لقد ولت تلك الأيام التي كانت تتزوج فيها الفتيات صغيرات، حيث يذهبن إلى عش الزوجية والعمل بالمنزل. أما في الوقت الحاضر فإن الأمر اختلف كثيرًا حيث أصبحت لدى الفتيات التزامات وأهداف أخرى يسعين إلى تحقيقها في وقت مبكر من أعمارهن ونجد أن فرصة الارتباط والزواج لا تأتي إليهن إلا في سن متأخرة، في نهاية العشرينات أو أوائل الثلاثينات من أعمارهن وكذلك الحال بالنسبة للرجال أيضًا ولذا نجد أن التخطيط للإنجاب يكون في مرحلة متأخرة من العمر.
من جانب آخر نجد أن السن المناسب للزواج يكون في بداية العشرين سنة الأولى من العمر حيث تكون المرأة في هذه المرحلة العمرية أكثر استعدادًا للإنجاب من النواحي الصحية والنفسية والجسمانية.
ومع تقدم العمر تصبح أعضاء الجسم خاصة التناسيلة منها أكثر ضعفًا، ومن ثم يلاحظ العديد من المشاكل التي تنشأ عند الحمل في سن متأخرة لدى السيدات. وفي ذلك يقول الأطباء إن النساء تواجه العديد من المشاكل والمخاطر عند الحمل بعد الثلاثين عامًا الأولى من عمر المرأة وهي :-
(1) الخصوبة: بعد الثلاثين، تجد المرأة من الصعوبة الشديدة تلقيح البويضة، حيث ينخفض حد الإنجاب لأدنى مستوى له، ومن ثم يحتاج التخطيط للحمل نصيحة الأطباء والأخذ بها.. وذلك فضلاً عن الأعراض الجانبية العديدة للحمل في هذه الفترة.
(2) ضغط الدم: المشكلة الشائعة للحمل بعد الثلاثين هي حدوث التقلبات في مستويات ضغط الدم، وفي هذه الحالة ينتج ما يعرف بـ Preeclampsia وهو مصطلح طبي يعني التغير في مستوى تدفق الدم في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإجهاض أو موت الجنين أو عدم ولادته بصورة طبيعية، ليس هذا فحسب بل قد يؤدي ذلك إلى تعريض حياة الأم للخطر.
(3) سكر الحمل: وهو أحد المخاطر الناجمة عن حمل المرأة بعد الثلاثين وتنشأ هذه الحالة عندما لا يكون الجسم قادرًا على إنتاج الأنسولين الكافي لتلبية متطلبات إنتاج الجلولكوز الزائدة والتي تعتبر ضرورية لنمو الطفل، وهذا المرض يمكن علاج المرأة منه لكنها قد تصاب عند الإنجاب بما يعرف بداء السكري رقم 2.
(4) الإجهاض: أحد العوامل والمخاطر الشائعة عند الحمل بعد الثلاثين هو الإجهاض، وقد يحدث ذلك للعديد من الأسباب، فقد وجد أن 20 بالمائة من حالات الحمل بعد الثلاثين تنتهي بالإجهاض.
(5) عيوب الولادة: وهذه العيوب ليست شائعة لكنها تزداد مع تقدم السن وأكثر هذه العيوب تكون متعلقة بالبنية التكوينية للكروموسومات.
خمسة أشياء يجب أن تعرفها الأم عند الحمل بعد الثلاثين: أولاً: أن المرأة بعد الثلاثين لا تكون مستعدة "للتبويض" كل شهر، حيث تكون في هذه الحالة غير قادرة على تلقيح البويضة في الفترة من 5 إلى 8 أيام من إنتاج البويضة.
والسبب في ذلك يكون عدم قدرتها على إنتاج المعدلات المطلوبة من هرمون الإستروجين اللازم لإتمام عملية التبويض.
ثانيًا: تفترض جميع النساء بصورة خاطئة أن انتظام حدوث الدورة الشهرية لديها بعد الثلاثين إحدى علامات القدرة على الإنجاب، وبالفعل فإن انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة بعد الثلاثين ليس دليلاً على أنها قادرة على الإنجاب.
ثالثاً: عند غياب الدورة الشهرية لأكثر من عشرة أشهر يجب أن تذهبي للطبيب، لأن غياب الدورة الشهرية قد يكون ناشئًا عن بعض الاضطرابات الهرمونية في الجسم، وإذا ما تم اكتشاف السبب والعلاج منه يمكن حينئذ استنئناف العادة الشهرية.
رابعًا: إذا كنت تداومين على تعاطي حبوب منع الحمل فيجب أن تعرفي جيدًا أن القدرة على الإنجاب لديك ستنخفض بعد سن الثلاثين.
خامسًا: اللعاب.. حيث يعتبر انتظام معدلات اللعاب أحد العوامل الهامة التي يجب ملاحظتها وهي من العوامل الهامة لتحديد قدرتك على الإنجاب، فضلاً عن عمل الفحوصات الطبية الشهرية والمنتظمة لعادتك الشهرية ومتابعتها.
دمتم في حفظ الرحمن ولا تنسوني من دعواتكم