أنهى أحمد لبسه الجديد وهم بالخروج ليزورهم ابن عمه ويلتقي به على الباب .. فأخبره بأن تسريحة شعره غير مناسبة…
عاد أحمد ونظر في المرآة ورغم إعجابه بشعره لكنه قرر تغييرها ليرضي ابن عمه ويضمن عدم وجود شيء خاطىء يفسد عليه اليوم المهم…
وصل أحمد العمل … وهناك تحدث مع الزملاء وجرب أمامهم العرض التقديمي الذي سيلقيه…
في التجربة الأولى كان رائعاً جداً بتلقائيته وحركته التي لم تكن فيها شيء من التخطيط وإنما صادرة من الذات الواثقة …
انتقده بعض الزملاء …
طلبوا منه تغيير نبرة صوته قليلاً…
طلبوا منه تغيير حركات يده….
أطاعهم جميعهم ….
وصل وقت المؤتمر … خرج وألقى العرض التقديمي…
عاد للبيت ومعه تسجيلاً لعرضه ليشاهده ويفتخر به …
فتح كومبيوتره .. بدأ بمشاهدة العرض الخاص به …
جلس بجانبه أخوه الصغير ليشاهد أيضاً…
فسأله أخوه بتلقائية : " من هذا الرجل الذي يتكلم؟"…
صمت أحمد كثيراً… هو خرج بجسده لكنه لم يكن هو من يتكلم … بل مزيج من أراء الناس!!
عرف أحمد أنه لم يعد أحمد ومن حق أخيه الصغير أن لا يعرفه!…أنت مجموعة من الأشياء الصغيرة فلا تحاول إرضاء الناس بكل هذه الأشياء لأنك ستصبح شخصاً أخر ، فمن لم يعجبه شعرك سيعجبه عيناك … ومن لم تعجبه نبرة صوتك ستعجبه فكرتك …لا تغير ما دمت مقتنعا بما أنت عليه!
من أجمل الحكم حول هذا الأمر : " إذا أردت أن تكون أصيلا فحاول أن تكون نفسك، لأن الله لم يخلق شخصين متماثلين تماما."
منقول