من ندوة الدكتور محسن علي
أن التسبيح له حالات..كلمات…وأوقات، يقول الله تعالي في كتابه العزيز { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا }، وقال تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ).
وقال أيضا ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود )، وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون} والمراد من هذه الآية الأمر بالتَّسبيح والتَّنزيه والحمد والصَّلاة له في جميع أوقات الليل والنهار، وقد أُمر المؤمن بالتَّسبيح في هذين الوقتين المتعاقبين، لأنهما آيتان حسِّيتان من آيات قدرة الله، وبإمكان المؤمن أن يشهدهما كلَّ يوم، فيستقبل نهاره بتنزيه الله عن جميع صفات النقص، ويصفه بجميع صفات الكمال، ويقرن تسبيحه هذا بالحمد والشكر على نعمائه سبحانه وتعالى، وكذلك يكون حاله عند إدبار النهار وإقبال الليل، وما الصلوات الخمس الَّتي يؤدِّيها المسلم في أوقات متعاقبة إلا بعض مظاهر التَّسبيح العملي لاشتمالها عليه وعلى الحمد أيضاً.
كما سخر الله الجبال لداود يسبحن معه بالعشي والإشراق {إنَّا سخَّرنا الجِبَال معه يُسبِّحنَ بالعَشيِّ والإشراق}،وسيدنا زكريا حين بشر بيحيي "فخرج علي قومه من المحراب فأوحي إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا".
وعلي هذا يوضح الدكتور محسن عبد الحي أن الكائنات علي ثلاثة أوجه في موضوع التسبيح:
1- كائنات تسبح طوال الليل والنهار وهم الملائكة فهم يسبحون دائما دون توقف أو ملل ودون انقطاع.
2- كائنات تسبح في أوقات معينة .
3- كائنات تسبح في أوقات لا يعلمها إلا الله وهي كل الكائنات الأخرى عدا الإنس والجن والملائكة.
وفي النهاية يؤكد الدكتور محسن علي أن الإنسان إذا سبح أصبح هناك تناغم وانسجام بينه وبين كل الكائنات ويدخل في إطار المسبحين، موضحا أن المرضى ومن يملك عضو مريض عليه أن يعرف أن هذا العضو المريض هو الآخر يسبح، فإذا سبح المريض سيحدث تقدم غريب في حالته لأنه سينسجم مع عضوه المريض مما يجعل هناك أبلغ أثر للدواء.
إن في تســبيح العوالم لله، وقيام جميـع الكائنـات به ـ ما عقل منهـا وما لا يعقل ـ تعليماً وإرشـاداً للإنسان بأن يعترف بفضل الله عليه، فيشكر نعماءه ويسبِّح بحمده، لئلا تكون تلك المخلوقات الَّتي فضَّله الله عليها أكثر ذكراً لله، وأفضل منه شكراً وعرفاناً بعظيم فضله عليها.
فقد علمنا أن كل الكائنات تسبح لله ولكننا لا ندرك ذلك …فهل آن الآوان أن يستحي الإنسان حين يعلم أن كل شيء يسبح لله وهو ما زال في غفلته، ندعو الله أن نكون من المسبحين وليس من الغافلين…
منقول للفائدة بإذن الله
مشكورة
جزاك الله خير
ربي يسعدك