إليكِ يا بُنَيَّتي .. أُهـدي كلماتي المَمزوجة بحُبِّي لَكِ ، وخَوفي عليكِ ، والتي خَرجَت من قلبي ، وأتمنَّى أن تصِلَ لقلبِكِ .
فأصغي – يا بُنَيَّتي – لكلماتي ، وافهمي عباراتي ، ولا تُقاطعيني ، فتُنسيني ما أرغبُ في قولِهِ لَكِ .
بُنَيَّتي .. إنَّكَ تعلمين مَدَى حُبِّي لَكِ ؛ فإنَّكِ فلذةُ كَبدي .
نعم ، أنتِ قِطعةٌ مِنِّي ، مصلحتُكِ تَهُمُّني ، وسعادَتُكِ أُقَدِّمُها على سعادتي .
لن أُذَكِّرَكِ بتعبي في حملِكِ وولادتِكِ ورضاعتِكِ ، ولا بسَهَرِي مِن أجل راحتكِ .
لكنْ أُذَكِّرُكِ بِبِرِّي ، وبِرِّ أبيكِ ، فإنَّ اللهَ – تعالى – قـد وَصَّاكِ بنا ، فقال سُبحانه : ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ النساء/36 ، وكَرَّرها في عددٍ مِن الآيات ، وهـذا إنْ دَلَّ فإنَّما يَدُلُّ على المكانةِ العاليةِ للوالِدَيْن ، ورِفعةِ شأنِهما .
واسمعي لقولِ نبيِّنا محمدٍ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – الذي جاء رجلٌ فاستأذنَه في الجِهاد ، فقال : (( أَحَيٌّ والِدَاكَ ؟ )) ، قال : نعم ، قال : (( ففيهما فجاهِـد )) مُتَّفَقٌ عليه .
بُنَيَّتي .. الزمي طاعةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وإيَّاكِ أنْ تعصيه ، فإنَّ معصيةَ الله ذُلٌّ وخِزي .
حافظي على الصلواتِ الخَمس في أوقاتِها ، وإيَّاكِ أن تُؤخِّريها ، فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وَقَّتَ لها وقتًا لا تَحِلُّ في غيره إلَّا بعُذر ، فقال سُبحانه : ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ النساء/103 .
بُنَيَّتي .. عليكِ بصيام شهر رمضان ، ولا تنسي صيامَ الأيام الفاضلة ؛ كيوم عرفة ، ويوم عاشوراء ، وغيرهما .. ولا تبخلي بإخراجِ زكاة مالِكِ إنْ بلغ النِّصابَ ، وحالَ عليه الحَوْلُ ، فهو حَقٌّ للفقراءِ والمساكين .
وإنْ كُنتِ تستطيعين الحَجَّ – تملكين المالَ ، وتستطيعين السَّفَرَ ، وعندكِ مَحْرَمٌ مِن زوجٍ أو أبٍ أو ابنٍ يُسافِرُ معكِ – فلا تُؤخِّري هـذه الفريضةَ العظيمة ، فإنَّكِ إنْ كُنتِ تقدرين عليها ، وقُمتِ بتأخيرها سنواتٍ ، فلا تأمنين على نَفْسِكِ الموتَ ، فقـد يأتيكِ الموتُ وأنتِ لم تَحُجِّي مع قُدرتِكِ على ذلك ، فإيَّاكِ والتسويف ، فإنَّه يَصُدُّ عن فِعل الخير .
بُنَيَّتي .. إيَّاكِ والغضب ؛ فإنَّ الغضبَ جَمرةٌ مِن الشيطان ، وإنَّكِ إنْ غضبتِ تمكَّنَ الشيطانُ مِنكِ ، وسيطر عليكِ ، واستطاعَ أنْ يغلبَكِ ، فاستعيذي باللهِ سُبحانه وتعالى ، وغيِّري الحالةَ التي أنتِ عليها : فإنْ كُنتِ قائمةً فاجلسي ، وإنْ كُنتِ جالِسةً فاضطجعي أو قُومي ، وهكذا .. واذكُـري وَصيَّةَ نبيِّكِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا تَغضَب ))رواه البُخاريّ ..
وعَوِّدي نَفْسَكِ الصبرَ في حالِ الغضب ، وفي كُلِّ الأوقات .. عَوِّديها الصبرَ على طاعةِ اللهِ جَلَّ وعلا ، والصبرَ على اجتنابِ معاصيه ، والصبرَ على قضائه وقَدَرِه .. وإيَّاكِ والتَّسَخُّط ؛ فإنَّه لن يجلِبَ لَكِ إلَّا التَّعَب .
بُنَيَّتي .. أخلِصي النِّيَّةَ للهِ عَزَّ وجَلَّ في كُلِّ ما تقومين به من أعمال ، بل عَـدِّدي النوايا ؛ ليكونَ لَكِ أُجورٌ كثيرةٌ بإذن الله .. واصدُقي في أقوالِكِ وأفعالِكِ ، اصدُقي مع اللهِ ومع الناس ، ولا تَتَحَدَّثي بالكَذِب ؛ فإنَّكِ إنْ كَذَبتِ صَغرتِ في أعيُنِ الناس ، وإنْ صدَّقوكِ اليومَ فلن يُصدِّقوكِ غدًا ، واعلمي أنَّ الكَاذِبَ لا بُدَّ أنْ ينكشِفَ ويعلمَ الناسُ كَذِبَه ، والكَاذِبُ غالبًا ما ينسى ؛ لأنَّ كَذِبَه كثير ، فيفضحه لِسانُه ، ويفضحه فِعلُه ؛ لأنَّه يقولُ ما لا يفعل ، ويفعلُ ما لا يقول .
بُنَيَّتي .. توكَّلي على اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، فمَن توكَّلَ على اللهِ كفاه ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ الطلاق/3 .. واستقيمي على هـذا الدِّين ( الإسـلام ) ، ولا تسمعي لقولِ المُثَبِّطين الذين يُحاولون صَدَّكِ عنه ، ويُحاولون إبعادَكِ عن طريق الهُدَى والحَقِّ .. ولا تُصاحبي مَن لا تعرفُ اللهََ ، ولا تستقيمُ على الدِّين ؛ فإنَّ الصَّاحِبَ يُعرَفُ بصاحِبِه ، وإنَّكِ إنْ صاحَبتِ سيئةَ الخُلُقِ جَرَّتكِ معها ، وجَذبتكِ إليها ، ولم تستطيعي الإفلاتَ منها .. فلا تُصاحبي إلَّا صاحبةَ الدين والخُلُق ، التي إنْ أطعتِ اللهَ أعانتكِ ، وإنْ قصَّرتِ نصحتكِ ووجَّهتكِ .
بُنَيَّتي .. احملي هَمَّ الدعوةِ إلى الله ، فإنَّ الدعوةَ ليست قاصرةً على العُلَماء ، وليست قاصرةً على أصحابِ الشهادات المُتَخَصِّصة . الدعوةُ مُطالَبٌ بها جميعُ المُسلمين ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه وتعالى : ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾آل عمران/110 ، فالأمرُ بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكر واجِبٌ عليكِ ، فابدأي بالدعوةِ في بيتِكِ ، وفي مدرستِكِ أو جامعتكِ ، وبين زميلاتِكِ وقريباتِكِ وجاراتِكِ ، وقدِّمي الأشرطةَ النَّافعة ، والكُتُبَ المُفيدة ، وحاولي بكُلِّ وسيلةٍ تملكينها ، فالدعوةُ إلى اللهِ هِيَ أحسنُ القول ، وعليها أجرٌ كبيرٌ بإذن الله ، يقولُ اللهُ تبارك وتعالى : ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾فصلت/33 .. وتعلَّمي العِلمَ الشرعيَّ ؛ حتى تكونَ دعوتُكِ على بصيرة ، ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾يُوسُف/108 .واعلمي – بُنُيَّتي – أنَّ الدعوةَ إلى اللهِ تعالى ليست بالأمرِ الهَيِّن في كُلِّ الأوقات ، فإنَّكِ ستُواجهين صُعوباتٍ كثيرةً ، خاصَّةً في بدايةِ دعوتكِ ، فعليكِ بالصبر .. اصبري على تعلُّم العِلم ، واصبري على الدعوةِ إلى اللهِ ، واصبري على الأذى المُتَرتِّبِ على هـذه الدعوة ، ولا تنتظري ثوابًا أو مُكافأةً مِن أحد ، فالأجرُ والثوابُ العظيمُ عند اللهِ سُبحانه وتعالى .
بُنَيَّتي .. إيَّاكِ أن تظلمي أحدًا ، فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامة ، وعقوبةُ الظُّلم قد تظهرُ في الدُّنيا قبل الآخِرة ، فلا تظلمي أحدًا بلِسانِكِ أو بيدِكِ أو بغيرِ ذلك .
لا تغتابي المُسلمين ، ولا تكوني مِن النَّمَّامين ، ولا تأكلي مالاً حرامًا ، سواءً مِن رِبا أو مال يتيم أو مِن حقوقٍ للناس عليكِ ، فإنَّكِ إنْ فعلتِ ذلك اقتصُّوا منكِ يومَ القيامة ، ولم ينفعكِ ما فعلتِ .
واحرصي على الحلال الطَّيِّبِ في رِزْقِكِ ، واعلمي أنَّ الرِّزْقَ مِن عندِ اللهِ سُبحانه وتعالى ، فهو سُبحانه القائل : ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ هود/6 .
بُنَيَّتي .. إذا تقدَّمَ مَن يُريدُ أنْ يتزوَّجَكِ ، فلا تتسرَّعي في اتِّخاذِ قراركِ ، واقبلي ذا الدِّين والخُلُق ، بعـد أن تستخيري اللهَ عَزَّ وجلَّ ، ولتستشيري أهلَكِ ، فهم أكثرُ خِبرةً منكِ ، وانظري إلى ما ينشرحُ له صدرُكِ ، وما يُيسِّره اللهُ – عَزَّ وجَلَّ – لَكِ ، فإنَّ فيه الخير .
