تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إلى كل فتاة أحبت شاب إقرأي كلماتي -اسلاميات

إلى كل فتاة أحبت شاب إقرأي كلماتي -اسلاميات 2024.

إلى كل فتاة أحبت شاب.. إقرأي كلماتي..

هذا الموضوع.. لكل فتاة إقتحمت عالم العلاقات الغير شرعية.. سواء كانت غارقة فيه.. أو لا زالت تخطو خطواتها الأولى.. أو.. تصارع من أجل الخروج.. والتوبة..

ما تحرك بناني ليخط هذه الأسطر التي ترين.. إلا لعلمي بما تعانين..
نعم.. فقد عانيت مثلك كثيراً.. و قد اعتصر الألم قلبي.. حتى شعرت أنه لم يعد هنالك متسع للمزيد من الألم!
أتعلمين.. ما معنى أن يطفح الكيل؟ هذا ما حدث لي بالضبط.. بدون مبالغة أو تجاوز..
أخيتي.. أنا لا أريدك أن تقرئي تفاصيل قصتي.. فهي كئيبة.. جداً.. لا أريد أن أضيق صدرك..
أعلم أن صدرك بما فيه الآن ضائق و ممتلئ بالحزن عن آخره.. و لا يحتمل المزيد ..
أنا هنا.. لأشد على يديك.. و أقول لك.. صدقيني حبيبتي .. لست الوحيدة.. حولك الكثيرات..
أنا هنا.. لأبث لك حديثاً كتمته عن أعز الناس على قلبي.. أهلي .. أمي .. أبي .. أخواتي..
أنا هنا.. لأمسك بيدك.. و تمسكي بيدي.. لنخرج سوياً.. من مستنقع ألقينا بأنفسنا فيه.. عمداً.. أو خطأً..
أرجوك.. حبيبتي .. إفتحي لي قلبك..كما سأفتح قلبي.. لك..
هذه الكلمات .. و رب الكعبة.. أكتبها..و كأنني أقتطعها أوصالاً من قلبي .. أكتبها .. بماء عيني.. و دمي.. و أنفاسي.. و نبضي..
لكل فتاة ارتضت الإسلام ديناً لها.. و النبي رسولاً لها.. و الله.. الرحمن الرحيم رباً لها..
حتى أنت يا من سلمك المولى من هذه المداخل.. إقرئي.. لتتخذي من هذه النصائح.. عدة مستقبلية.. و درعاً تحتمين به من هجمات الشيطان.. و إغراءات النفس..
قد لا تسعين للفتنة بقدميك.. بل هي .. التي تلقي بنفسها أمامك.. و تتزين و تتجمل لك.. لتغويك.. لتحرفك عن الصراط المستقيم.. عندها.. إن لم يكن معك من الإيمان ما تثبتين به أمامها..
فلن تثبتي.. و أيم الله .. لن تثبتي.. إلا إن أمدك الرحمن بمدد من عنده…

قبل أن أبدأ حديثي للغارقات.. أود أن أوجه كلمات مقتضبة.. لأولائك اللائي لم تطأ أقدامهن جمر العشق.. و نار الحب.. و جحيم العلاقات العاطفية..

أولاً.. تأكدي أن ما أنت فيه من فضل.. إنما هو من الله.. فلا تنسبيه لنفسك.. و لا تتذاكي .. و لا تصفي نفسك بالطهر و العفاف.. و لا تزدري من أوقعهن الشيطان.. و استغلهن في لحظة..
ضعف.. تمر ببني آدم جميعاً.. و لكن كوني دائماً على حذر.. لإن الثقة الزائدة بالنفس.. تقودها إلى الغرور.. و الغرور.. يقودك إلى الهلاك.. أرجوك.. استمسكي بنصيحتي..
و إلا .. سيأتي يوم تقفين فيه في ذات المكان الذي وقفت فيه كثيرات قبلك..

