تجتمع الأسر في الأعياد علي أطباق من الترمس، تلتقط منه حبات يتسلون بها في جلستهم ليكتمل أنس الحديث مع لذة الطعم، وعلي أسوار الكورنيش والكباري التي تعلو النيل يلتقي المحبون، يتناولون بعضاً من الترمس من قراطيس يتبادلونها فيما بينهم، لتختلط الكلمات النابعة من القلوب مع حبات الترمس في أوقات لا يشعر فيها العاشقان بمرور الزمن، ولا ينتبهان إلي أصوات السيارات خلفهما ولا إلي حركة السائرين ذهاباً وإياباً، لا شيء يحضر سوي الحب والترمس. ولا يقتصر دور الترمس علي التسلية، فهذه الجلسات لا تخلو من الفائدة، لأن الترمس يحوي العديد من المواد المفيدة لصحة الجسم، والتي تعمل علي إصلاح أمراض البدن.
توجد مزايا متعددة في الترمس، من أهمها أنه مفيد لمرضي السكر، لاحتوائه علي الألياف التي تعمل علي إعاقة امتصاص الجلوكوز في الجسم. وللترمس دور كبير في تقوية الأعصاب وتنشيط الجسم وإزالة ضعفه والمساعدة علي هضم الطعام. ويفيد الترمس في علاج العديد من الأمراض الجلدية، وذلك باستعمال ماء الترمس بعد الغلي، ووضعه علي القروح وحب الشباب والالتهابات الجلدية.
ويجب الحذر من استخدام الترمس في الشهور الأولي للحمل، لأنه يعمل علي حدوث انقباضات في الرحم، مما يؤدي إلي الإجهاض. كما يجب الحذر من شرب ماء الترمس، لأنه يحتوي علي مواد سامة، ومن هنا تأتي أهمية غليه وتغيير الماء لعدة أيام حتي يتم التخلص من هذه المواد السامة.
ولأهمية الترمس الغذائية، لجأت بعض الدول إلي تصنيع الخبز المضاف إليه دقيق الترمس، ويستخدم هذا الخبز – علي وجه الخصوص – في خفض الوزن لمن يعانون من السمنة أو يبحثون عن الرشاقة.
يشير الدكتور مصطفي نوفل في كتابه «صحتين وعافية» إلي نتائج دراسة توصلت إلي أن هذا الخبز يمكن أن يساعد الإنسان علي الشعور بامتلاء المعدة، وبالتالي يقلل من تناول الطعام، ويرجع السبب إلي احتواء هذا الخبز علي البروتين والألياف التي تؤثر علي الشهية للطعام. ولأن هذا النوع من الخبز غير متوفر في مصر والدول العربية، فإن الدكتور مصطفي يري أنه «يمكن تحقيق الشعور بالامتلاء وتقليل المتناول الغذائي من السعرات الحرارية، بتقديم ربع كوب ترمس مسلوق (نحو 40 جراماً) ضمن وجبة الإفطار أو الغداء.. وتحتوي هذه الكمية من الترمس علي نحو 6 جرامات بروتين، وجرام وربع دهوناً صحية عديدة عدم التشبع، وجرام ألياف، و50 سعراً حرارياً، بالإضافة إلي بعض المعادن مثل المنجنيز والكالسيوم والمغنسيوم والزنك والفوسفور والحديد والنحاس، وبعض الفيتامينات مثل (ب1) وحمض الفوليك».
