تؤكد كل الدراسات أهمية الرياضة للكبار والأطفال ايضاً، خصوصاً ان التشجيع على ممارستها يبدأ من الطفولة لأن الاعتياد عليها في سن لاحقة يصبح أصعب. للرياضة فوائد كثيرة منها ما هو آني ومنها ما يمتد على المدى البعيد كونها تلعب دوراً أساسياً في الحماية من أمراض عدة خطيرة كأمراض القلب والسكري والبدانة.
لكن تكمن المشكلة في أنه في أيامنا هذه، أصبح الطفل يميل أكثر إلى حياة الخمول من خلال تركيزه على الألعاب الالكترونية والكمبيوتر بدلاً من ممارسة الرياضة.
من هنا أهمية تشجيع الطفل قدر الإمكان على ممارسة الرياضة بشكل يومي حتى تصبح عادة لديه وتدخل ضمن نمط حياته الروتيني فيلجأ إليها بشكل روتيني. لكن كما أن للرياضة فوائد، لها متطلبات يجب عدم إهمالها.
إذ أن للطفل الرياضي حاجات غذائية إضافية كونه يحتاج إلى مزيد من الوحدات الحرارية التي لا بد من تأمينها من مصادر صحية.
كما يجب التركيز في هذه الحالة على مكونات إضافية أساسية تؤمن له الطاقة أثناء ممارسة الرياضة.
اختصاصية التغذية اللبنانية سينتيا مخيبر تحدثت عن المصادر الغذائية الفضلى للطفل الرياضي ليكون أكثر نشاطاً ويكون أداؤه أفضل، وعن تلك التي يجب تجنبها للاطفال عامةً وللطفل الرياضي خصوصاً، مشيرةً إلى فوائد الرياضة للطفل وإلى أهمية تشجيعه على ممارستها وإدخالها في نمط حياته.
متى يعتبر الطفل رياضياً ومتى تكون حركته قليلة؟
أولاً، لا بد من التمييز بين الطفل الرياضي والطفل الذي لا يقوم بالنشاط الجسدي. فقد حددت المنظمة الدولية الأميركية حاجة الطفل إلى ممارسة الرياضة بمعدل ساعة يومياً.
عندها يعتبر رياضياً باعتدال. وبالتالي هذا هو المعدل الطبيعي من النشاط الجسدي لأي طفل. أما الطفل غير الرياضي فهو ذاك الذي لا يقوم بأي نشاط جسدي او حركة في اليوم.
كما أنه لا بد من التوضيح أنه يقصد بالطفل ذاك الذي تراوح سنه ما بين 5 سنوات و11 سنة.
أين تكمن أهمية الرياضة للطفل؟
ثمة فوائد عدة لممارسة الطفل الرياضة في المدى القريب والبعيد. إذ تساعده ممارسة الرياضة على تنمية عضلاته وعظامه وتحميه من زيادة الوزن في المدى البعيد من خلال تنشيط عملية الأيض.
وهي تساعد أيضاً على تحريك النَفَس. كذلك، أظهرت الدراسات أن ممارسة الطفل الرياضة تساعد على تقوية قدراته الذهنية. هذا إضافة، إلى أن الكل يعلم أهمية الرياضة في الجانب النفسي.
كيف يمكن تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة؟
بدلاً من ان يجلس الطفل لساعات أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر او غيره من الألعاب الالكترونية، من الأفضل تشجيعه على الخروج للعب بكرة السلة او كرة القدم او غيرها من الألعاب التي يحرك فيها عضلاته.
ولتشجيعه أكثر يمكن الخروج للعب معه في مباريات عائلية مما يعطيه مزيداً من الاندفاع والحماسة في الرياضة.
ما المكوّنات الغذائية الاساسية التي يحتاجها الطفل الذي يمارس الرياضة؟
ثمة 4 مكوّنات غذائية أساسية لا بد من التركيز عليها في غذاء الطفل الرياضي وهي
البوتاسيوم
الكالسيوم
الفيتامين «د»
الألياف
لماذا تعتبر هذه أكثر أهمية في هذه الحالة؟
بالدرجة الأولى تبرز أهمية الكالسيوم كمكوّن غذائي أساسي للطفل عامة وللطفل الرياضي خصوصاً.
فالكل يعلم أهمية الكالسيوم للعظام والاسنان ولتقويتها والحفاظ على صلابتها.