ثانياً.. لتكن نظرتك لمن بلين بمثل هذه العلاقات.. نظرة إشفاق.. و حب .. نظرة رحمة.. نظرة المؤمن لأخيه المؤمن.. نظرة حنونة.. رقيقة.. لا كما ينظر الأعلى شأناً لمن هوأقل شأناً منه..
و أصغر و أحقر.. و إن حدث و كنت أمام إحداهن.. فعليك بالعبارة اللطيفة.. الصارمة في ذات الوقت.. عليك ببيان الحق لها.. و في ذات الوقت .. مدي يدك لها..و استشعري ضعفها.. و رقة قلبها..
إستشعري إنسانيتها.. التي تحتم عليها الوقوع في الخطأ.. إعرضي عليها المساعدة..و الله لن تنالي إلا أجوراً من الله.. و دعوات صادقة منها….

ثالثاً: فري من الشباب فرارك من الأسد..بل أشد.. فري منهم.. فري بدينك.. فري بنفسك.. فري منهم في كل مكان.. في الأسواق.. في المحادثات .. في الإنترنت.. في الجوال.. أهربي ..
لا تثقي بنفسك.. أرجوك.. دينك ليس نوعاً من المعادن لتختبري صلابته و تحمله.. دينك ليس شيئاً قابلاً للقياس.. بعض الفتيات.. تظن نفسها من الذكاء بمكان.. فترى نفسها العبقرية
التي لا تخدع.. و ترى في دينها من الشدة ما يمنعها من الوقوع في مثل هذه المزالق.. إسمحي لي.. أنت غبية حينما تفكرين بهذه الطريقة.. سامحيني.. لكنني و الله أريد بيان الحق لك.. و تجلية
الأمور أمام عينيك.. كي لا تقعي.. لقد وثقت بنفسي.. قبلك.. و كنت ممن ينظر لها بمنظار الاحترام.. و لطالما طرق سمعي قولهم " أنت عاقلة" ،"أنت رزينة"، " أنت دينة" ، "أنت أخلاق"..
فو الله.. ما أغنى عني كلامهم شيئاً.. و ما أغنت عني ثقتي بنفسي شيئاً..
الثبات.. عطاء من الله.. يعطيه من يشاء من عباده.. فلا تغتري بنفسك.. فالله هو من شاء سبحانه أن لا تقعي في فخاخ إبليسية..من صنع الجان أو الإنسان.. و لو شاء سبحانه أن يعطف قلبك
إلى أحدهم.. في طرفة عين.. لفعل.. و ما أعجزه ذلك.. فلا تسرفي على نفسك بالثناء.. و الإعجاب.. الإعجاب بالنفس ذنب عظيم.. يحتاج إلى توبة نصوح..
إسألي الله في كل سجدة.. أن يثبتك .. و أن يجنبك هذا الطريق المظلم.. المكفهر..العبوس..القاسي..
لا تخصي نفسك بالدعاء و حسب.. بل اشملي أخواتك المسلمات.. ضمي أسماء من تعرفين .. إلى دعائك.. و ليكن هذا الحديث ملازماً لك دوماً "دعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجاب".

و للموضوع تتمة..

أما الآن.. فإليكن ينتقل الخطاب.. أيها الغارقات.. في بحور الغرام.. يا من يتحرك قلبك حالما تسمعين كلمة "حب" ..
و يرتجف بين أضلاعك.. حتى يكاد يسقط بين يديك..حالما.. ترين رقم الحبيب على شاشة جوالك..
و ترتعد فرائصك.. و يتصبب منك العرق.. حالما ترينه "online" .. يا من تخزنين في عقلك كل كلمة.. قالها لك.. بلسانه.. أو ببنانه..
و تستعيدينها.. في اليوم.. آلاف المرات.. و في كل مرة.. تنتشين فرحاً.. و تسبلين الأجفان.. غارقة في دنيا .. خيالية.. من الأحلام.. و الأوهام..
يا من يجن عليها الليل.. فتنعم عيون العالمين بالنوم.. إلا عينها.. و تغرق الأبدان في السكون.. إلا هي.. تظل تتقلب ..يميناً و يساراً..
و في كل مرة تند عن صدرها المثقل.. آهة ثقيلة.. تخرج من جوف..محترق.. أعياه الحمل.. حتى ناء به..
يا من تمني نفسها بالزواج الموعود.. و تمني قلبها.. بلقيا الحبيب.. و تمني عينها.. برؤية وجهه..
قفي.. و اقرأي كلماتي.. بتمعن.. و افتحي قلبك لي.. كما فتحت قلبي لك..

