أسرار الشفاء بالصلاة: ملف شامل
لقد فرض الله علينا الصلاة لتكون شفاء
لنا من أمراض هذا العصر وكل عصر، والعجيب أن كل حركة من حركات الصلاة هي
علاج لمرض نفسي أو جسدي….
مقدمة
لقد صحَّ عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة [رواه
أحمد]. كما أن النبي الكريم أكد في عدة مناسبات أن أحب الأعمال إلى الصلاة
على وقتها، وقال: (اعلموا أن خير
أعمالكم الصلاة) [رواه أحمد]. فما هي الأسرار العلمية والطبية
والنفسية الكامنة وراء هذه العبادة العظيمة التي هي عماد الدين؟
مواقيت
الصلاة
إن توقيت
الصلوات الخمسة بما يتوافق مع بزوغ الفجر وشروق الشمس وزوالها وغيابها
وغياب الشفق تتوافق مع العمليات الحيوية للجسم،مما يجعلها كالمنظم لحياة
الإنسان وعملياته الفيزيولوجية.
فعند أذان
الصبح والذي يعتبر بداية بزوغ الفجر يبـدأ إفـراز الكورتيزون في الجسم
بالازدياد كما يتلازم مع ارتفاع في ضغط دم الجسم مما يشعر الإنسان بالحيوية
والنشاط في هذا الوقت. وفي وقت الفجر تكون نسبة غاز الأكسجين مرتفعة في
الجو ونسبة مرتفعة من غاز الأوزون أيضاً والذي ينشط الدورة الدموية والجهاز
العصبي والعضلي.
أما عند صلاة
العشاء فيفرز الجسم مادة الميلاتوئين التي تؤدي إلى استرخاء الجسم وتهيئته
للنوم، وفي هذا الوقت تأتي صلاة العشاء ليختم بها المؤمن صلواته اليومية
ويخلد بعدها للنوم.
من الكشوفات
الحديثة عن أسرار الصلاة أنها وقاية من مرض الدوالي بسبب الحركات التي
يؤديها المؤمن في صلاته من ركوع وسجود والتي تجدد نشاط الدورة الدموية
وتعيد تنظيم ضغط الدم في كافة أجزاء الجسم.
الإيمان والصلاة لعلاج آلام
المفاصل والظهر
في دراسة
علمية جديدة توصل العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أداء فريضة
الصلاة في الإسلام يعتبر طريقة مفيدة لتخفيف آلام المفاصل والظهر, لما
تتضمنها من وقوف وركوع وسجود.
وأوضحوا أن
أداء الصلاة خمس مرات يومياً يساعد في تليين المفاصل وتخفيف تصلبها عند
الكثير من المصابين بالأمراض الروماتيزمية, وهي تفيد من يعانون من تيبس
العمود الفقري بشكل خاص.
وأظهرت
الدراسات التي أجريت في مؤسسة البحوث الإسلامية الأميركية أن الاستقرار
النفسي الناتج عن الصلاة ينعكس بدوره على جهاز المناعة في الجسم مما يسرع
التماثل للشفاء, وخصوصا في بعض أمراض المناعة الذاتية المتسببة عن مهاجمة
مناعة الجسم لأنسجته مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والذئبة الحمراء.
الصلاة
تنشط جهاز المناعة
بينت الدراسة
أن معدلات الشفاء من المرض تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء
الصلاة حيث يغمر قلوبهم الإيمان والتفاؤل والراحة النفسية والروحية
والطمأنينة، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم.
ويرى العلماء
أن الصلاة وحركاتها تمثل علاجا طبيعيا لحالات الشيخوخة التي يصاب فيها
البعض بتآكل الغضاريف وتيبس المفاصل والذين يعتمد علاجهم بشكل رئيس على
الرياضة.
المؤمنون
أقدر على مقاومة الآلام المزمنة
وفي دراسة
غير إسلامية، قال باحثون أميركيون إن التدين والالتزام بتعاليم الدين من
شأنه تخفيف الشعور بالآلام المزمنة، وخاصة تلك الناجمة عن التهاب المفاصل،
وأثبتت الدراسة أن المرضى المتدينين أقدر من غير المتدينين على التعامل مع
الآلام وتقليلها بتنشيط إحساسهم بأنهم بصحة جيدة.
ووجدت
الدراسة أن المرضى الراغبين بالتقرب إلى الله يتمتعون عادة
بمزاج جيد، وتكون حالتهم أفضل من حالة نظرائهم غير الملتزمين، كما أن هؤلاء
يحصلون على دعم المجتمع في مواجهة معاناتهم.
الصلاة
تساعد على تحمل الألم!
يقول الدكتور
"فرانسيس جي" المشرف على فريق البحث إن الفريق لاحظ أن الأشخاص القادرين
على السيطرة والتخفيف من آلامهم بواسطة الدين والإيمان تقلّ لديهم آلام
المفاصل وتكون حالتهم النفسية أكثر استقراراً، ويلقون دعماً أعلى من
المجتمع.