اما البوتاسيوم، فيلعب دوراً أساسياً في تعديل ضغط الدم وفي الحد من خسارة العظام.
أما الفيتامين «د» فيعرف عنه أنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم في الغذاء.
والألياف تساعد في عملية الهضم لتتم بشكل طبيعي وسهل ولخفض أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكري والبدانة في المدى البعيد.
ما الاطعمة التي يجب التركيز عليها لتأمين العناصر الغذائية الاساسية للطفل؟
من الضروري أن يركز الأهل في غذاء أطفالهم على الاطعمة الصحية التي تحتوي على أهم المكونات الغذائية.
إذ يجب إدخال الفاكهة والخضر في كل وجبات الطفل. كما يجب التركيز على الحبوب كالحمص والعدس والفول والبروتينات والفاكهة المجففة نظراً إلى أهميتها والمكسرات واللبن لغناه البروتينات والكالسيوم.
هذا دون أن ننسى أهمية الحليب ومشتقاته للاطفال عامةً وللأطفال الرياضيين بشكل خاص.
مع الإشارة إلى أنه من الأفضل اختيار الحليب القليل الدسم أو الخالي من الدسم ومشتقاته ابتداءً من سن 4 سنوات للأطفال.
كما انه من المهم إدخال البيض في غذاء الطفل.
ويجب التذكير بأنه من الأفضل إعطاء الطفل الخبز الكامل الحبوب من سن صغيرة نظراً إلى أهميته بدلاً من الخبز الأبيض.
ومن الشروط الأساسية ايضاً في غذاء الطفل تناوله 3 وجبات أساسية لأن الدراسات قد أظهرت أن الطفل الذي لا يتناول وجبة الفطور هو أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في المدى البعيد.
ما الأطعمة التي من الأفضل الحد منها في غذاء الطفل؟
يجب تخفيف كمية الملح في الطهو والسكر في غذاء الطفل.
كما أنه ينصح بتجنب الدهون قدر الإمكان والمشروبات الغازية، خصوصاً أن ثمة أطعمة صحية يجب التركيز عليها في المقابل لأهميتها لجسم الطفل.
وبعكس ما تعتقد معظم الأمهات ينصح بتجنب العصير لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكر.
ما الأطعمة التي ينصح بأن يتناولها الطفل قبل ممارسة الرياضة لاكتساب الطاقة؟
ينصح الطفل بالتركيز على النشويات قبل ممارسة الرياضة لأنها تمدّه بالطاقة. لذلك يمكن أن يتناول الكورن فليكس أو حبتين أو ثلاثاً من الفاكهة أو الحبوب الغذائية أو كوباً من العصير فكلّها اساسية في تأمين الطاقة للجسم أثناء ممارسة الرياضة.
وما الذي ينصح بتناوله بعد ممارسة الرياضة؟
بعد ممارسة الرياضة ينصح الطفل بتناول البروتينات كاللحم او الدجاج أو البيض لتعويض خسارة العضلات أثناء ممارسة الرياضة. فبعد ممارسة الرياضة لا تفيد الطفل النشويات ومن الأفضل التركيز على البروتينات.
ماذا عن أهمية السوائل؟
كلّنا نعلم أهمية الماء في كل الأوقات والحالات. لكن لا بد من التشديد على انه لا بديل من الماء فهو يحتل المرتبة الأولى دون منازع، خصوصاً بالنسبة للطفل الرياضي الذي يخسر نسبة عالية من السوائل ولا بد من تعويضها بشرب الماء قبل ممارسة الرياضة وبعدها وطوال النهار. كما يمكن تناول اليانسون والشاي بالأعشاب كسوائل إضافية.
ما كمية الوحدات الحرارية التي يجب زيادتها في غذاء الطفل الرياضي؟
صحيح أن كمية الوحدات الحرارية تختلف بين شخص وآخر وبين طفل وآخر، لكن بشكل عام، إذا كان الطفل يمارس الرياضة بمعدل ساعة في اليوم، يجب زيادة 200 أو 300 وحدة حرارية إلى غذائه لتأمين المزيد من الطاقة لجسمه، شرط أن تكون هذه الوحدات الحرارية من مصادر صحية بعيداً عن الأطعمة السريعة التحضير.
مع حبي
"مينو"
بجد انتي سكررررة