أنت.. الآن.. أحوج ما تكونين إلى ناصح مشفق.. مخلص.. يوجهك إلى ما فيه خيرك.. و سعادتك.. في الدنيا و الآخرة..
لا تسمعي.. لنصح أي أحد.. إسمعي لنصح المخلصين.. المحبين.. الذين ذاقوا ما ذقتِ.. و سكبوا من الدمع أغزره و أحره و أصدقه..
الذين اكتووا بعذابات لا تنتهي..
لقد مرت علي أيام.. أشبه بالحلم منها بالحقيقة.. عشت أياماً.. لم أستطعم فيها شيئاً من السعادة.. أيام وددت لو يعجل الله فيها بموتي!! ليريحني من هذا العناء..
أيام.. انكفأت فيها على نفسي.. و بكيت بكيت بكيت.. بحرقة.. بعيداً عن أعين الرقباء.. إلا الله.. أرى وجه أمي.. تبتسم لي.. فأهم أن أبوح لها بما يختلج في صدري..
ثم أعقد لساني بحزم و إصرار.. و أولي بعيداً..إلى غرفتي.. و أقول.. يا الله.. ما أقسى الدنيا و أمرها!!
و رب الكعبة.. كانت أياماً مرة لا أتذكر أنني مررت في حياتي بأمر منها.. أسأل الله أن لا يري أحداً من المسلمين.. و المسلمات ما رأيت..
لكن.. لا أستطيع أن ألقي باللوم على أحد.. سوى نفسي.. لوأنني امتثلت أمر ربي.. لو أنني أصغيت سمعي لربي إذ يقول "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا"
لو أنني توقفت قليلاً.. و تفكرت ملياً قبل أن أتخذ خطوة في طريق لا يرتضيه ربي.. لو أنني كففت نفسي.. و لم أتجرأ على معصية الله.. الرقيب..
لكنت أسعد حالاً بكثير.. لكن الحمدلله.. ثم الحمدلله ثم الحمدلله…
أدركت الآن.. حقيقة الصبر.. و المجاهدة.. و حبس النفس عن كل ما يغضب الله..
أدركت الآن.. لذة المصابرة.. و إرهاق الجسد.. تذللاً للرحمن الرحيم..
كنت دائماً أمر بقوله تعالى "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ."
فكنت أتأمل فيها.. و ينقبض صدري خوفاً من الابتلاء.. و يسيح فكري في آفاق لا متناهية.. و أتساءل أي نوع من البلاء سأواجه؟
و الله.. لطالما نازعتني نفسي إلى هاتفي.. و تحركت أطرافي بلا شعور مني.. لأكتب له.. لكنني .. في لحظة أرعوي.. وأنطوي بعيداً..
لاأريد.. لا أريد أن أعيد حبل الود بعد أن قطعته بنفسي.. يكفيني و يكفيه ما لاقينا من عذاب..
كنت في كل مرة أصده.. فيأتي..و أحاول أن أبعده عني.. بكلمات قاسية.. أريده أن يكرهني.. أريده أن ينساني..
لكنه.. يختفي.. ثم يعود.. لا أخفيك.. كان قلبي.. يبتسم.. حالما أراه.. و لا زلت إلى يومي هذا..
