[B][I][SIZE="5"][COLOR="Black"]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن كـلـمـة ( الـمُـعـاق ) لا تـقـتـصـر عـلـى مـن أصـيـب بـ الـشـلـل فـقـط ، بـل تـتـعـداه إلـى الإعـاقـة الـعـقـلـيـة و الـسـمـعـيـة و الـبـصـريـة و الـنـطـق و الإعـاقـة الـجـسـديـة كـ الـمـشـلـولـيـن و الـمـبـتـوريـن و الـعـاجـزيـن عـن الـحـركـة ؛ كـمـا أن هـنـاك إعـاقـات تـحـدث بـسـبـب الأمـراض الـمـزمـنـة و غـيـرهـا مـن الأمـراض و هـنـاك إعـاقـات تـحـدث بـسـبـب الـحـوادث الـمـخـتـلـفـة و مـهـمـا يـكـن مـن أمـر فـ لـن تـكـون تـلـك الإعـاقـات بـ أسـبـابـهـا الـمـتـنـوعـة عـائـقـاً حـقـيـقـيـاً فـي وجـوه أصـحـابـهـا و تـحـجـيـم مـسـيـرتـهـم عـبـر الـحـيـاة ، بـل إن الـكـثـيـر مـن أولـئـك انـطـلـقـوا بـ عـقـلـوهـم و عـلـومـهـم و أفـكـارهـم و آدابـهـم و ثـقـافـتـهـم يـبـدعـون فـي مـجـالات كـثـيـرة فـ مـنـهـم الـعـلـمـاء و الـشـعـراء و الأدبـاء و الـمـفـكـرون و الأطـبـاء و الـفـلاسـفـة و غـيـر ذلـك ..
و هـنـا بـعـض الـشـخـصـيـات مـمـن أصـيـبـوا بـ أنـوع مـن الإعـاقـات الـمـخـتـلـفـة و لـكـنـهـم وضـعـوا بـصـمـاتـهـم واضـحـة فـي مـسـيـرة الـفـكـر و الـحـضـارة بـل و فـاقـوا مـن غـيـر الـمـعـاقـيـن بـ مـراحـل كـبـيـرة و مـا ذاك إلا دلـيـل واضـح عـلـى أن الإعـاقـة لا تُـشـكـل حـاجـزاً فـعـلـيـاً أمـام الـعـقـل و الـفـكـر و الـهـمـم الـعـالـيـة :-
1 :- عــثــمــان بــن عــفــان رضـي الـلـه عـنـه :-
أبـان بـن عـثـمـان بـن عـفـان الـخـلـيـفـة الـراشـد رضـي الـلـه عـنـهـمـا ،، كـان بـه صـمـم و حـول و بـرص ثـم أصـابـه الـفـالـج و هـو شـلـل يـصـيـب أحـد شـقـي الـجـسـم طـولاً و كـان أبـان مـن فـقـهـاء الـتـابـعـيـن و عـلـمـائـهـم فـي الـحـديـث و الـفـقـه و عـيـنـه عـبـدالـمـلـك بـن مـروان والـيـاً عـلـى الـمـديـنـة عـام 76 هـ و كـمـا كـان رحـمـه الـلـه يـقـضـي بـيـن الـنـاس و هـو حـاكـم عـلـيـهـم و تـوفـي عـام 85 هـ ..
2 :- الإمــــام الــتــرمــذي رضـي الـلـه عـنـه :-
هـو الإمـام الـحـافـظ الـمـحـدث محــمـد بـن عـيـسـى الـتـرمـذي صـاحـب سـنـن الـتـرمـذي الـمـشـهـورة و أحـد أصـحـاب الـكـتـب الـسـتـة الـمـشـهـورة فـي الـحـديـث و كـان رحـمـه الـلـه أعـمـى و لـكـنـه أوتـي مـن الـمـواهـب و الأخـلاق مـا جـعـلـه مـن أكـبـر الـعـلـمـاء و بـرع فـي عـلـم الـحـديـث و حـفـظـه و أتـقـنـه ..
طـاف الـبـلاد و سـمـع مـن الـشـيـوخ و الـعـلـمـاء و صـنـف عـدداً مـن الـكـتـب الـنـافـعـة الـمـفـيـدة مـن أهـمـهـا :- سـنـن الـتـرمـذي و كـتـاب الـشـمـائـل الـمـحـمـديـة و الـعـلـل الـمـفـرد و الـزهـد و كـتـاب أسـمـاء الـصـحـابـة و تـوفـي رحـمـه الـلـه عـام 279 هـ ..
3 :- الأحـنـف بـن قـيـس رضـي الـلـه عـنـه :-
اسـمـه الـضـحـاك بـن قـيـس مـن بـنـي تـمـيـم و الأحـنـف لـقـب لـه و الأحـنـف هـو أشـهـر مـن اشـتـهـر بـ الـحـلـم و الـسـؤدد عـنـد الـعـرب حـتـى ضـرب بـه الـمـثـل فـي الـحـلـم و كـان فـي رجـلـيـه اعـوجـاج و لـ ذلـك سـمـي بـ الأحـنـف و كـان مـلـتـصـق الـفـخـذيـن فـ شـق مـا بـيـنـهـمـا و كـان أعـرجـاً أعـوراً مـتـراكـم الأسـنـان صـغـيـر الـرأس مـائـل الـذقـن قـصـيـر الـقـامـة بـارز الـوجـه مـنـخـفـس الـعـيـنـيـن و مـع هـذا كـلـه فـقـد جـمـع خـصـال الـشـرف و الـسـيـادة و الـمـروءة و الـحـنـكـة و الـحـلـم و الـحـزم و أسـلـم و حـسـن إسـلامـه و دعـا لـه الـنـبـي صـلـى الـلـه عـلـيـه و سـلـم بـ قـولـه :- (( الـلـهـم اغـفـر لـ الأحـنـف )) ،، إذاً هـو صـحـابـي مـن الـصـحـابـة الـكـرام رضـي الـلـه عـنـه و عـنـهـم أجـمـعـيـن ..
و قـد شـارك الأحـنـف رضـي الـلـه عـنـه فـي الـجـهـاد الإسـلامـي و الـفـتـوحـات الـعـظـيـمـة فـ قـد شـهـد فـتـوح فـارس و خـراسـان فـي عـهـد عـمـر و عـثـمـان رضـي الـلـه عـنـهـمـا و قـد حـضـر مـوقـعـة صـفـيـن مـع عـلـي بـن أبـي طـالـب رضـي الـلـه عـنـه ..
قـيـل عـنـه :- (( إذا غـصـب غـضـب لـه مـئـة ألـف سـيـف لا يـسـألـونـه فـيـمـا غـضـب )) و تـوفـي رضـي الـلـه عـنـه عـام 67 هـ فـي الـكـوفـة ..
4 :- الـقـائـد الـعـظـيـم مـوسـى بـن نـصـيـر رضـي الـلـه عـنـه :-
هـو مـوسـى بـن نـصـيـر مـن قـبـيـلـة بـكـر بـن وائـل ،، ولـد عـام 19 هـ و كـان مـن كـبـار الـفـاتـحـيـن الـمـسـلـمـيـن و قـاوم الـروم و فـتـح أفـريـقـيـا و الأنـدلـس و كـمـا فـتـح مـدنـاً كـثـيـرة فـي قـارتـي أفـريـقـيـا و أوروبـا و تـوفـي عـام 96 هـ و قـد كـان هـذا الـقـائـد الـعـظـيـم أعـرجـاً و رغـم ذلـك فـقـد بـلـغ الـنـهـايـة فـي الـقـوة و الـشـجـاعـة و عـلـو الـهـمـة ..
هـو شـاعـر عـبـاسـي ولـد عـام 363 هـ و تـوفـي عـام 441 هـ ، أصـيـب بـ الـعـمـى فـي الـرابـعـة مـن عـمـره و كـان فـيـلـسـوفـاً و مـفـكـراً و شـاعـراً و لـه كـتـاب الـلـزومـيـات فـي الـفـلـسـفـة و رسـالـة الـغـفـران و سـقـط الـزنـد و لا يـخـفـى عـلـى مـثـقـف مـدى الـتـأثـيـر الـذي أحـدثـه أبـو الـعـلاء الـمـعـري فـي تـطـويـر الـحـركـة الـشـعـريـة و الأدبـيـة ..
6 :- مـصـطـفـى صـادق الـرافـعـي :-
أديـب مـصـري مـشـهـور ولـد عـام 1880 م فـي مـصـر و أُصـيـب بـ الـصـمـم فـي الـثـلاثـيـن مـن عـمـره و لـكـن ذلـك لـم يـكـن عـائـقـاً فـي سـبـيـل تـلـك الـشـهـرة الأدبـيـة الـواسـعـة الـتـي حـقـقـهـا الـرافـعـي ..
لـه ديـوان الـرافـعـي و ديـوان الـنـظـرات و لـه كـتـاب الـمـعـركـة تـحـت رايـة الـقـرآن و كـتـاب الـمـسـاكـيـن و مـجــوعـة مـن الـمـقـالات فـي كـتـاب وحـي الـقـلـم و كـتـاب الـسـحـاب الأحـمـر و كـتـاب رسـائـل الأحـزان و أوراق الـورد و حـديـث الـقـمـر ،، تـوفـي عـام 1937 م ..
7 :- الـرحـالـة مـاجـيـلان :-
فـرنـانـدو مـاجـلان بـحـار بـرتـغـالـي ولـد عـام 1480 م و كـان أعـرجـاً عـرجـاً شـديـداً و قـام بـ عـدة رحـلات بـحـريـة مـهـمـة و مـنـهـا :- تـلـك الـرحـلـة الـتـي اكـتـشـف فـيـهـا كـرويـة الأرض و قـد وصـل إلـى أقـصـى جـنـوب قـارة أمـريـكـا الـجـنـوبـيـة و كـمـا عـبـر الـمـحـيـط الـهـادي و سـمـاه بـ هـذا الاسـم ..
8 :- الـرئـيـس الأمـريـكـي فـرانـكـلـيـن روزفـلـت :-
فـرانـكـلـيـن روزفـلـت هـو الـرئـيـس الـ 32 لـ الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة ولـد عـام 1882 م و تـخـرج فـي كـلـيـة فـي كـلـيـة هـارفـارد ثـم الـتـحـق بـ كـلـيـة الـحـقـوق فـي جـامـعـة كـولـمـبـيـا و رشـح نـفـسـه الـمـجـلـس الـشـيـوخ عـن ولايـة نـيـويـورك و نـجـح فـي ذلـك و ثـم أسـنـدت إلـيـه مـهـمـة وكـيـل وزارة الـبـحـريـة ..
أُصـيـب عـام 1921 م بـ الـشـلـل و رغـم ذلـك فـقـد واجـه الأمـور بـ شـجـاعـة و مـثـابـرة و تـصـمـيـم و كـان شـيـئـاً لـم يـحـدث و ظـل يـحـقـق طـمـوحـاتـه و يـسـيـر فـي حـيـاتـه بـ كـل جـد و عـزم إلـى أن انـتـخـب عـام 1932 م رئـيـسـاً لـ الـولايـات الأمـريـكـيـة الـمـتـحـدة ،، إذاً الإعـاقـة الـجـسـديـة لا تـعـنـي شـيـئـاً إذا كـان هـنـاك عـقـل ذكـي و روح قـويـة ..
