بسم الله الرحمن الرحيم
لنكن قلبا واحدا ..!
الحب تضحية وعطاء ، الحب ليس مجرد غزل وادعاء ، الحب بين الزوجين رابطه رابط شرعي سماوي رباني ، نعم .. حب الزوج لزوجته قربة وطاعة وهو حب نافع تحصل به المقاصد النافعة التي من أجلها شرع الله النكاح لغض البصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ، فإن لم يكن الحب أيها الزوجان فتحببا لبعضكما ، فإن التحبب داعية الحب كما يُقال .. وإليك أيها الزوجين بعضا من تلك الأسباب التي تورث المشكلات في الحياة الزوجية .
أولها : فإني قلبت نظري ، وأمعنت ببصري في أحوال كثير من مجتمعاتنا العامة على حسب المستويات ، فإذا بنسب الطلاق تفوق المئين والمئات بل الآلاف ، نعم .. نسبة الطلاق في مجتمعاتنا كثيرة بشكل كبير وملفت للنظر ، مما يستوجب العناية الخاصة والاهتمام الكبير بمعرفة أسباب الطلاق ودوافع ذلك والسعي الحثيث إلى علاج تلك الأسباب واستئصالها .
ثانيا : قد يحاول كثير من الأزواج ـ رجالا كانوا أو نساء ـ الهرب من جحيم المشاكل الزوجية ودوامة الخلافات المستمرة بين الزوجين ، والاضطراب وتوتر الحالة النفسية المترتب على تلك الخلافات والمشاكل بسبب غياب ذلك الحب وفتوره مما يؤدي إلى الفتور والملل في الحياة الزوجية ، إلى أن يكون أحد الأزواج فريسة للمخدرات والمسكرات عياذا بالله ، وكم سمعنا والله من زوجة تشكوا من زوجها لوقوعه في براثن السكر والعهر وأحضان المخدرات ، فهذا واقع كثير من بيوت المسلمين هاربين من عذاب المشاكل والمعاناة متناسين واقعهم الأليم ، فيصبحوا بعد ذلك فريسة الإدمان والحرمان ، ثم لا تسل بعد ذلك عن ضياع الأولاد وانتشار الجرائم الأخلاقية كالزنا واللواط والسلب والنهب والسرقات ، باحثين بزعمهم عن السعادة الموهومة والمتعة المزعومة وهم في الواقع كالمستجير من الرمضاء بالنار .
ثالثا : من المعلوم بل المعقول أن الخلافات الزوجية والمشاكل العائلية تؤثر تأثيرا سلبيا على نفسية الزوجين معا ، وبالتالي يقل إنتاجهما في هذه الحياة ، ويضعف تضاءل قدرتهما على البذل والعطاء ، لما فيه مصلحة دينهما ونفسيهما ومجتمعها وأمتهما ، بل ينعكس ذلك على الحياة الزوجية كلها ، بل وعلى البيت والأولاد أضف إلى ذلك أن تلك المشاكل والخلافات لها تأثيرا كبيرا وسلبيا على الأبناء من بنين وبنات ، فكم سببت لهم عقدا نفسية ، ورسخت في أذهانهم أفكارا مغلوطة ، ومفاهيما معكوسة تجاه والديهم وأقاربهم ومجتمعهم ، مما أثرّ حقيقة على مستقبلهم ، وطريقة تفكيرهم في حياتهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين ، فكم من ولد ذكر كان أو أنثى حُرم المودة والحنان والشفقة والإحسان ، في طفولته وفي رعيان شبابه فأصبحنا بين عشية وضحاها نرى جيلا من شبابنا وفتياتنا يخرجون للمجتمعات ويتطلعون للعالم وهم لا يعرفون حقوقهم الزوجية تجاه بعضهم البعض ولا حتى التعامل السوي في حياتهم العائلية مما أدى إلى الوقوع في مثل هذه المشاكل والخلافات .
[COLOR="rgb(139, 0, 0)"][/COLOR]