ما انفك أعداء الإسلام ومعارضو شريعته يوجهون للإسلام كل أنواع النقد حسدًا من عند أنفسهم وتعبيرًا عن كراهية وضغينة وعداء. ومن اتهامات هؤلاء قولهم إن الإسلام لم يتح للمجتمعات والبلاد التي فتحها وانتشر فيها حرية الاعتقاد وإنما أجبرهم فقط على اعتناق الإسلام.
إن المؤكد الذي يعلمه المنصفون أن الإسلام كفل حرية العقيدة لجميع الناس ومنح مخالفيه في العقيدة أسباب البقاء في المجتمعات الإسلامية حتى يومنا هذا، ولو كان الإسلام لا يحترم حرية الاعتقاد كما يدعي أعداؤه ما بقي أحد ممن يدين بغير الإسلام في بلاد المسلمين طيلة 1500 عام كاملة، بينما الذين يتهمون الإسلام بهذه التهمة هم الذين لم يكن عندهم احترام لعقائد الآخرين، فعندما انتصر الفرنجة الإسبان على المسلمين وأسقطوا آخر دولهم في الأندلس ساموا المسلمين سوء العذاب فاضطر الكثير منهم إلى الهرب بدينه ومن بقي تعرض لمحاكم التفتيش وقتل أو أجبر على تغيير اسمه والارتداد عن الإسلام.
وكل منصف لا يسعه إلا أن يشهد بأن الحرية في الإسلام أصل عام يمتد ليشمل جميع مجالات الحياة، لأنها حرية متكاملة تشبع جميع حاجات النفس الجسدية والروحية، أما الحرية في الشرائع السماوية السابقة على الإسلام، فإن اليهودية والمسيحية كرسالتين من عند الله سبحانه وتعالى كلتيهما تشتركان في الدعوة إلى عبادة الله وترك عبادة الأفراد، إلا أن اليهود اعتبروا أنفسهم شعب الله المختار، وإن الله قد خصهم بتلك الشريعة دون غيرهم، أما المسيحية فقد اكتفت بإعلان حرية العقيدة والدعوة للتسامح والمساواة والمحبة بين الأفراد وإلى عبادة الله وحده ورفض الشرك به وقامت بفصل الدين عن الدولة.
لقد طلب الإسلام من الإنسان قبل أن يختار العقيدة التي يأنس إليها وترغب فيها نفسه أن يكون ذلك راجعاً للتفكير الحر النابع من عقل يدرك حقائق الأمور، ونهى عن التقليد واتباع الآباء لأن إعمال العقل في آيات الله الكونية التي تحيط به سوف يهديه لا محالة إلى أن هناك إله يحرك كل هذه الأشياء بنظام حقيقي.
إن الإسلام لا يبيح امتشاق السيف إلا دفاعاً عن النفس، وهو يحرِّم العدوان تحريماً صريحاً، وسن جملة مبادئ وقواعد ابتغاء جعل الحرب إنسانية، وكفل الإسلام حرية المناقشات الدينية واضعاً لذلك أسساً للحوار والمناقشة تتمثل في الاستماع الجيد والإنصات التام للمناقش ثم الرد على المخالفين وقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل لبيان وجه الحق لعلهم يهتدون إلى الإيمان، وحقق الإسلام بهذه الأسس انتشاراً شرقاً وغرباً، وهو ما لم يتحقق لعقيدة أخرى.
والجهاد لم يشرع للعدوان، أو الرغبة في التدمير، وما يكذب ادعاء المستشرقين بأن الإسلام انتشر بالقوة أن شعوباً ودولاً اعتنقت الإسلام من دون أن يصل إليهم فاتح أو قائد عسكري مسلم، فقد وصل المد الإسلامي إلى بلاد الصين، وأقصى الشرق، وكذلك إلى إندونيسيا، حيث دخل شعبها الإسلام من خلال التجار والنازحين إليها، بل إن الإسلام ينتشر الآن في أوروبا بصورة مذهلة رغم ما حل بالمسلمين من ضعف، فهل اليوم ينتشر بالقوة أيضاً، أما عن فرض الجزية فإنها كانت تفرض على من يستطيع القتال من الرجال دون النساء والأطفال، وذلك نظير حمايتهم في أنفسهم وأموالهم، أما إذا اشتركوا في الجيوش والدفاع عن أنفسهم فلا تفرض عليهم تلك الجزية كما هو الحال في الوقت الحالي.
