التواضع صفة من صفات عباد الرحمن , قَالَ اللهُ تَبَــارَكَ وتعالى < وَعِبــاَدُ الرَّحْمَنِ الَّذيِنَ يَمْشُونَ عَلىَ الأَرْضِ هَونْاً > (سورة الفرقان)
(( ذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ، ونعوتهم أفضل النعوت ، فوصفهم بأنهم : { يَمْشونَ عَلَى الأَرضِ هَوْنًا } أي ساكنين متواضعين لله وللخلق ، فهذا وصف لهم بالوقار والسكينه ،
والتواضع لله ولعباده )) .
والتواضع علامه حب الله للعبد ، كما قال الله _ سبحانه وتعالى _ : { يَاأَيُّهاَ الَّذِين آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِيِنِهِ فَسَوْفَ يَأتِي الله بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ولاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ واللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (سورة المائده ) .
قال ابن كثير _ يرحمه الله _ :
((هذه صفات المؤمنين الكمل ، أن يكون أحدهم متواضعا لأخيه ووليه ، متعززاً على خصمه وعدوه))
ووصف الله عباده الذين هداهم للإ يمان ، فقال _ سبحانه وتعالى _ : { أَذَلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزِّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } ( سورة المائده ) .
والتواضع سبب لرفعة الله للمتواضع ، ومن رفعه الله فمن ذا الذي سيخفضه ويضعه ؟
عن أبي هريره _ رضي الله عنه _قال : قال رسول _ صلى الله عليه وسلم _ :((ماتواضع أحد لله إلارفعه الله ))
قال ابن الحاج _ يرحمه الله _: (( من أراد الرفعة فليتواضع لله تعالى فإن العزة لا تقع إلا بقدر النزول
ألا ترى أن المــاء لــما نـزل إلى أصل الشجرة ، صعد إلى أعلاها فكأن سائلاً سأله ماصعد بك هنا أعني في رأس الشجرة ، وأنت تحت أصلها ، فكأن
لســان حالهُ يقــول : من تواضع لله رفعه ))
{ تواضع تكن كـالنجم لاح لناظرٍ .. على صفحـــات الــماء وهو رفيـــعُ .. ولاتكُ كــالدخــان يعلو بنفسهِ .. إلى طبقات الجو وهو وضيع }
(وصلي الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم )