تقول لي: الدنيا تمطر…..
فأشتم أنا رائحة الأمس.. أتذكر يوماً كنا نركض فيه معاً مختبئين من قطراتٍ بللت خدّينا
ذهبنا إلى البيت.. فرشنا غطائنا.. كانت يداك تلفّان خصري الذي أصبح أنشودة المطر بين يديك
وأصبح المطر…يُمطر على زجاج قلبي..شعرنا ببرد خفيف
هل أذهب للكبريت لأُشعل مدفأةً مهما كانت حرارة أفضلها بالكاد تُدفئ نفسها..
لكني لن ألعب بالكبريت لأُحرق نفسي كجميع الأطفال.. فقد كان وما زال ذلك الهدوء الملوكي
يغلّف تلك اللحظة التي شعرت بها كأني شرنقة كسرت غلافها لتغزل أول خيط من خيوط
حرية الحب الذي وهبتني إياه…ولأنّي أحبك أدركتُ حريتي وعرفتَ أنت هجاء أحرف أنوثتي
فأجدت قراءة جسدي الذي ارتجف حباً بين يديك فأنشأتَ لغة تتغير حروفها في كل لحظة كنت فيها بين أحضانك..
فمعك صنعتَ لي وقتاً ورسمت لي خرائط زمن عجنتني فيه ببعضي..
عجنتَ صلصالي بحرارة حبك..فأصبحت انثى بين يديك حبسَتْ نفسها وعاقَبتها بعقوبة الأنوثة
المؤبدة.. لكنها الآن بين يديك.. وقتها بين يديك.. ساعتها بين يديك.. فماذا تساوي
كل الساعات الثمينه قبل ان أحبك.. فهي توقفت عن الدوران ولم يتبقّ في يدي إلاّ ساعة حبك
التي تابى ثوانيها إلاّ النبض بحبك….
فخبئني حبيبي… ففراشتك خرجت من شرنقتها لترفرف معك