أتذكره.. وأبكي بحرقة.. على قسوتي معه.. لكنني.. أقسم بالله.. لا أريد له سوى الخير..و لنفسي أيضاً.. فلماذا نكمل علاقة سرية كهذه؟؟
إن الغرس إذا غرس في الظلام.. لن ينمو.. فهو يحتاج النور.. و الوهج.. ليكبر..و يصبح شجرة عظيمة.. لا تقتلعها الرياح..
نبتة الظلام.. تموت سريعاً.. لأنها ضعيفة..
لا أريده.. أن يحبني.. و أنا أعلم يقيناً أن الزواج خيار مستحيل.. لكلينا.. دعوت الله.. و لا زلت أدعو أن يجمعنا اجتماعاً حلالاً.. يرضيه..
لن أرضى بغير هذا.. إما الحلال.. و إلا فلا.. طموحي ليس بأقل من بيت الزوجية.. نعم.. أريد أن أكون المتربعة على عرش قلبه..و لكن على عرش بيته أيضاً ^_^
أما.. الأوهام الجامحة.. و الخيالات السابحة.. فلا حياها الله .. يكفيني ما تذوقت من مرارة.. يكفيني ما اعترى قلبي من ألم.. يكفيني ما نغص حياتي من كدر..
إلى هنا.. سأتوقف.. و عليك أيضاً أن تتوقفي.. أختاه.. نريد حياة مستقرة.. نريد عيشاً هنيئاً يرضي الله.. نريد أن يرحمنا الله بامتثالنا أوامره و اجتنابنا نواهيه.. و أن يبارك لنا..
في كل شيئ.. في أعمارنا.. و أوقاتنا.. و قلوبنا.. و أهلنا.. و أزواجنا..
نريد.. أن نلقى الناس .. بذات الوجه الذي نختلي بأنفسنا به.. لا أقنعة كاذبة بعد اليوم..
و لا أسرار نكتمها بقلوبنا..لماذا ندمي قلوبنا بأيدينا.. لماذا؟ لماذا نسعى وراء شقاءنا بأنفسنا؟ لماذا نركض و نجري خلف تعاستنا؟
تظنين نفسك سعيدة بهذا الحب؟ كلا و رب الكعبة.. لست سعيدة… بل أنت محزونة الفؤاد.. محترقة الجوف..
إذن لماذا تتلكأين؟ لماذا تؤجلين؟ لماذا لا تتخذين القرار الآن؟ الساعة الساعة؟
لماذا تختلقين الأعذار؟ لم لا تواجهين مخاوفك؟ لأنك ستتألمين بتركه.. تخافين من الألم..
لا.. خوضي غمار الألم.. معي..كما أخوضه الآن.. ستنعمين بالثمار..و الله.. ثمار حلوة.. لذيذة..
نعم.. أولست تفعلين هذا لأجل الله؟ الله الذي خلقك.. الله الذي وهبك هذه النعم.. الله الذي جعل منك شيئاً مذكوراً..
و إلا لكنت الآن عدم.. لا شيئ..
الله الذي تولاك برحمته و أنت جنين.. معرضة لمخاطر شتى..و تولاك برحمته طفلة.. لا تعين شيئاً مما حولك..
وقاك شروراً كثيرة.. و أمراضاً عديدة.. و سلمك من عاهات و اختلالات عقلية.. و جعل لك عينين و لساناً و شفتين..
و مكنك من المشي.. فمشيت.. و أذن لك بالسمع فسمعت.. نعمٌ كثيرة.. لا يسعها المقام..

