هل تريد الجنة بلا تعب ولا نصب؟ هل تريد لقيا الانبياء والمرسلين واهل الفضل من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتابعين؟ هل تريد التمتع بالحور العين ؟ هل تريد النظر الى وجه الله الكريم ؟ هل تريد النعيم السرمدي الدائم الذي لا يزول ولا يحول ؟
كلنا يريد ذلك_ بلا شك _ويتمناه ويتطلع اليه، فما هو السبيل الى تحقيق ماذُكر؟
وكيف يبلغ العبد ذلك بغير تعب ولا نصب ؟ اقرأ معي ما قاله امامنا ابن القيم- رحمه الله-
"هلمَّّّ الى الدخول على الله ، ومجاورته في دار السلام ، بلا نصب ولا تعب ولا عناء ، بل من اقرب الطرق واسهلها . وذلك انك في وقت بين وقتين ، وهو في في الحقيقة عمرك ، وهو وقتك والحاضر بين ما مضى وما يستقبل.
فالذي مضى تُلحه بالتوبة والندم والاستغفار . وذلك شئ لا تعب عليك ولا نصب ولا معاناة عمل شاق ، انما هو عمل قلب.
وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب ، وامتناعك ترك وراحة ،وليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معانايه ،وانما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك.( فما مضى تصلحه بالتوبة، وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية)
وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب ، ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين وقتين ؛
فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك ، وان حفظته مع اصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم . وحفظه أشق من اصلاح ما قبله وما بعده ؛ فإن حفظته أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها.
وفي هذا تفاوت الناس اعظم تفاوت ؛ فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك : إما الى الجنة ، وإما الى النار ؛ فإن اتخذت اليها سبيلا إلى ربك_ بلغت السعادة العظمى والفوز الاكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها الى الابد . وان اثرت الشهوات والراحات واللهو واللعب ,انقضت عنك بسرعة,واعقبتك الالم العظيم الدائم,الذي مقاساته ومعاناته ,اشق واصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله والصبر على طاعته ومخالفة الهوى لأجله)).
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
بشوووق
وبارك الله فيكى