· هل من المعقول أنَّ كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان؟
—————————————-
سؤال يخطر على البال .. خاصة أن كثير منا يعتقد أن
كيد النساء عظيم (بالعموم)
لأنَّ الله يقول عن النساء ((إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )) (يوسف:28) .
ويقول سبحانه وتعالى عن الشيطان ((إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) (النساء:76). ؟!
والحقُّ أنَّ هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم على قولين :
1ـ أنَّ كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان :
لظاهر نصِّ الآية ؛ وممن اختار هذا القول من العلماء المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، صاحب أضواء البيان؛ حيث يقول في كتابه المذكور (2/217): (كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، والآية المذكورة هي قوله: ((إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) (النساء:76) .
فقوله في النساء : ((إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )) (يوسف:28) .
وقوله سبحانه وتعالى في الشيطان : ((إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) (النساء:76) .
يدلَّ على أنَّ كيدهن أعظم من كيده .
ويضيف الشيخ – رحمه الله-: قال مقاتل عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي هريرة قال : قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إنَّ كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ؛ لأنَّ الله تعالى يقول: (إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً) وقال تعالى : (إن كيدكن عظيم) ا.هـ.
وقال الأديب الحسن بن آية الحسني الشنقيطي :
ما استعظم الإله كيد هنه إلاَّ لأنهن هنَّ هنه
2ـ الرأي الآخر :
يرى أنَّ المسألة تحتاج لتوضيح وتبيين ما في الآيتين من فروق ومن ذلك :
أ ـ أنَّ الظاهر لا مقابلة بين العظيم والضعيف .
ب ـ الكيد بالنسبة للنساء هو لجنسهنَّ ، وبالنسبة للشيطان للعموم .
ج ـ كيد الشيطان كان ضعيفاً ؛ لأنَّه يمكن دحره والتخلص منه بالاستعاذة ، أو الأذان ، أو ذكر الله عموماً ، وكيد النساء عظيم؛ لأنه من الصعب طردها!
د ـ أنَّ قوله تعالى:
((الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) (النساء:76) .
فالآية تقابل بين من يقاتل في سبيل الله ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان ، فمن الذي سيكون كيده ضعيفاً ؟ لا شكَّ أنَّه الشيطان ، فكيد الشيطان بالنسبة لأولياء الله الصادقين ضعيف لا يقدر عليهم ، كما أخبر الله تعالى: ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) ( النحل:99) .
فمن كان يسنده القوي فأنَّى يضعف؟!
أمَّا ما ورد في سورة يوسف ، فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد الرجل ، ولا شكَّ أنَّ كيدهنَّ أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في ذلك كثيرة جداً ـ وجاء وصف كيدهنَّ على العظمة المطلقة ، مبالغة في تحقيق ذلك الوصف فيهنَّ ، وقد نبَّه على هذه النقطة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في بعض دروسه وشروحاته والله أعلم .
فيتبين أن الراجح ـ والله أعلم ـ أنَّ كيد المرأة ليس أقوى من كيد الشيطان ، فقد وصف الله كيد المرأة في سياق معين ، ووصف كيد الشيطان في سياق معين ، وكيد الشيطان أعظم من كيد المرأة ، لأنَّ كيد المرأة جزء من كيد الشيطان ، ولكن ذكر بعض أهل العلم أنّ كيد الشيطان عن طريق الوسوسة ، بينما كيد المرأة عن طريق المباشرة والمواجهة ، وهذا يكون له أعظم الدور في التأثير على المقابل .
وليس يعني ذلك أنَّ هذا الكيد يعدُّ مظهراً من مظاهر القوَّة ، بل هو من مظاهر الضعف كما بيَّنه الأستاذ الدكتور محمد السيد الدسوقي ؛
فكيد المرأة لا علاقة له بكيد الشيطان بحال من الأحوال ،
لأنَّه أسلوب الضعيف الذي يحاول أن ينال حقَّاً ، لا يستطيع الوصول إليه صراحة .
أرجو أن تجدن في الموضوع المتعة والفائدة
تسلمييييييييييين
ولكن ذكر بعض أهل العلم أنّ كيد الشيطان عن طريق الوسوسة ،
بينما كيد المرأة عن طريق المباشرة والمواجهة ، وهذا يكون له أعظم
الدور في التأثير على المقابل .
هــذا يعنـــي أننـــا أسوء من الشيطان ! !
قرأت قبل فترة رد لهالكلام المُختلف فيه ..
وأرى انه واقعــي ذات أبعــاد شرعيـة
تصُب المعنــى . . اسمحي لي عزيزتي بإضــافته هُنــا
نقلاً عن موقع شبكة بن مريم الإسلاميـــة
هُنـــاك اختلاف للمعنى اللغوي للكيد:
الكَيْدُ: الـخُبثُ والـمَكْرُ؛ كاده يَكِيده كَيْداً و مَكِيدَةً، وكذلك الـمكايَدةُ. وكلُّ شيء تعالـجُه، فأَنت تكِيدُه. وفـي حديث عمرو بن العاص: ما قولك فـي عُقُولٍ كادها خالقها؟
وفـي رواية: تلك عقولٌ كادها بارِئُها أَي أَرادها بسوء. يقال: كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه. والكَيْدُ: الاحتـيالُ والاجتهاد، وبه سميت الـحرب كيداً. وهو يَكِيدُ بنفسه كيداً: يجود بها ويسوق سِياقاً. وفـي الـحديث: أَن النبـي، دخـل علـى سعد بن معاذ وهو يَكِيدُ بنفسه فقال: جزاك الله من سيِّد قومٍ فقد صَدَقْتَ اللَّهَ ما وَعدْتَه وهو صادقُك ما وَعَدك، يكيدُ بنفسه: يريد النَّزْعَ. (لسان العرب3/383)
وحتى يتبن الحق من الباطل لا بد من تسليط الضوء على معنى الآيتين ومناسبة كل منهما لما قيلت فيه.
أما الآية الأولى: فجاءت تصف كيد الشيطان بالمقارنة مع كيد الله فكان ضعيفا، إذ قال الله تعالى : ((الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) [النساء:76]
وأما الآية الثانية: فقيلت على لسان عزيز مصر عندما شهد شاهد من أهل امراته:
(((وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)))[يوسف: من الآية26] عند ذلك قال العزيز هذه المقوله التي حكاها عنه رب العزة: (((فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)))[يوسف:28]
وليس في الآية تقرير من الله باستعظام هذا الكيد
وعلينا أن نفرق بين ما يقوله الله تعالى من كلامه وما يقوله محكيا عن غيره فقد قال الله تعالى على لسان فرعون مخاطبا السحرة بعد أن آمنوا بموسى: (((إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)))[لأعراف:123] فهل في هذه الآية تقرير من الله بأن إيمان السحرة لموسى مكر؟؟؟ بالطبع لا ،
ولذلك فإن كيد الشيطان أكبر من كيد النساء، بل إن كيد النساء هو جزء من كيد الشيطان.
ولم يفرق الله في التكليف بين الرجل والمرأة، ولو كانت المرأة تملك هذا الكيد العظيم لحذر الله منها كما حذر الإنسان-رجلا كان أم امرأة –من الشيطان في مواضع كثيرة من كتابه العزيز
وخلاصة القول :
أن الله خلق الرجل والمرأة وساوى بينهما في الحقوق والواجبات ، ولكن
هذه المساواة مساواة تكاملية وليست مساواة ميكانيكية كما تفهمها بعض
النساء ويطالبن بالمساواة في كل شيء
وأن الاية الاولى تصف كيد الشيطان .. بأنه كيد ضعيف مقارنة بكيد الله
الواحد الاحد ..