الحمدُ للهِ رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
محمد ابن عبد الله وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
قال الله تعالى :
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ آل عمران 110
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
إن بذرةَ الخيرِ التي يبذرها أحدُنا – بتوفيق من الله تعالى –
لا يدري أين ستضرب جذورها ولا أين سترقى فروعها
سيسعد برؤية أجرها يوم القيامة أضعافا مضاعفة
تُساءلنا أنفسنا .. أين نجد أرضا – للدعوة خصبة – نزرعها ونبذرها
ونجني خيرها بركة في الدنيا ونعيما في الآخرة
فنقول لها : أيتها النفس الفطِنة ..
سبل الخير كثير يسيرة .. لا ترى بالبصر بل بالبصيرة ..
( روضة السعداء )
مجلس من مجالس الخير جلساؤه بالآلاف ..
ورب َّكلمة كُتبت بقلم صادق .. وصاحبتها نية خالصة
هدى الله بها قلوباً .. وأيقظ بها غافلين
ظل أجرٌ كأجورهم يُهدى إليك تترا
فتنبهي حتى تغمرك السعادة ..
فقط ضعي قدمك وقلمك على أول الطريق ولا تدعي الفراغ يعبث بهمتك
ولا تكوني ممن أضاع الهدف والغاية التي خلقنا لها واستصغر من نفسه أقل البذل ..
أختاه ..
لا تحقري من المعروفِ شيئاً ..
فكلنا نستطيع ..
ولم أر في عيوب الناس عيبا ** كنقص القادرين على التمام
وهل حياة المؤمن فارغة ؟!
بالتأكيد لا ..
كل يوم يتفتق ذهنه عن غنيمة جديدة .. يلهمه الله بها
يطوعها في خدمة دينه وإخوانه المسلمين
ومن كانت له خطوات واضحة ليس كالتائه الذي يشعر أنه في دائرة مملة
يدور حول نفسه .. فلا اجتاز مرحلة .. ولا سما بالروح ..
يا غالية
إن لم نبحث عن السعادة .. فلن تأتينا أبدا
والعقل إن لم نحركه .. يأسن بالركود
والدعوة إلى الله فلاح وسعادة
فشاركينا ..
يكفي الدعاة سمواً وفلاحاً
أنهم المفلحون والسعداء في الدنيا والآخرة
قال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران :
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ آل عمران 104
ويكفينا من الوعد ذروته
روى مسلم وأصحاب السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
من دعا إلى هدىً ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ،لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
فإذا كان الأمر كذلك
فلننطلق في مضمار الدعوة إلى الله بإخلاص وصدق
لنحظى بالأجر ِوالمثوبة ِ.. والرفعةِ والكرامة .