التتمة في الرد القادم..

حبيبتي.. و الله قربك من هذا الشاب.. ليس السعادة.. و كلامك معه.. هو عين التعاسة.. و الشقاء..
أنت الآن تواجهين مرضاً .. مرض العشق.. و أمامك خياران..إما أن تدمني المسكنات.. التي تخفف الألم وقتياً.. ثم ما يلبث أن يفترسك عند أقرب فرصة..
و إما أن تختاري الشفاء.. الذي سيسومك ألواناً من العذاب.. و لكن النتيجة.. البرء التام من المرض.. و ولادة روح جديدة..
إن اخترتِ أن تكلميه.. و تبقي على تواصل معه.. فقد اخترتِ الخيار الأول… سيسكن ألمك وقتياً.. لكن المرض لا زال موجوداً..و إن اخترتِ الخيار الثاني.. وهو أن تنهي العلاقة..
ستتألمين.. بل ستتألمان كليكما.. لكن العاقبة محمودة.. لن تتصوري جمالها ما لم تجربيها بنفسك..

حبيبتي.. أعلم أن الخير في قلبك النقي كثير.. و أعلم أنك مؤمنة.. عفيفة.. تقية.. تحبين الله و رسوله..
و تريدين الأصلح لك و لهذا الشاب.. لكنك تقفين أمام اختيار صعب.. و عقبة كؤود..
و أعلم أن الشيطان.. سيحاول بشتى الطرق و الوسائل أن يثني عزمك الصادق على التوبة..
" قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ "
سيأتيك عن يمينك و شمالك و من وراءك و من أمامك.. سيقلقك بالأفكار .. سيبث في قلبك الوهن.. و الخوف.. الخوف من الفراق.. الخوف من أن تفقدي.. قلباً حنوناً..
أغدقك بكلمات لبقة.. سيخوفك الشيطان من الإقدام.. و الإقبال على الله.. سيصور لك الحياة بعد الفراق.. سواداً في سواد.. و كذب والله..
"لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا".. لا يريد لك الشيطان أن تذوقي حلاوة الإيمان.. لأنه يعلم أنك لو ذقتيها.. فلن ترضي عنها بديلاً..

لم لا تنفضين عن نفسك ذنوباً ثقالاً أنهكت ظهرك؟ و سودت قلبك؟ حبيبتي.. تعالي إلى رحاب الإيمان.. تعالي إلى مناجاة الله.. المناجاة اللذيذة..
التي كان الرسول يدعو ربه أن يرزقه إياها "اللهم ارزقني لذة مناجاتك".. و الله لذة مناجاة الله.. ليست كلذة البدن.. أبداً.. هي شيئ مختلف..
لا أعرف كيف أصفه لك.. شيئ.. تحسين معه أنك في عالم آخر.. عالم جميل.. برد غريب ذاك الذي ينسكب في صدرك..و كأنما هو نسائم لطيفة.. تداعب ظهرك.. و كتفيك..
برد ليس من الدنيا و رب السماء.. لذة.. إن شعرت بها.. ستهدأين.. ستسكنين.. ستبتسمين في هدوء.. و تشعرين أن روحك في انسجام غريب مع كل شيئ..
سيرتاح قلبك.. بعد طول أنين.. سيوقن.. بالفرج.. و يترقب السعادة.. و ستأتيه.. و ما هذا الذي ترينه إلا أوائل التوبة.. و القادم أجمل.. بكثير..
سيصلح الله لك أمر دينك و دنياك.. سيتكفل بك.. سترين توفيقه لك في كل خطوة.. سترينه.. معك.. بتوفيقه.. بتدبيره.. و معونته.. سترين كيف يستقبلك الناس ببشاشة..
و يفرحون بك.. ستنظرين إلى وجهك.. و تحسين بهالة من النور.. تغشاه.. أقسم بالله.. ستعيشين لحظات.. تتمنين معها الموت.. لتلقي ربك من حلاوة ما تحسين.. و تستشعرين..

