احذرى يا أختاه!!
*هل تحبين اللهَ، وتحبين أن يرحمَك؟ بالطبع: ليس هناك مسلمة لا تحب أن يرحمَها اللهُ.
*قال ابن مسعود (لعن اللهُ الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيراتِ خلقَ اللهِ)
البخارى(4886)، مسلم(2125).
قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لعن اللهُ الواصلة والمستوصلة))
البخارى(5941)، مسلم(2122).
اللعن: الطرد من رحمة اللهِ، كما قال ابن منظور. الرموش الصناعية محرمة؛ لأنها كالوصل، كما قال ابن جبرين. قال ابن عثيمين (الباروكة محرمة داخلة فى الوصل، لكنه أجازها للمرأة القرعاء، فقط أمام الزوج والمحارم). المحارم ( كل رجل يحرم عليه الزواج بالمرأة: كالأب، الابن، الأخ، العم، الخال، ابن الأخ، ابن الأخت، الجد، الحفيد، والد الزوج، ابن الزوج، أخ الرضاعة). الوشم: جرح جزء من البدن ليسيلَ الدمُ فيُحشَى كحلا ونحوه فيخضر، ومنه رسم حسنة على الوجه، ويسمى: التاتو، ويُزال بالليزر فلا يترك أثرا ولتراجع الطبيب. قال النووى (هو حرامٌ على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له، وقد يُفعل بالبنت وهى طفلة: فتأثم الفاعلة ولا تأثم البنت لعدم تكليفها حينئذ… المتفلجات: تبرد بين أسنانها… وهو حرامٌ على الفاعلة والمفعول بها لهذه الأحاديث… المتفلجات للحسن إشارة لأن الحرام المفعول للحسن، فإن احتاجت له لعلاج أو عيب فى السن ونحوه فلا بأس واللهُ أعلم). قال ابن الأثير (النمص: ترقيق الحواجب لتحسينها، النامصة: تصنعه بالمرأة، المتنمصة: تأمر من يفعله بها).
*تقولين: أتنمص؛ لأنى صرت شابة ناضجة! هل النضج: تقربك من الرحمن رجاء رحمته؟ أم: أن تثبتى لإبليسَ أنك لعبة بيده! قال عز وجل حكاية عنه
(وَلَأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) النساء(119).
*تقولين: أتنمص؛ لأكونَ جميلة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن اللهَ جميل يحب الجمال)) مسلم(91).
معناه: كل ما خلقه اللهُ فهو جميل؛ فمن رضى باللهِ وقضائه: رضى اللهُ عنه، فيصبح أسعد إنسان، وإن استهزِأ بك فاصبرى؛ قال عز وجل (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين) آل عمران(146). واعلمى: أن اللهَ ما خلق شيئا إلا بحكمة.
*تقولين: بعض العلماء قالوا: النمص: حلق كل الحواجب لا الزوائد.
هذه فتوى من يفتون بأهوائهم! غير مستندين: لآية أو حديث صحيح. قال عز وجل (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) المؤمنون(71). فأعلم الأمة (الصحابة) لم يقبلوه على زوجاتهم، قال ابن مسعود (لو كانت كذلك ما جامعتُها)
البخارى(4886)، مسلم(2125).
سيطلقها ابن مسعود: إن تنمصت أو وشمت أو وصلت أو فلجت! قال ابن جبرين (سواء أكان النمصُ بالنتف أو الحلق أو بقص شىء منها كل ذلك داخل فى هذا الوعيد).
*تقولين: أتنمص لأتزوج. والله إن تركتيه: لتُرزقين زوجا ما حلمت به؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنك لن تَدَعَ شيئا اتقاء اللهِ تبارك وتعالى، إلا آتاك اللهُ خيرا منه))
أحمد(5/78)، (5/79) وصححه الأرنؤوط.
*تقولين: سأتنمص قبل زفافى. إن اللهَ عز وجل قادر على أن يجملَك فى عين زوجك: إن تركتيه؛ طاعة للهِ ورسوله، وهو عز وجل قادر على أن يقبحَك فى عينِه: إن عصيت، وتنمصت!!
*تقولين: هل يطرد اللهُ معظم المسلمات(ويطرد حتى المنقبات) لتنمصِهن، فاللهُ رحيم! لا يجوز النمص حتى لو تنقبت. وتذكرى: قال عز وجل (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُون) الزخرف(39).
*تقولين:لا ذنب على؛ لأنى من القواعد (العجائز) من النساء. قال عز وجل (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ الَّلاتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَة) النور(60).
وصفهن اللهُ بوصفين لا ترغب فى الزواج ولا تتبرج بزينة، والنمص أقبح زينة؛ لأنه تغيير لخلق اللهِ!
