.. ما الذي يجعل من العلاقة الدافئة المشبعة بالحب والألفة والأندماج والصعود في البداية
تتخذ مناحيها
المتسارعة في التدهور والضمور والبرود بين القطبي العلاقة العاطفية للرجل والامراة
لاحقا
يصبير التذمر والشكوى والإحساس بأن الطرف الأخر قد أصابه التغير أو أن ثمة
مساً شيطانياً قد تلبسه ،
أو الشعور بأن طرفاً ما ، في العلاقة لم يكن سوى مخدوع بالطرف الآخر ، وها هي
الأيام تطهره مكشوفاً
على حقيقته ، هو لسان الحال الذي يعتقد حبيبه القديم ، إن أحد أهم الأسباب التي يقف
عليها هذا النمط من
الإستنتاج والتفكير في تصوري هو الذلك النوع من الاعتقاد ، الذي يتصور صاحبه بأن
هناك صورة
مسبقة للحب والحياة مع شريكه قد تم تحديده داخل إطار ذهبي لنموذج مثالي جاهز
للصورة المثلى للعلاقة
بين الحبيبين ، وتسهم الصورة التي رسمها طرفا العلاقة في مرحلة الخطوبة وكسب
الود والتقرب بينهما في
تغذية هذا الاعتقاد من جهة كما تعزز ذلك البيئة الاجتماعية والثقافية في ترسيخه من
نواح عدة ـ فالحب هذه
العاطفة السامية التي تعد محركا رئيسا للعلاقات الإنسانية والأرضية الخصبة التي نمت
وترعرعت عليها
القصص الخالدة والملهمة لخيال المبدعين والشعراء والفنانين ، قد تحولت الي مثال
خالد في الذهن ، ترسم
أطيافه بين حين وآخر ، وعلى ضوء هذا النمط من التصور للعلاقة السالفة بين الطرفين
تتحقق فاعلية المثل
العربي (( بأن الحب أعمى )) إن جزاءاً من ما يعتقده الإنسان ، ليس وهماً من الأوهام
البيئة وتصوراته ،
فالحب لا يحقق مرة واحدة وإليى الأبد ـ الحب ـ مفهوم مجر لا وجود له إلاّ على أرضية
التجربة والمشاركة
والتفاعل والرعاية والتجاوب والتفاهم والكسب لامتبادل والعاطفة المتجددة داخل
مؤسسة الحياة الأسرية
التي تعد المختبر الذي يتفاعل طرفا الحياة العاطيفية في ممراته داخل دروب الحياة ، إن
إحدى مشكلاتنا ـ
في التعامل مع هذه التجربة ـ تقف خلفه تلك الصورة الوردية المتجملة والمتدفقة باللطف
والرقة والإبتسامة
العريضة التي تصاحب الآخر قبل فترة الإرطباط داخل مؤسسة الزواج ، متناسين إن كل
طرف يحاول
تقديم أفضل ما عنده من اللياقة والجمال والوداعة وحسن التصرف الهادف إلي كسب
الطرف الآخر ـ
واستمالة مشاعره وانتباه إلي أقصى حد كوننا لا نزال في مرحلة الاستقطاب ،
والاستلطاف ، وهو الأمر
الذي يجعلنا نكف للابد عن إبداء المشاركة الفاعلة والاهتمام بالآخر بعد الزواج ، حيث
نعتقد أن الآخر صار
جزءاً من ممتلكاتنا الشخصية وشيئاً من أشيائنا الاستلاكية اليومية وتنمو العلاقة معه
باتجاه التشيؤ غير
مكترثين بتنمية الحب المستمرة والذي لا يمكن الظفر به وتحقيقه مرة واحدة في مرحلة
من الحياة الزوجية
دون غيرها .
متناسين أنه ابن التجربة والمعايشة والاستمرار والتفاعل الإيجابي المثمر والخلاق ـ
ليس هو وليد مرحلة
الاستقطاب ما قبل الزواج الذي يكتسب تمظهراته الخادعة واقنعته المتعدة .. والذي من
شأنه أن يحد من
فيضان وتدفق حرارة العاطفة وفيض الكسب الدائم والتفاهم المتجدد ـ إن الحب هو طفل
الحياة الزوجية وثمرتها .
تحيتي للجميع
وأتمنى أن الحب يكون مفهوم عند الجميع
اشكرك ماهيناز لموضوع الحب الرائع
يعطيك العافية
يسلمووووووا اختي ماهيناز موضوعك في غاية الرووووووووووووعه
مافي اجمل من الحب :028:
فوفو
مهاتي
نورتوا الموضوع بالمرور العطر
مشكورة على المرور