لا شك أن للعب دور مهم في حياة الطفل، فبالإضافة إلى كونه وسيلة من وسائل الترفيه فهو أيضا يعد وسيلة تعليمية في حال أحسن الوالدين اختيار نوع اللعبة وملاءمتها لسن الطفل. كما أنه قد يدخل في نطاق العلاج النفسي أو السلوكي حيث يلجأ العديد من الأخصائيين النفسيين إلى ملاحظة سلوك الطفل أثناء اللعب, وكذلك استخدام اللعب في العلاج النفسي كأحد طرق العلاج أو حل المشاكل.. لكن متى يستشعر الوالدان أن تلك العلاقة بين الطفل ودميته غير طبيعية؟!
وهل لنوعية العلاقة بين الطفل ولعبته (مهما كان نوع اللعبة) دلالات نفسية قد تكشف لنا شيئا عن شخصية الطفل أو المشكلات التي قد يعاني منها الطفل؟ وبماذا نفسر تعلق الطفل بلعبته (قد تكون دمية, دبدوب أو أي حيوان آخر) حيث لا ينام إلا عندما تكون بين أحضانه وهل يعتبر ذلك أمرا طبيعيا أم أن هناك ما يدعو للقلق؟!!.
للإجابة على هذه التساؤلات التقت "أوج" الأستاذة هناء الصقير الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود(قسم علم النفس):
ثمة علاقة بين الطفل ودميته لكن متى تستشعر الأم أن تلك العلاقة غير طبيعية؟!
مما لا شك فيه أن اللعب يعد حاجة أساسية من حاجات النمو لدى الأطفال، فعندما يلعب الطفل يلهو, يتعلم وينمو. كما أن للعب وظائف متنوعة للطفل فقد يؤدي اللعب إلى تصريف الطاقة الزائدة أو تجديدها وقد تكون مرحله تهيئ الطفل لمراحل قادمة وتدريبه على الأدوار الحياتية المستقبلية..
وقد يتخذ الطفل لنفسه دمية يلعب بها أو معها ويقضي معظم وقته باللعب بها, وهنا تتكون علاقة بين الطفل ودميته.. ولكي نحدد متى تكون العلاقة طبيعية أو غير طبيعية لابد من النظر إلى عدة مؤشرات..
متى يلعب الطفل مع دميته؟ وكم الوقت الذي من المفترض أن يستغرقه الطفل للعب بها؟!
وللإجابة على تلك الأسئلة لابد من ملاحظة الطفل ملاحظة دقيقة للتعرف على نوع العلاقة بين الطفل ودميته ومحاولة معرفة الإجابة على بعض التساؤلات:
لماذا يلعب الطفل بتلك الدمية وماذا يحقق له اللعب بها على المستوى النفسي والعاطفي والاجتماعي والعقلي.. فالطفل يلعب للاستمتاع وهنا يدخل في عالم من المرح والبهجة ويمارس مع الدمية أدوارا مختلفة، قد تكون الطفلة تمارس أمومة مع دميتها وهنا يكون اللعب أو العلاقة بالدمية علاقة إيجابية محققة للنمو على مستوى الفهم والإدراك والمشاعر وتعلم الأدوار..
وفي بعض الحالات قد ينسحب الطفل إلى عالم من الخيال ويستغرق في لعبه بالدمية ويحلق في أجوائه وهنا ينسحب من واقعه, يلهو, يستمتع وينغمس في دائرته وذاته. وهنا قد يتأثر نموه الاجتماعي إذا أخذ هذا اللعب الخيالي حيزا أكبر من الطبيعي..
وفي حالات أخرى قد يلعب الطفل بالدمية ويتعلق بها هربا من واقع مؤلم سواء تلك الضغوط التي يواجهها في البيت أو في المدرسة وهو بطريقته يلهو مع الدمية لتخفيف الضغوط وتصريف شحنات الغضب أو الإحباط..
وقد يمارس الطفل العنف مع دميته وهذا بالتأكيد ما هو إلا انعكاس لغضب داخلي ومخرج لطاقات سلبية لديه، وهو دليل على أن هناك من يمارس العنف على هذا الطفل أو أمامه..
الدمية تكشف الشخصية
هل لنوعية العلاقة بين الطفل ولعبته (مهما كان نوع اللعبة) دلالات نفسية قد تكشف لنا شيئا عن شخصية الطفل أو المشكلات التي قد يعاني منها الطفل؟
نعم قد تكون لنوعية الدمية والعلاقة بها دلالات نفسية تكشف شخصية الطفل أو معاناته وعليه يلجأ العديد من الأخصائيين النفسيين إلى ملاحظة سلوك الطفل أثناء اللعب, وكذلك استخدام اللعب في العلاج النفسي كأحد طرق العلاج أو حل مشاكله..
بماذا تفسرين تعلق الطفل بلعبته (قد تكون دمية, دبدوب أو أي حيوان آخر) حيث لا ينام إلا عندما تكون بين أحضانه وهل يعتبر ذلك أمرا طبيعيا أم أن هناك ما يدعو للقلق؟
عندما يتعلق الطفل بلعبة أو دمية وخاصة عند النوم, يكون ذلك التعلق مرتبطا بشخصية الطفل فقد يقلد الطفل لآخرين في تعلقهم, وقد يشعر الطفل بخصوصية وشخصية منفردة عندما يكون له شخصية مميزة منفردة في تعلقه بها.. وهنا يحقق له هذا التعلق نموا اجتماعيا..
أما الحالات التي يكون التعلق بدمية محققا لحاجات نفسية ومشبعا لحرمان أو محققا للأمان فهي حالات قد تكون عابرة، وقد يحدث أن تستمر مع الطفل إلى مراحل حياته الأخرى تبعا لاستمرار ذلك الحرمان محققا للتوازن النفسي من خلال هذا التعلق…
لذلك فالعلاقة بين الطفل ودميته لا يمكن اعتبارها غير طبيعية إلا إذا أثرت على العلاقات الأخرى في الأسرة أو أخذت حيزا أكبر من الحيز الطبيعي في حياة الطفل وتفكيره وسلوكه.
موضوع بغاية الأهمية