——————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
يا ابن أدم
لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي ،إنما طرد الله ابليس من رحمته لانه لم يسجد لك ، فالعجب كل العجب كيف صالحت عدوك و هجرت حبيبك
يا أهل الذنوب و الخطايا ألكم صبر على العقوبة ……كلا انها لظي
هل تشتري لذة ساعة بعذاب سنين
اذا أردت النجاة فتب توبة نصوحا
فلو نطق الموتي لندموا وقالو أف لشهوة ساعة أورثتنا الندامة الي قيام الساعة
فيا هذا …..هذا مصيرك فتأهب
فبالامس رحل فلان و غدا سيقول قائل رحلت انت
ان للذنوب والمعاصي من الاثار السيئة على الانسان ما لا يعلمه إلا الله عز وجل
نذكر منها
حرمان العلم
قال الشافعي لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية
و حرمان الرزق
إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه . فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي
والوحشة فى القلب
وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به
إلا من كان في قلبه حياة
و تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه
وظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام
قال الله تعالى :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى
و حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله فالعاصي يقطع
قال الحسن البصري
هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد
قال ابن القيم
فإن الذنوب تضر بالأبدان وأن ضررها بالقلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل
في الدنيا والمعاصي فما الذي أخرج الأبوين من الجنة؟ دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام
والأحزان والمصائب وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السموات وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعل
صورته أقبح صورة وباطنه أقبح من صورته وبدله بالقرب بعدا وبالجمال قبحا وبالجنة نارا وبالإيمان كفرا
فاعلموا يابعاد الله أن سعادتك الحقيقية في رضا الله وفي العبودية لله عز وجل
وتذكر ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى
في القلب شعت لا يلمه إلا الإقبال على الله
وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله
وفي القلب خوف وقلق لا يذهب إلا الفرار إلى الله
وفي القلب حسرة لا يطفئها إلا الرضا بالله
فقل بشجاعة ..!
وداعا ياذنوبي !
لن تعودي !
تذكر قبل أن تعصي….
يا من تخاف الله عز وجل:
•تذكر قبل أن تعصي: أن الله سبحانه يراك ويعلم ما تخفي وما تعلن، فانه "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".
•تذكر قبل أن تعصي: أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتبها في صحيفتك، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".
• تتذكر قبل أن تعصي: لحظة الموت وخروج روحك وهي تجذب جذبا شديدا حينها تتمنى أن تتوب إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن، "والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق".
•تذكر قبل أن تعصي: القبر وعذابه وظلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حف النار فهناك لا أب شفيق ولا أم ترحم.
•تذكر قبل أن تعصي: يوم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة.
•تذكر قبل أن تعصي: يوم تتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.
•تذكر قبل أن تعصي: يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل ويعرق الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ومنهم من يصل إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما والعياذ بالله.
•تذكر قبل أن تعصي: يوم تشهد عليك أعضائك بما عملت من خير وشر، "حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون".
•تذكر قبل أن تعصي: يوم يقول المجرمون: "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا".
•تذكر قبل أن تعصي: يوم يؤتى بأناس من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال فيقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: <يارب أصحابي!> فيقال: <إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك>.
•تذكر قبل أن تعصي: أنك سوف تعبر الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر عملك فإما أن تنجوا وإما أن تخطفك كلاليب جهنم والعياذ بالله. قال تعالى: "وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا".
•تذكر قبل أن تعصي: وقوفك بين يدي الله عز وجل وليس بينك وبينه حجاب أو ترجمان فيذكرك بكل ذنب عملته.
•تذكر قبل أن تعصي: عندما يقول العاصي يوم القيامة: "يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله".
•تذكر قبل أن تعصي: نار جهنم وبعد قعرها وشدة حرها وعذاب أهلها وهم يسبحون فيها على وجوههم.
•تذكر قبل أن تعصي: أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق وحرمان العلم والرزق وضيق الصدر وقصر العمر وموت الفجأة وذهاب الحياء والغيرة وأعظم عقوباتها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر
الذنـــوب الصغـــــــيرة
اذ لا صغيرة مع "الإصــرار" ، ولا كبيرة مع الاستغفار
الصغائر تعظم
فالذنب كلما استعظمه العبد في نفسه صغر عند الله
وكلما استصغره العبد في نفسه كبر عند الله
فدائما مايوسوس الشيطان للعبد على ارتكاب المعاصي
فيقدم بها بحجة أنها من الصغائر .. وأن الله تعالى غفور رحيم
فالنحذر من هذا ولنستعذ بالله تعالى دائماً
يقول عز وجل :
{ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُود } [هود: 90].
اخوتي في الله : اسمعوا لهذه الكلمات وذكروا قلوبكم بها دائما
فو الله ما أعظمها من كلمات يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة "
ولا تكونوا من أبناء الدنيا ،فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل
ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز وأن يصلح من
حاله وأن يجدد توبته ، وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم
قوي عظيم لطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه
اخوتي في الله
يامن أسرفوا على نفسهم بالذنوب والخطايا من امثالي
بادروا وقوموا والناس نيام وقولوا
يا غافر الذنب … يا قابل التوبة
اللهم أغفر لي خطيئتي يوم الدين اللهم أغفرلي خطئي وعمدي
اللهم اغفرلي هزلي وجدي اللهم إني تائبة ٌ مستغفرٌة
اللهم تغمدني في رحمتك يا مجيب دعوة المضطرين
يا مغيث اغثني … يا مغيث أغثني … يا مغيث أغثني
ولا تنسوا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أن ربنا تعالى يقول: ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان
منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني
غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا
تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي
قــال لقمان الحكيـم لإبنــــه : بني : عود لســانك على قــول
{ اللهــم إغفر لــــي }
فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا
ولا تبكي على حد خانك ! أو مال فاتك ! أو صديق عافك
بل إبكي على دعاء عصر الجمعه إذا فاتك
فأكثر من الدعاء والإستغفار
**************
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ********* فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن********** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ******* وجميل عــفوك ثم أني مسلم
ختاما
اخوتي في الله إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا، فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة
وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[النور:31]
********************
أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحين
المصلحين وان يرضى عنا ويرضينا في الدنيا والاخرة
اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح .. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهم اللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية .. إنك ولي ذلك والقادر عليه
اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا هداة مهدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا ولاتاخدنا بذنوبنا وارحمنا برحمتك ياارحم الراحمين…اللهم امين
واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين
اختكم في لله ……..منقووول