الابتلاء…… وأثره في الاصطفاء (الجزء الاول )
الحمدلله القائل: )أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) و
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للأنام القائل: ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) و( صداع المؤمن ، أو شوكه يشاكها ، أو شيء يؤذيه ؛ يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ، ويكفر عنه بها ذنوبه (.
إعلم هداك الله إن من سننه عزوجل في خلقه ابتلائهم بالمصائب والمحن بكل انواعها (أمراض,فقر,حرمان, تسلط القوي على الضعيف بغيرحق وغيرهامن انواع الابتلاءفي أمورالدنياوالدين) والسؤال هنا لماذا الابتلاء ؟ وماهي الدروس التي نتعلمها منه ؟وهل هذا الابتلاء يكون لكافة الناس او يختص به البعض دون غيرهم ؟ وماهومقياس الاختيار للبعض دون سواهم ؟؟؟ ولماذا إصطفى ربناعزوجل الانبياءليبتليهم بل وخصهم بأشدأنواع الابتلاء ؟؟أسئلة كثيرة يجب على المسلم معرفتها قبل نزول البلاء ليكون مهيئ عند نزوله مستعدا له غير متفاجئ به راضيا به , قال ابن القيم :
" الطريق طريقٌ تعِب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأُضْجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب … وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم " سأُشبه البلاء الذي ينزل بالناس ب (الزلزال) لنرى ونفهم حال الناس معه لان البعض فعلا يزلزل عندالبلاء زلزالا شديداوينقلب على وجهه يتهم ربه ويلعن حظه …
فلوقيل لنا بـأن زلزالا سيحدث بعد اسبوع في هذه المنطقة لاسامح الله فماذا سيكون رد فعل الناس ؟؟ بكل تأكيد سيبحثون عن معنى الزلزال وكيف يحدث ولماذا يحدث ولماذا يحدث في هذه المنطقة بالذات دون غيره وماهي حجم الاضرارالناجمة عنه ..الخ وسيأخذ الاعلام دوره في توعية الناس وسيكون للناس معه أحوال ::
ـ منهم من سينتبه من غفلته وسيتوب الى الله ويقلع عن المعاصي التي لازال غارقا فيها خوفا من الموت بسب الزلزال موقنا انه إن حدث فبذنوب ابن ادم (ظهرالفسادفي البر والبحربماكسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوالعلهم يرجعون)
ـ وسيفكرالبعض في الرحيل عن المنطقة جزعا وهرباًمن الموت…ولن يقف لحظة ليفكرلماذا حلً بنا وكيف سيرفع عنا, اذن سيتصرف كل حسب قوة ايمانه بالله وحسب عقله ايضا فالذي أحس بذنبه واعترف بخطأه وتقصيره وانه موقن بقوله(مااصابكم من مصيبة فبماكسبت ايديكم ) وكمايقول الامام علي مانزل بلاء إلابذنب ولايرفع إلابتوبة) فهذا أحسن حالا من الذي جزع وهرب وهذاهوالمحروم الذي لايدري لماذاخٌلق ولماذا يموت وماسبب جوده على الارض ؟ومن هنا قسم العلماء الناس حين تعرضهم للبلاء الى ثلاثة أقسام:
* *امايكون محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله وهذاالذي سيهرب من الزلزالقال ابن عطاء : يتبين صدق العبد من كذبه في أوقات البلاء والرخاء, فمن شكر في أيام الرخاء, وجزع في أيام البلاء, فهو من الكاذبين.
** وامايكون موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله ,وإتهام النفس موقن بقوله (وعسى أن تكرهواشيئاً وهوخيرٌلكم ) قال الإمام الغزالي : لولا اعوجاج القوس لما رمت, فالاعوجاج له دور في كمال الوظيفة.
** أو يكون راض لا يقابل البلاء بالرضا فقط وإنما بالشكر وهذه هي اعلى المراتب كماهو حال الانبياء. قال الجنيد البغدادي: البلاء سراج العارفين, ويقظة المريدين, وصلاح المؤمنين، وهلاك الغافلين, ولا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء ويرضى ويصبر.
وقال الغزالي رحمه الله :
إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى, فاعلم أنك عزيز عنده, وأنك عنده بمكان, وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه, وأنه يراك, أما تسمع قوله تعالى ﴿ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ﴾
. يتبع