ماذا
أمرنا الإسلام؟
يدعي
الملحدون أن الدين هو تقييد للحرية والخضوع لعبادات وطقوس لا تفيد شيئاً،
والحمد لله، فإن الدراسات الغربية تظهر يوماً بعد يوم أهمية الإيمان بالله
تعالى وأهمية الصلاة الإسلامية! ونقول: إذا كان الإيمان غير ضروري للإنسان
فلماذا ينادي به علماء الطب؟ وإذا كانت الصلاة لا فائدة منها فلماذا تظهر
هذه الفوائد الطبية العجيبة؟
ولذلك فإن
الإسلام وضع لنا أهم ركنين وهما: شهادة ألا إله إلا الله وإقام الصلاة،
وهذا ما يجعل المسلم أكثر صحة وقدرة على مقاومة الأمراض وأكثر سعادة وراحة
في الدنيا، ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ
آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ
الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
إذاً المؤمن
الحقيقي الذي يلتزم بأوامر الله تعالى (وكلها مفيدة له) فإنه يعيش حياة
مطمئنة، على عكس الملحد الذي غالباً ما يعاني من الاكتئاب والاضطرابات
النفسية. وهذا ما أخبر عنه الحق جل وعلا بقوله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
الصلاة
تقوي عضلات الجسم
إن الصلاة
تعتبر من أفضل أنواع الرياضات لأنها تلازم المؤمن طيلة حياته وبنظام شديد
الدقة. وبالتالي يتجنب الكثير من الأمراض مثل ترقق العظام والناتج عن قلة
الحركة. وتقوس العمود الفقري، وقد ثبت أن المحافظة على الصلوات تعيد للجسم
حيويته وتنظم عمليات الجسم الداخلية.
إن الركوع
والسجود في الصلاة يقويان عضلات البطن والساقين والفخذين. كما تزيد حركات
الصلاة من نشاط الأمعاء فتقي من الإمساك. كذلك الركوع والسجود يؤديان إلى
تقليل ضغط الدم على الدماغ ليسمح بعودة تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم.
الصلاة
تفيد الأم الحامل
كما أن
المرأة الحامل تستفيد من حركات الصلاة في تنشيط حركة عضلاتها ودورتها
الدموية وتخفيف الضغط والثقل الذي يسببه الجنين على القدمين من خلال
السجود.
كما أن حركات
الصلاة تعتبر بمثابة تمارين رياضية للحامل وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة من
الحمل، وهذه الرياضة مهمة لتيسير الولادة الطبيعية.
الصلاة
تساعد على الاستقرار النفسي
هنالك آثار
نفسية عظيمة للصلاة، فعندما يتم المؤمن خشوع الصلاة فإن ذلك يساعده على
التأمل والتركيز والذي هو أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبي. كذلك
الصلاة علاج ناجع للغضب والتسرع والتهور فهي تعلم الإنسان كيف يكون هادئاً
وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجل وتعلمه الصبر والتواضع. هذه الأشياء تؤثر بشكل
جيد على الجملة العصبية وعلى عمل القلب وتنظيم ضرباته وتدفق الدم خلاله.
إن
الصلاة هي صلة العبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدي الله تعالى يحس
بعظمة الخالق تعالى ويحسُّ بصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم. هذا
الإحساس يساعد المؤمن على إزالة كل ما ترسب في باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف
وانفعالات نفسية لأنها تزول جميعاً بمجرد أن يتذكر المؤمن أنه يقف بين يدي
الله وأن الله معه ولن يتركه أبداً ما دام مخلصاً في عبادته لله عز وجل.
لذلك وبسبب
الأهمية البالغة لهذه الفريضة، جاء التأكيد على أنه لا يجوز للمؤمن أن
يتركها مهما كان السبب فيجوز له أن يصلي قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن
لم يستطع فعلى جنبه حسب ما تسمح به الحالة الصحية له.
وحتى عندما
يكون المؤمن على فراش الموت فلا يجوز له أن يترك الصلاة، بل هل هنالك أجمل
من أن يختم المؤمن أعماله في هذه الدنيا بركعات يتصل بها مع الله تعالى؟ بل
إن أول صفة للمتقين في القرآن هي الإيمان بالغيب ثم الصلاة، يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ
هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 2-3].
واستمعوا معي
لهذا النداء الإلهي الرائع: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153]. فالصبر إذا امتزج مع
الصلاة كانا شفاء قوياً لأي مرض، وبخاصة إذا أقام المؤمن الصلاة بخشوع تام
ولم يفكر بشيء من أمور الدنيا بل كان همه أن يرضي الله تعالى.
الصلاة
برمجة للدماغ
عندما يقف
الإنسان بين يدي الله في صلاته متوجهاً بقلبه إلى خالقه وهو يتخيل الجنة
والنار وأحداث يوم القيامة وما يتلوه من معاني، ويتدبر الآيات التي يقرأها
وإذا مرَّ بآية دعاء كررها، فإن هذه الصلاة ليست مجرد عبادة بل هي شفاء
بحق. لأن الدماغ سوف يتلقى كمية كبيرة من المعلومات والأوامر القرآنية من
خلال تلاوة القرآن أثناء الصلاة، وهذه الأوامر ستكون بمثابة إعادة شحن
وبرمجة وإصلاح وتأهيل لما تعطل من خلايا!
دمتي بخير