذي النساء بالغمز والكلام بحجة الخلط بين الحرة والجواري فتنزعج النساء وتضيق عليها حياتها حتى انزل الله هذه الايه لكي تميز الحرة عن الامة حتى قيل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد نهى امه او جاريه كانت تتشبه بالاحرار في لباسها
اما طريقة اللباس فمن الواضح اخذ الخمار الذي ينسدل الى الخلف وجلبه لمنطقه الصدر ونفهم هنا انه قد نزل الستر من الاساس من اجل المراة وليس كما يقال فتنة للرجال والقران كتاب واضح (كتاب فصلت ايته) و(قرإنا عربيا ) لم يأمر الله المراه بغير ستر مفاتنها وزينتها وجيوبهن أي صدورهن ولم يؤتى بفرض غطاء الوجه
وايضا لما نزلت الايه لمشكلة كانت في ذلك الوقت وقد انتهت و لا وجود لعصر الجواري كي يتم التغزل بهن!
ولو كان فيه امر بتغطيه الوجه لكان واضحا فالقران كتاب واضح انما هناك بعض النفوس التي تحب ادخال هواها الشخصي وجعلت العامة يصدقون اجتهادها بان الخمار يجب ان يمر بالوجه كي يغطي الصدر
والايه الثانية
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
بدايةً كثير من الرجال يستدلون بجملة في الاية وهي (قرن في بيوتكن) من غير باقي الاية او نصف الاية من غير (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)
وهنا الخطاب واضح وصريح انه موجه لنساء واهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهذا لمنزلتهن المهمة بالنسبة للدين الاسلامي فهن قدوه وان اعترض معترض بوجوب الاقتداء بهن فله ذلك ولكن لا يفتري على الدين لانه ليس واجب او فرض بل يكون مستحب
الاية الثالثة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53
طبعا دائما قليلي الحيلة الذين يحبون الافتراء على الدين ياخذون مايعجبهم من الدين فقط مثل الايات فهذه الايه كاملة لمن يتدبرون الحروف والمعاني يفهمون انها موجههة ايضا لزوجات الرسول او اخص للمؤمنين من الرجال ونزلت هذه الايه بسبب واضح وهو الاثبات انه لا يمكن ان يتزوج احد من المؤمنين احد زوجات الرسول من بعده ابدا وذلك لمكانه الرسول الكبيرة وان الرسول كان يغار على زوجاته ولكن يستحي بان يخبر اصحابه بذلك ما اعظمك يا رسول الله فانزل الله هذه الايه
وإن احتج معترض من ضرورة اقتداء المؤمنات بنساء النبي فله ذلك . أي أنه لا يمنع أن يُقتدى بهن, لكن ذلك لن يجعل منه حكما عاما ملزما لبقية النساء المؤمنات. فالاقتداء لا يترتب عليه إصدار حكم عام على عموم النساء كما لا يترتب عليه أفضلية أو تمايز هؤلاء عن أولئك وكما ان الامر موجه في الايه الى المؤمنين أي ان حقيقة الاقتداء هنا تكون باقتداء الرجال المؤمنين بمؤمنين ذلك الزمان فقتدوا خير لكم
واخيرا الاية الاخيرة التي توجب ولا تفرض على المراة الستر بدنيا
وهي { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما }
من الواضح هنا ايجاب لبس الجلباب وهو لباس ساتر وسيع لغة والله اعلم
ولكن الايات التي تلي هذه الايه توضح عصر والزمن او اسباب ذلك
وبعدها مباشرة الايات الايضاحية ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ( 60 ) ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ( 61 ) سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ( 62
وهذا الاثبات بسبب "وجوب" الستر بصفه عامة في تلك العصور وحتى انها لم ولن تكن فرض على النساء والاثبات اتى كما اسبقت بسبب التفريق حتى لا يؤذي منافقوا المدينة نساء المؤمنين
لنغرينك : لنسلطك عليهم وبمعنى الرد على افعالهم, ثم لا يجاورونك: أي رحيلهم عن المدينة والانتصار عليهم ..
والله تعالى اعلم ومن يستطيع ان يحتج على القران؟ والايات الواضحة والعياذ بالله يستدل بالقران نفسه ويفحمني لا اريد مناقشات سطحية
المسألة اﻷهم هنا هي ألا يتحول حجاب المسلمة إلي عادة وليس عبادة كما نري في بعض مجتمعاتنا العربية التي طغت فيها العادات والتقاليد والعرف علي الوازع الديني والتفقه في أمور الدين وهنا ليس الخطأ في الحجاب ولكن الخطأ في مجتمعاتنا التي أعلت قيمة القشور علي قيمة الجوهر.نسأل الله السلامة.
أما بالنسبة لإصرارك علي الإستشهاد بآيات قرآنية فقط فهذا غير كاف ففي السنة النبوية توضيحا وتفصيلا نحن في أمس الحاجة إليه والمقياس ألا يكون هناك تناقض بين القرآن وما ورد في السنة فكلاهما يعزز اﻵخر ويفسره.كما هو المثال المعروف في شأن الصلوات وكيفيتها وعدد ركعاتها فقد أتت السنة بهذا التفصيل بينما اكتفي الله في القرآن بفرض الصلاة دون تفصيل.
اما الاخت الي فوق عفوا جايا تقولين اشعار انت؟