تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ارتبـاط السلـوك بالعقيــدة .

ارتبـاط السلـوك بالعقيــدة . 2024.

ارتبـاط السلـوك بالعقيــدة …

ارتبــاط السلــوك بالعقيـــــدة …

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

في الإســــلام يرتبــط السلــوك ارتباطــا وثيقــا بالعقيــــدة .
ذلك أن مقتضى العقيدة هو الالتزام بما أنزل الله .
وما أنزل الله يشمل الحياة كلها بجميع جوانبها ، وكل شيء في حياة الإنسان داخل بالضرورة في أحد الأبواب الخمسة التي تشملها الشريعة ،
فهو إما حرام وإما حلال وإما مباح وإما مستحب وإما مكروه . ومن ثم ينطبق قوله تعالى الذي أشرنا إليه آنفا ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ) ،…

ينطبق على واقع الحياة كله . وكل مخالفة لما أنزل الله هي نقص في الإيمان . فالإيمان يزيد وينقص .
يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، وقد ينتقض انتقاضا كاملا من أصوله إذا أتى الإنسان أعمالا معينة ، يعرفها الفقهاء لا مجال هنا للخوض فيها ،
إنما نثبت فقط هذه الحقيقة وهي أن قول المرجئة :
– إن كفر العمل – على إطلاقه – لا يخرج من الملة . غير صحيح !
– فالسجود إلى الصنم عمل وهو مخرج من الملة ،
– وسب الرسول صلى الله عليه وسلم عمل ، وهو مخرج من الملة ،
– وإهانة المصحف عمل ، وهو مخرج من الملة ،
– والتشريع بغير ما أنزل الله عمل ، وهو مخرج من الملة ،
– وموالاة الأعداء ومناصرتهم على المسلمين عمل ، وهو مخرج من الملة .

ونعود إلى أصل القضية ، وهي ارتباط السلوك بالعقيدة في الإسلام ، بحيث لا يند عنها عمل واحد يأتيه الإنسان بوعيه وإرادته :
" حتى اللقمة التي ترفعها إلى في زوجتك كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحتى ما يبدو أحيانا أنه عمل أرضي بحت . يقول عليه الصلاة والسلام : " وإن في يضع أحدكم لأجرا . قالوا : إن إحدنا ليأتي زوجه شهوة منه ثم يكون له عليها أجر ؟ قال : أرأيت لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فإذ وضعها في حلال فله عليها أجر " .

ومن ثم يكون المؤمن الحق على ذكر دائم لربه في كل لحظة من لحظات وعيه :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) .
أي في جميع أحوالهم ..
وليس معنى ذلك أن المؤمن الحق لا يسهو ولا ينسى ولا يخطئ ..
فكل بني آدم خطاء كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن المؤمن حين يسهو أو ينسى أو يخطئ لا يلج في الغواية ، إنما يعود فيذكر ربه ويستغفر :
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .

فالاستغفار سلوك متصل بالعقيدة يمحو الله به السيئات ..
وهكذا يكون المؤمن – فـي جميع أحواله – في دائرة العقيدة ، بفكره ومشاعره وسلوكه .
وخلاصة القول أن المعاصي نقص في الإيمان ، وإن كان صاحبها لا يخرج من الملة إلا إذا استحلها ، وإذا كانت معصيته من النوع الذي يخرج صاحبه من الملة .

وفي مسيرة الأمة الإسلامية تكاثرت – مع مضي الزمن – المعاصي الدالة على نقص الإيمان ( والمزيلة للإيمان في بعض الأحيان ) وإن كان خط السير كان دائم التذبذب بين الصعود والهبوط . ولكنه في القرنين الآخرين وصل إلى حضيض لم يصل إليه قط من قبل .

والهبوط وكثرة المعاصي ليس أمرا من لوازم الحياة البشرية التي لا فكاك منها ..
فلئن كان التفلت من التكاليف والميل مع الشهوات نقطة ضعف في الكيان البشري ، فقد وضع الله لها علاجا شافيا في منهجه الرباني ، حيث قال سبحانه :
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) .
والتذكير ليس كله وعظا كما ظنت الأمة في فترتها الأخيرة ! إنما الوعظ – على ضرورته – دواء مكتوب عليه " لا تتجاوز المقدار " !!
يقول الصحابة رضوان الله عليهم :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة ( أي بين الحين والحين ) مخافة السآمة !
إنما التذكير يكون بالقدوة الحسنة مع الموعظة .. وقبل الموعظة .. وبعد الموعظة !
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) .
والذي حدث في تاريخ الأمة أن التذكير بالقدوة الحسنة قد قلت نسبته – وإن بقي الوعظ – فتكاثرت المعاصي وحدثت أمراض كثيرة في السلوك .