*تقولين: أتنمص فلا أشابه الرجال. خاطب النبى صلى الله عليه وسلم النساء؛ لميلهن له غالبا، فقال: المتنمصات، ولم يقل: المتنمصين؛ فلو فعله الرجال لكان أشدَّ حرمة من باب أولى، واستحقوا لعنا أشد! ويجوز للمرأة نتف ما نبت على الشارب وسائر الوجه عدا الحاجبين، وإذا كان الحاجب يمنع الرؤية، فهى الحالة الوحيدة التى يجوز فيها النمص، فقط بالقدر الذى يجعلك تبصرين بسهولة، كما قال ابن عثيمين، ولا تجاوزى ذلك!
*تقولين: يتنمص بعضُ الرجال، فلِمَ لا أتنمص؟ هم ذكور وليسوا رجالا! فالرجولة ليست شكلا فقط، بل: امتثال أمر اللهِ ورسوله. ومن تنمص طرد مرتين: مرة لتنمصه، ومرة لتشبهه بالنساء!!
*تقولين: أتنمص طاعة لزوجى فلا يتزوج على. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا طاعة فى معصية اللهِ؛ إنما الطاعة فى المعروف))
البخارى(7257)، مسلم(1840).
ذكريه: أتسعد إن شوه زيت الطبخ وجهى! أتخاف على من نار الدنيا ولا تخاف جهنم! فلن يحفظه لك إلا تقوى اللهِ. قال عز وجل (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)الطلاق(4). فستملكين قلبَه: بالتضرع للهِ ثم بطيب كلامك وعطرك الفواح فى بيتِك فقط؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن خروج المرأة متعطرة.
*تقولين: هل حُلت مشاكلنا، ولم يبقَ إلا النمص؟ وهل بتركه سنسُودُ العالم؟ هذا أمر تافه! نعم لن نتقدمَ: إلا بطاعة الله ورسوله. قال عمر بن الخطاب (إنا كنا أذلَّ قوم، فأعزنا اللهُ بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا اللهُ به: أذلنا الله!) الصحيحة للألبانى(1/118). فلابد: أن نأخذ الإسلام ككل؛ قال عز وجل (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)
البقرة(85).
وهل ما يجلبُ الطردَ من رحمته عز وجل: يعد تافها! قال عز وجل (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) النور(15).
*تقولين: لن أطردَ من رحمة اللهِ للنمص؛ فنيتى سليمة! لن ينفعَك: ادعاء الإيمان، إن لم تطيعى اللهَ ورسوله، بل ستعيشين فى ضنك؛ فالعز فى طاعة اللهِ، والذل فى معصية اللهِ!
*تقولين: سأستبدله بالتشقير. التشقير3 أنواع. الأول: صبغ كل الحاجب: بلون الشعر المصبوغ، فيجوز شرط: عدم تقليد الكافرات، أو الضرر بالجسم أو الشعر. الثانى: صبغ أعلى وأسفل الحاجب: بلون كلون الجلد، فيظهر دقيقا! الثالث: صبغ كل الحاجب: كلون الجلد؛ ليرسمَ عليه حاجبا دقيقا! قالت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية (تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة: لايجوز؛ لِمَا فى ذلك من تغيير خلق اللهِ سبحانه، ولمشابهته للنمص المحرم شرعا؛ حيث إنه فى معناه، ويزداد الأمر حرمة إذا كان ذلك الفعل تقليدا وتشبها بالكفار، أو كان فى استعماله ضرر على الجسم أو الشعر؛ لقول اللهِ تعالى (وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وقوله صلى الله عليه وسلم ((لا ضرر ولا ضِرار)))
الفتوى(21778).
ولتحذر الكوافيرة أن تفعلَ بالنساء: نمصا، فلجا، وشما، وصلا، نزع الشعر من أماكن العورة المغلظة، فتكشف العورات! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يدخل الجنة لحم نبت من سُحْت)) صحيح الترغيب(1728).
فتتحمل: ِوزرَ طردها من رحمته عز وجل! ووزر كل امرأة زينتها! ووزر كل رجل رآها! ووزر كل رجل فتن بها فوقع فى الفاحشة! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ومن سَن فى الإسلام سُنة سيئة: كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقصَ من أوزارهم شىء))
مسلم(1017).
*تقولين: أتنمص؛ لقتل الفراغ! ابحثى عن الرفقة الصالحة؛ لتعينك على: حفظ القرآن وشغل الفراغ بالنافع فى الدنيا والآخرة، وباب التوبة مفتوح؛ قال عز وجل ( قُلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
الزمر(53).
راجعها وأقرها
فضيلة الشيخ/ مصطفى العدوى (حفظه الله)