يكفي أن تتأملي كلام الله على لسان نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي ، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ،
وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "
ألم تتشوقي لأن تسيري إلى الله؟ أولا تريدين أن تقطعي المسافات ذاهبة إليه؟ رغم كل العقبات.. رغم كل الصعوبات.. إذهبي إليه.. إتركي الدنيا وراءك.. إذهبي إليه..
حسبك أنك حالما ترفعين يديك بالتكبير.. يقبل جل جلاله بوجهه إليك.. أمتصورة أنت هذا المعنى؟ أن يقبل بوجهه الجميل إليك.. و حالما تسجدين.. تكونين اقرب إليه من أي
موضع آخر.. تصوري.. أن تناجي الذي هو أقرب إليك من حبل الوريد؟ الذي يسمع أناتك و زفراتك.. و يسمع تنهداتك و يرى دمعك المنسكب.. و يعلم بقلبك المنهك..
سيفرح بك.. رب العزة و الجلال.. يفرح بك أنت.. رغم أنك لا تزيدين في ملكه شيئاً بطاعتك.. و لا تنقصين من ملكه شيئاً بمعصيتك.. بل أنت الرابحة أولاً وأخيراً..
فلك الحياة الهانئة السعيدة المطمئنة في الدنيا.. و لك جنة عرضها السماوات و الأرض في الآخرة.. و لك هاهنا.. جنة معجلة.. في قلبك!! ستدخلين الجنة بقلبك هنا قبل
بدنك.. إذن هلمي.. و لا تنثني .. و لا تتواني..

حبيبتي.. الإسلام.. دين العفة و النقاء.. و الطهارة .. دين واضح.. صريح.. لا لعب فيه و لا خداع.. إن أحبك هذا الشاب.. فعليه بأن يثبت حبه هذا بمبادرات.. لا بكلمات..
عليه أن يطرق بابك بنفسه.. و أن يعقد عليك عقداً على التأبيد.. و إن فعل و لم يقبل به أهلك.. فاعلمي علم اليقين.. أن الله اختار لكما الخير.. و أن الله سيرزقك رزقاً من عنده..
إعلمي.. أن الله سيوفقك و يوفقه..و يسعدك و يسعده.. لكن.. لا تتعلقي به بعد الآن.. و لا تعلقيه هو أيضاً بك.. إن لم يكن هناك اجتماع بالحلال.. فلا أهلاً و لا سهلاً بالحرام..
"عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
لطالما تعلقت قلوبنا بأشياء.. ثم تبين أنها شر محض.. نحن بشر.. عجولون.. جهلاء.. قد نختار لأنفسنا ما يشقينا و يهلكنا..
فالبشر.. لا يحسنون الاختيار لأنفسهم.. لأنهم يرون عشر الحقيقة..و لو رأوها كاملة.. لاختاروا شيئاً مختلفاً تماماً.
قاعدة.. إبني تفكيرك عليها في كل شيئ "إختيار الله لي خير من اختياري لنفسي" قد ينطوي ذلك على ألم.. لكنه ألم مؤقت.. و القادم أفضل بكثير..

قد تكون كلماتي ثقيلة على نفسك.. مرة.. مؤلمة.. لكن.. ما هي و الله إلا تذكرة.. من قلب اكتفى من الحزن..
إذا داهمك ألم..و شعرت أن إيمانك على شفا جرف .. فاركضي ركضاً نحو مصلاك.. و اسجدي.. و ابكي .. إبكي .. إبكي بين يدي ربك..
قولي : رباه..لقد تركته لوجهك..رغم حبي له.. و حبه لي.. رباه.. تركته خوفاً منك.. لا خوفاً من أحد من الناس.. و لو شئت أن أكمل معه لاستخفيت عن الناس..
و لكن خوفي منك يمنعني.. رباه.. أسألك أن تعوضني عوضاً في الدنيا و في الآخرة.. رباه أسألك أن ترزقني الفردوس الأعلى من الجنة.. رباه أسألك أن تعفني عن الحرام
و تغنيني بالحلال.. عاجلاً غير آجل.. رباه أنت تعلم ما بقلبي من هم و غم و حزن و ألم.. فأنزل على قلبي سكينة من عندك.. و اشرح لي صدري و يسر لي أمري..
رباه إن كان الخير لي أن أتزوجه.. فارزقني إياه بالحلال.. و إن كان الخير في غير ذلك فاكتب لي الخير حيث كان و رضني به.. يا أرحم الراحمين.. يا رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما..

