(اتيكيت) بين الأزواج ?!!..
قد تستغرب العنوان, فالاتيكيت مطلوب بين الغرباء وليس بين من يفترض أنهما شريكان في الروح والجسد, نعم إن – الاتيكيت – مطلوب خصوصاً بين هذين الشريكين لأن حياة بلا دستور وأنظمة وقوانين تعتبر حياة جاهلية تعمها الفوضوية,
والبيت الذي يبنى على الغرائز تهدمه الغرائز, أما المبني على مكارم الأخلاق والفضيلة فهو مبني على صخرة لاتنهار.. وباختصار إن فن (الاتيكيت) بين الأزواج, يقوم على احترام مشاعر وأحاسيس وخصوصية الطرف الآخر واتقان فن الاعتذار, إذا أخطأ أحد الطرفين ولنبدأ من الأولى, فكثيراً ما يراعي الإنسان مشاعر الطرف الآخر الغريب كزميل أو زميلة في العمل ويهمل القريب كزوج أو زوجة, فنعتذر إذا أخطأنا لهذا أو تلك, ونغفل الاعتذار للزوج أو الزوجة إذا حدث في البيت نفس الأمر.. والمشكلة أن بعض الرجال يعتبرون الاعتذار للزوجة انتقاصاً في الرجولة ونيلاً من الكبرياء وعزة النفس, فلا يعترفون أساساً بالخطأ, ولايعنيهم أمر الاعتذار في شيء..
ان هؤلاء يصنفون بين الأزواج (عسيري العشرة) الذين يعتبرون أنفسهم معصومين عن الخطأ, لأنهم كالأنبياء دائماً على حق..
ولكن للأسف هذا النوع من الرجال إن اعتذر, تكره زوجته اعتذاره, لأن فيه تكلفاً وصلفاً..
مثلهم مثل الذي يضطر للاعتذار (مكره أخاك لابطل), واعتذاره لايأتي إلا بتعالٍ يخلق حاجزاً نفسياً بينه وبين زوجه, التي إن قبل عقلها اعتذاره, رفضه قلبها لأنه لم ينبع أصلاً من القلب, وإنما فرضته ظروف استمرار العشرة واستئناف الحياة الزوجية ولو بلا روح لأن أحلى مافي الاعتذار, الاعتراف بالخطأ, وهو فضيلة قلما يكتسبها في الحياة الزوجية – أحد – وقلة نادرة من الرجال من يعترف بخطئه ولايخجل من الاعتراف به, فيعتذر من قلبه, وليس بوسع زوجته إلا أن تقبل أسفه واعتذاره وتسامحه من قلبها أيضاً..
وبالمناسبة يقول فن (الاتيكيت) بين الأزواج, إن ثمة طرقاً بديلة للاعتذار, لمن لايتقن هذه المهارة بالذات, بتقديم – وردة – مثلاً لأن للورود فعل السحر في جبر القلوب المهشمة, وكذلك – الهدايا – مهما كانت بسيطة, والدعوة الصادقة لنزهة في الطبيعة أو على غداء أو عشاء رومانسي ولو في ركن منزوٍ من صالون البيت.. وهنا لابد من التأكيد على خصوصية (الطرف الآخر) فلا يقرأ أحدهما ورقة أو خطابا أو شيكاً يخصه, كما من المعيب بفن الاتيكيت بين الأزواج العبث في جيوب الزوج, أو تفتيش حقيبة الزوجة أو الاطلاع على دليل جوال أحدهما من الطرف الآخر, أو حتى الرد عليه بلا استئذان, لأن الأمر سيأخذ طابع – التجسس – وهو أكثر ما تكرهه المرأة في طبيعة حياتها, ويمتعض الزوج منه كثيراً ولو حدث بتلقائية أو عفوية, من المرأة, عندما تفرغ جيوب ملابس زوجها من محتوياتها عندما تريد وضعها في الغسيل والاتيكيت بين الأزواج يفترض الاستئذان أو الطلب من الزوج القيام بهذه المهمة.
وكذلك من نصائح – الاتيكيت بين الأزواج – أنه إذا كسرنا شيئاً يخص الطرف الآخر, نشتري البديل..
وعندما نقلب شيئاً أو نغير موضعه فيما يخص الشريك نعيده إلى وضعه الأول, وعندما نستعير شيئاً – كالشامبو – الخاص بالطرف الآخر مثلاً نستأذن ونعيده إلى نفس المكان وبذات الترتيب والأهم من ذلك كله الاستئذان عند الدخول إلى الغرفة التي يختلي الشريك بها بنفسه وسؤاله قبل مغادرتها (هل تريد شيئاً) وإذا حصلت مناسبة سعيدة أو زيارة خلال خصام فلنشارك دون اعتذار.. وإذا حزن طرف فليشاركه الآخر حزنه, وإذا فرح فليتقاسم فرحه. هي باختصار قواعد عامة للاتيكيت بين الأزواج, فيها من محاسن الأخلاق ومكارمها, أكثر من الوعظ والنصح.. فهذا الاتيكيت تفرضه اللياقة الاجتماعية أكثر مما تفرضه طبيعة العلاقة التي يجب أن تزدهر في مناخ صحي من المودة والوئام .
مع تمنياتي لكم بحياة زوجية سعيدة
منقووووول
مشكورة يالغلا
ربي يسعدك