___ يــتـبــــــــــــــــــــع ___

ومهمتنا هنا على أي حال هي تسجيل أمراض السلوك كما سجلنا من قبل أمراض العقيدة ،
ولكن كان لا بد من الإشارة التي أشرناها إلى ارتباط السلوك بالعقيدة في الإسلام ، لأن الفصل بين الأمرين هو من الأمراض التي أصابت الأمة على يد الفكر الإرجائي ، الذي سبقت الإشارة إليه في أمراض العقيدة !
وقائمة أمراض السلوك قد تطول !

ولكنا هنا نكتفي بذكر أبرزها :
(1) خلف المواعيد والاستهانة بالوعد كأنه غير ملزم لصاحبه ، إنما هو مجرد كلمة يطلقها في الفضاء !

(2) الكذب .. وفي كثير من الأحيان بغير موجب للكذب !

(3) الغيبة والنميمة .

(4) الالتواء في التعامل مع الآخرين ، وتجنب الاستقامة ، واعتبار ذلك من البراعة !

(5) عدم الأمانة في العمل : في الصغير والكبير ، الغني والفقير ، " العظيم " والحقير .. إلا من رحم ربك .

(6) عدم احترام الوقت .. والتفنن في تضييعه و " قتله " بشتى الطرق ، وأهونها الفراغ الطويل الذي لا يمل منه صاحبه ، ولا يشعر فيه أنه قد أضاع شيئا ثمينا كان يجب أن يحرص عليه .

(7) ضعف الهمة للعمل وعدم الرغبة في بذل الجهد .. إلا كرها !

(8) عدم الرغبة في الإتقان .. وقضاء الأمور في أقرب صورة " لسد الخانة " .. وحتى هذه فلا يقوم بها صاحبها إلا مخافة اللوم أو التقريع أو العقاب !

(9) الغش ، وعدم التحرج من إتيانه كأنه حق من الحقوق المشروعة !

(10) الاستهانة بمسئولية الإنسان عن عمله ، وعدم الشعور بالتأثم من الخطأ أو الإهمال إو إضاعة حقوق الناس أو مصالحهم أو أموالهم أو راحتهم أو أمنهم .

(11) إهدار " المصلحة العامة " ، وعدم الإحساس بالمسئولية تجاهها . ليس فقط بسبب انصراف كل إنسان إلى مصلحته الخاصة ، دون نظر إلى ما يقع منه من تجاوزات في سبيل الحصول عليها ، ولكن لانعدام الحس بوجود شيء مشترك يقوم كل إنسان من جانبه برعايته والحرص عليه ، وتظهر نماذج من ذلك في إتلاف الصنابير العامة وترك الماء يسيل منها بلا حساب ، وتقطيع الأشجار العامة ، وإتلاف نباتات الحدائق ، وإلقاء القمامة في الطرقات العامة ، وتحويل أي مساحة خالية إلى مباءة لإلقاء القاذورات ، أو ما هو أسوأ من ذلك مما يبعث الروائح الكريهة فيها !

(12) الملق لأصحاب السلطة ، بمناسبة وبغير مناسبة !

(13) الرياء في أداء الأعمال ، الذي يحولها إلى أعمال مظهرية لا يقصد بها مضمونها الحقيقي ، سواء كان العمل مشروعا عاما يقصد به الدعاية المظهرية أو عملا خاصا لإرضاء الآخرين ونيل ثنائهم دون إيمان حقيقي به !

(14-16) الثلاثي الرهيب الذي يمثل طابعا عاما للأمة ، ويفسد عليها كثيرا من شئونها :
– الفوضوية التي تكره النظام ،
– والعقوبة التي تكره التخطيط ،
– وقصر النَفَس ، الذي يشتعل بسرعة وينطفئ بسرعة ، والذي يتسبب في فشل كثير من المشروعات بعد التحمس لها في مبدأ الأمر ،
إما بسبب الفوضى في الأداء ، أو الارتجال الذي يضيِّع الجهد بلا ثمرة ، أو انطفاء الحماسة وفقدان الرغبة في المتابعة .. أو بسببها جميعا في وقت واحد !

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

[/B]

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

موضوع قيمـ يقيمـ بالنجوم
بارك الله فيك ونفع بك

خليجيةخليجية

خليجيةخليجية
جميــل ذلكـ الطرح
ورآئع ذلكـ الآآنتقآآء
بآرك الله فيك
وجزآك الفردوس الأعلى
أمتعتي نآظري بطرحك
تحيتي وودي لك
الف شكر حبيبتي

دمتي بخير

جزاكـ الله خير الجزاء

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شَقَــ♥ηά∂ô♥ــاؤهـَـ خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

سلمت من كل مكروووه اختي
شكرآآآآ عالمرور والتواجد وطيب ردك بصفحتي
منوووورة موضوعي
يعطيك الف عافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.