أختاه.. لقد ناجيت ربي بمثل هذه الكلمات..و كنت في وضع.. لا يعلم به إلا الله.. كنت في وضع.. أحس معه أن روحي ستخرج من جسدي و الله..و أنها لن تطيق مزيداً من العذاب..
عذاب لا يعلمه إلا من ذاقه.. عذاب .. شعرت معه أن معدتي تحترق.. و أن في جوفي ناراً لا تخمد.. بكيت بين يدي ربي بكاء الطفل.. بكيت و كنت أئن أنيناً مفزعاً.. لشدة ما وجدت..

أقسم بالله.. أن ربي أكرمني.. براحة قلب لم أتصورها أبداً و نزع من قلبي كل ما كان يؤرقني..تعجبت.. و لكن لا عجب..
و بين غمضة عين و انتباهتها *** يبدل الله من حال إلى حال
بل لقد كنت أقول بعدها.. ربي لم أعد أريد شيئاً من الدنيا.. أريد قربك وحسب!! لم أكتف بالدعاء لنفسي.. بل دعوت له.. لكن في كل المرات السابقة.. كنت أدعو له..و أحس بأن قلبي
يحترق من مرارة الفراق و البعد.. كنت أريده لنفسي! أما هذه المرة.. فكان شعوري مختلفاً بالكلية.. فقد كنت أدعو له.. بالتوفيق و السعادة.. و ما إن خفضت يدي.. حتى شعرت أن اختيار الله هو
الأفضل لي.. و أنني سأتقبله بصدر رحب أياً كان.. هو أو غيره.. كنت في المرات السابقة.. أشعر أنني سأخسر شيئاً مهماً في حياتي.. بخسارتي لهذا الشخص.. و أنني لم و لن أجد قلباً حنوناً كقلبه
أبداً.. بل لن أجد رجلاً يحبني كما أحبني هو.. أما الآن.. فقد امتلأت عيني بعد أن شهد قلبي فضل الله و رحمته.. نعم فضل الله واسع .. و تعويضه يأتي في وقت لا تتوقعينه أبداً..
تعويض تنسين معه كلللللل الهم الذي مضى.. تعويض من كريم.. بل من أكرم الأكرمين.. فكيف تتوقعين أن يكون العوض؟

لقد وصلت في إحدى المرات إلى لحظة من الضعف.. لدرجة أنني لم أتمالك نفسي و أمسكت هاتفي بيدي و كنت سأكتب إليه … لكن .. قبل أن أفعل قلت لنفسي.. سأصلي صلاة الاستخارة..
و صليتها..والله الذي لا إله إلا هو.. كأنما كان شيئاً يكبلني و نزع من مكانه نزعاً.. و عدت إلى رشدي من جديد.. و بدأت أفكر بعقلانية و منطق بعيداً عن العواطف الجارفة.. و قررت أن لا أكتب له
كلمة واحدة.. و أسأل الله أن يثبتني.. أنا لن أقول أني تائبة.. لا زلت أجاهد.. و أحاول.. و سأظل أجاهد نفسي ما دامت الروح في الجسد..

أخيراً..اشحذي إيمانك كلما شعرت بشيئ من الفتور.. بسماع المحاضرات.

مثل محاضرة "قصة حب" للشيخ نبيل العوضي

ختاماً.. أشكر لك صبرك الذي أوصلك إلى هذا السطر.. و أشكر لك قرائتك لموضوعي..
و أرجو منك أن تدعي لي بكل خير في ظهر الغيب..

أعلم أن موضوعي طويل.. جداً.. لكنني ما كتبته إلا رغبة في أن أشد على يد كل فتاة ..
سارت في هذا الطريق الموحش.. و تريد الخلاص منه..

أختك المحبة: مهاجرة إلى ربي.

ربي يعطيك العافيه تسلمين كلامكـــ درر
يعافيك ربي غاليتي..
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.