لقد جرّم الإسلام الارتداد عنه منعاً للعبث بالدين والتشكيك فيه لأن اليهود كانوا يتظاهرون بالدخول في الإسلام أول النهار ويخرجون منه آخره حتى يتشكك المسلمون في دينهم وخصوصاً هم أهل كتاب، وبعض المسلمين كانوا حديثي عهد بالإيمان، ولذلك كان تجريم الارتداد عن الإسلام لا يتنافى مع حرية العقيدة، لأن الإسلام عقيدة وشريعة، فهو ينظِّم علاقة الفرد بربه وخالقه، وكذلك علاقة الإنسان بغيره من الناس بخلاف النظم الوضعية التي تفصل الدين عن الدولة ومن يخرج عن الدين لا حرج عليه ومن يخرج عن نظام الدولة يواجه بأشد العقوبات التي ربما تصل إلى الإعدام، وخصوصاً في حال الخيانة العظمى، وهكذا الإسلام وحدة واحدة فمن يخرج عليه يجب أن يواجه بأشد العقوبات لأنه أعلم الجميع منذ البداية أن كل فرد حرٌّ في أن يدخل الإسلام أو لا يدخل، فإذا دخل فلا يجوز له الرجوع عنه، وذلك حماية لكيانه من الخارجين عليه ولنظامه الاجتماعي من الطرق الاحتيالية التي تتلاعب بالأديان تحت مسمى الحرية.
وكفالة الشريعة لحرية الاعتقاد واضحة في قوله تعالى: [لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] البقرة: 256. فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه واعتناق دين آخر، فحرية الإنسان في اختيار دينه هي أساس الاعتقاد، كما في قوله سبحانه: [فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ] الكهف: 29.
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم الحرية الدينية في أول دستور للمدينة حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة.
ومن منطلق الحرية الدينية التي يضمنها الإسلام كان إعطاء الخليفة الثاني عمر بن الخطاب للمسيحيين من سكان القدس الأمان على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، لا يضار أحد منهم ولا يرغم بسبب دينه.
وكفل الإسلام أيضًا حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيد عن المهاترات أو السخرية من الآخرين، وفي ذلك يقول الله تعالى: [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] النحل: 125. وعلى أساس هذه المبادئ السمحة ينبغي أن يكون الحوار بين المسلمين وغير المسلمين، وقد وجه القرآن هذه الدعوة إلى الحوار إلى أهل الكتاب فقال: (قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران: 64. ومعنى هذا أن الحوار إذا لم يصل إلى نتيجة فلكل دينه الذي يقتنع به، وهذا ما عبّرت عنه أيضًا الآية الأخيرة من سورة (الكافرون) التي ختمت بقوله تعالى للمشركين على لسان محمد صلى الله عليه وسلم: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) الكافرون: 6.
وكل فرد حر في المجتمع الإسلامي أن يعتقد ما يشاء وأن يتبنى لنفسه من الأفكار، حتى ولو كان ما يعتقده أفكارًا إلحادية، فلا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك طالما أنه يحتفظ بهذه الأفكار لنفسه ولا يؤذي بها أحدًا من الناس. أما إذا حاول نشر هذه الأفكار التي تتناقض مع معتقدات الناس، وتتعارض مع قيمهم التي يدينون لها بالولاء، فإنه بذلك يكون قد اعتدى على النظام العام للدولة بإثارة الفتنة والشكوك في نفوس الناس. وأي إنسان يعتدي على النظام العام للدولة في أي أمة من الأمم يتعرض للعقاب، وقد يصل الأمر في إلى حد تهمة الخيانة العظمى التي تعاقب عليها معظم الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط، ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية، أما إذا ارتد بينه وبين نفسه دون أن ينشر ذلك بين الناس ويثير الشكوك في نفوسهم فلا يستطيع أحد أن يتعرض له بسوء، فالله وحده هو المطلع على ما تخفي الصدور.
وقد لمس تسامح الإسلام مع عقيدة الآخرين نصارى تبوك وما حولها عندما توجه إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليرد الجيش البيزنطي في غزوة تبوك فتوافد زعماء قبائل النصارى يعلنون بإرادتهم تبعيتهم لحمى المسلمين هروباً من ظلم هرقل والدولة البيزنطية، ففرض عليهم الرسول صلى الله عليهم الجزية التي تعادل 5٪ من الجزية التي كانت فرضتها الإمبراطورية البيزنطية.
ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة مهاجراً من مكة عقداً يؤاخي فيه بين المهاجرين والأنصار ويؤمن فيه يهود يثرب على أموالهم وأولادهم والسماح لهم بإقامة شعائرهم الدينية على الوجه الذي يريدون، حتى عندما غدر به بنو قينقاع أخرجهم دون أن يأخذ صحفهم التوراتية، كذلك عندما قدم نصارى نجران إليه صلى الله عليه وسلم سمح لهم بأن يصلوا في المسجد مع أن صلاتهم فيها ما ينافي ما جاء به.
وهكذا فإن سماحة الإسلام واعترافه بحق الآخر شرع نزل به القرآن وجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما كان دخول عمرو بن العاص مصر قائدًا للمسلمين إنقاذًا للنصارى الأرثوذكس من النصارى الكاثوليك في زمن المقوقس الذي سام أقباط مصر سوء العذاب، حيث أبقى عمرو بن العاص الكنائس وترك للأقباط حرية مطلقة في ممارسة طقوسهم الدينية.
الاسلام دين رسولنا الكريم ……………وديننا العظيم
والدين المعاملة ……………
الله يهدينا جميعا ويثبتنا ويفهم كل انسان غير مسلم معنى دين الاسلام ……..
ويزيد عدد المسلمين بكل بقاع الارض
كل الشكر والاحترام الك اختي الكريمة للموضوع المميز جدا
والمضمون الهام
بارك الله فيكي وجزاكي الخير
يقييم
لقد طلب الإسلام من الإنسان قبل أن يختار العقيدة التي يأنس إليها وترغب فيها نفسه أن يكون ذلك راجعاً للتفكير الحر النابع من عقل يدرك حقائق الأمور، ونهى عن التقليد وأتباع الآباء لأن إعمال العقل في آيات الله الكونية التي تحيط به سوف يهديه لا محالة إلى أن هناك إله يحرك كل هذه الأشياء بنظام حقيقي.
من الاتهامات قولهم إن الإسلام لم يتح للمجتمعات والبلاد التي فتحها وانتشر فيها حرية الاعتقاد وإنما أجبرهم فقط على اعتناق الإسلام.
إن المؤكد أن الإسلام كفل حرية العقيدة لجميع الناس ومنح مخالفيه في العقيدة أسباب البقاء في المجتمعات الإسلامية حتى يومنا هذا، وكل منصف لا يسعه إلا أن يشهد بأن الحرية في الإسلام أصل عام يمتد ليشمل جميع مجالات الحياة، لأنها حرية متكاملة تشبع جميع حاجات النفس الجسدية والروحية، أما الحرية في الشرائع السماوية السابقة على الإسلام، فإن اليهودية والمسيحية كرسالتين من عند الله سبحانه وتعالى كلتيهما تشتركان في الدعوة إلى عبادة الله وترك عبادة الأفراد.
االاسلام دين سماحة ورحمة ولو انه كذلك لما انتشر في كل بقاع المعمورة.. وعلى أئمة ودعاة الامة أن يحرصوا في دعوتهم لغير المسلمين على بيان هذه الحقيقة وترجمتها الى فعل في التعامل مع الاخرين.. دعوا الناس تفهم وتتأكد بأننا أمة الرحمة والعقل والمنطق وليس امة التشدد والعنف والارهاب
الاسلام دين رسولنا الكريم ……………وديننا العظيم والدين المعاملة …………… الله يهدينا جميعا ويثبتنا ويفهم كل انسان غير مسلم معنى دين الاسلام …….. ويزيد عدد المسلمين بكل بقاع الارض كل الشكر والاحترام الك اختي الكريمة للموضوع المميز جدا والمضمون الهام بارك الله فيكي وجزاكي الخير يقييم |
اشكركي يااختي العزيزه على تقيمكي لهذا الموضوع وادخلنا وجميعا المسلمين والمسلمات الجنه وحشرنه مع خاتم الانبياء والمرسلين ان هو سميعن موجيب…
اشكركي يااختي العزيزه على تقيمكي لهذا الموضوع وادخلنا وجميعا المسلمين والمسلمات الجنه وحشرنه مع خاتم الانبياء والمرسلين ان هو سميعن موجيب…
|
اشكركي يااختي العزيزه الانفاس الصامته اتمنا من الله عز وجل ان يوفقكي ويحميكي …
تسلمين يااخت ميسون واتمنى لكي الموفقيه مشكوووووووووره ياورده