9 :- أعـجـوبـة الـمـعـاقـيـن هـيـلـيـن كـيـلـر :-
هـي أمـريـكـيـة كـانـت مـصـابـة بـ الـعـمـى و الـصـمـم و الـبـكـم مـنـذ صـغـرهـا و رغـم هـذا تـعـلـمـت الـكـتـابـة و الـنـطـق ثـم تـعـلـمـت الـلـغـات الإنـجـلـيـزيـة و الـفـرنـسـيـة و الألـمـانـيـة و الـلاتـيـنـيـة و دخـلـت الـجـامـعـة و تـخـرجـت ثـم تـفـرغـت لـ الـكـتـابـة و الـتـألـيـف و لـهـا كـتـب و قـصـص و مـقـالات و مـن مـؤلـفـاتـهـا كـتـاب :- قـصـة حـيـاتـي ..
10 :- الـعـالـم الـبـريـطـانـي الـبـروفـيـسـور سـتـيـفـن هـاوكـنـج :-
هـو عـالـم ريـاضـيـات حـاز عـلـى أعـلـى مـنـصـب أكـاديـمـي فـي هـذا الـمـجـال و هـو كـرسـي الـريـاضـيـات و هـو الـكـرسـي الـذي كـان يـشـغـلـه الـعـالـم الـشـهـيـر نـيـوتـن فـي جـامـعـة كـمـبـرج و كـان مـقـعـداً يـتـحـرك عـلـى كـرسـي مـتـحـرك و أصـدر عـدداً مـن الـكـتـب الـمـفـيـدة مـنـهـا :- تـاريـخ مـوجـز لـ الـزمـن و كـتـاب ثـقـوب سـوداء ..
11 :- بـيـتـهـوفـن :-
هـو ألـمـانـي الـجـنـسـيـة و أصـبـح أشـهـر مـوسـيـقـي فـي الـعـالـم ،، يـلـقـب بـ أبـي الـسـمـفـونـيـات و أصـيـب بـ الـصـمـم فـي شـبـابـه و مـع ذلـك فـقـد أبـدع فـي مـجـال الـتـألـيـف الـمـوسـيـقـي بـل و ألٌـف أروع مـقـطـوعـاتـه بـعـد إصـابـتـه بـ الـصـمـم و ثـم أُصـيـب بـعـد ذلـك بـعـدة أمـراض مـزمـنـة و لـكـنـهـا لـم تـعـقـه عـن مـواصـلـة مـا يـطـمـح إلـيـه ..
الـذي تـم ذكـرهـم مـا هـو إلاٌ مـثـال قـلـيـل مـن الـمـعـاقـيـن و هـنـاك الـكـثـيـر الـكـثـيـر مـن الـمـعـاقـيـن الـذيـن كـان لـهـم شـأن بـارز فـي الـتـاريـخ الـعـالـمـي و كـمـا ذكـر هـنـاك دور لـ الـمـعـاقـيـن فـي الـحـيـاة و أنـهـم لـيـسـوا عـاجـزيـن كـمـا يـظـن الـكـثـيـر بـل هـم قـادرون و مـبـدعـون و عـظـمـاء و كـثـيـراً مـا كـانـوا يـتـفـوقـون عـلـى الأصـحـاء بـ مـراحـل كـثـيـرة ..
و أخــيــراً :-
مـا الإعـاقـة إلاٌ إقـاعـة الـجـهـل و الـكـسـل و تـنـويـم الـعـقـل و الـذهـن
و الـتـكـاسـل و الـتـواكـل ..
[/COLOR][/SIZE][/I][/B]
جزيتي خيرا غاليتي موضوع جميل وقيم بوركت
طرح جميل منك
ومعلومات مفيدة عن اشهر المعاقين في العالم
يبارك الله فيك …
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لكيثبت ويزين بالنجوم
چـﻋلْــﮧ آلْـلْــﮧ ڤـﭜ ﻤﭜڒآﮢـ ﺢـسـّﮢـآﭥﮗ