وإذا تزوَّجتِ – بُنَيَّتي – فكوني لزوجِكِ زهرةً يانعةً ، يستمتِعُ بها وقتما يشاء .. واجعلي الابتسامةَ شعارَكِ ، فإنَّ (( تَبَسُّمُكَ في وجه أخيكَ صدقة )) صحَّحه الألبانيّ ، فما بالُكِ إنْ كان ذلك لزَوجِكِ ..؟! واعلمي أنَّكِ بخِدمتكِ لزوجِكِ تنالين الأجرَ من اللهِ جَلَّ وعلا ، فلا تتضَجَّري ، ولا تَمَلِّي ، بل اصبري وتحمَّلي .. واعلمي أنَّكِ بطاعتِكِ لزوجِكِ تقتربين من الجنَّة ، فهـذه بُشرى النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – لَكِ : (( إذا صلَّت المرأةُ خَمسَها ، وصامت شهرَها ، وحَفِظَت فَرْجَها ، وأطاعت زَوجَها ، قيل لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أىِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ )) رواه أحمد وحسَّنه الألبانيّ .
وحاولي ألَّا تختلفي مع زَوجِكِ كثيرًا ، ولا تُرهقيه بطلباتٍ لا يَقدِرُ عليها ، واجعلي قُدوتَكِ في مُعاملتِكِ لزوجِكِ : زوجاتِ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – أُمَّهات المُؤمنين ، والصّحابيات رضوانُ اللهِ عليهنَّ .
بُنَيَّتي .. إذا تزوَّجتِ ، ورَزَقَـكِ اللهُ بأولادٍ ، فلا تُفضِّلي أحدَهم على الآخَر ، بل اعدلي بينهم ، وراعي حالةَ كُلِّ واحدٍ منهم ؛ فالمريضُ – مثلاً – أو الرَّضيعُ يحتاجُ لعِنايةٍ أكثر مِن غيره ، لكنْ – مع ذلك – حاولي أنْ تُؤلِّفي بين قلوبِهم ، ولا تُفضِّلي الذكورَ على الإناث ، والعكس ، فإنَّ ذلك يُوجِدُ بينهم العدواةَ والبُغْضَ ، ويجعلهم غيرَ بارِّين بكِ عند كِبَرِ سِنِّكِ ، وقُومي بتنشئتِهم على الإسلام ، ولا تُهمليهم ، بل كُوني مُتابعةً لهم في كُلِّ شئ ، وصاحبيهم لتكسبي قلوبَهم .
بُنَيَّتي .. لا تُؤذي جاراتِكِ بقولٍ أو فِعل ، بل تعاملي معهُنَّ بأخلاقياتِ المُسلمةِ العالية ، حتى وإنْ كُنَّ غيرَ مُسلِمات .. وأكرمي ضيفَكِ ، حتى لو كان شخصًا لا تُحِبِّينه ، فإنَّكِ تُؤجرين على ذلك بإذن اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
بُنَيَّتي .. انزعي الحِقدَ والحسدَ والبُغضَ والغِلَّ مِن قلبِكِ ، واملأيه إيمانًا وحُبًّا لجميع المُسلمين .
نعم ، لا تُبغِضي أحدًا مِن إخوانِكِ المُسلمين ، بل ابغضي معاصيه وأفعالَه .. فالحُبُّ يكونُ في اللهِ ولله ، وكذلك البُغض .
بُنَيَّتي .. إنْ كُنتِ تملكين مالاً ، فلا تبخلي به على نَفْسِكِ ، ولا على غيركِ ، بل أنفقي منه في سبيل الله ، وفي أوجُه الخير ، تَصَدَّقي ، وساعدي المُحتاجين ، وأعيني به الشبابَ المُقبلَ على الزواج ، والذي لا يملكُ المال ، وهكذا …
واعلمي أنَّ ما تُنفقيه في سبيل اللهِ لن يَضيع ، بل سيبقى لَكِ ، وسيُعوِّضُكِ اللهُ عنه ، فهو سُبحانه القائل : ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ سبأ/39 .
بُنَيَّتي .. حافظي على حِجابِكِ ، وإيَّاكِ أن تتأثَّري بالموضة وبالتياراتِ العَلْمَانيَّةِ التي تدعوكِ دائمًا إلى التَّبَرُّجِ والانسلاخِ من الدِّين .
بُنَيَّتي .. لا تتعالي على الناس ، بل كُوني دائمًا مُتواضِعةً ، وعوِّدي نَفْسَكِ العَفو والصَّفْح ، فإنَّكِ إنْ عاندتِ ولم تصفحي وتكبَّرتِ ، فلن تكسبي شيئًا ، بل قـد تخسرين أقربَ الناسِ إليكِ .
وإيَّاكِ وإفشاءَ سِرِّكِ لأحدٍ مِن الخَلْقِ ، بل اجعلي سِرَّكِ مِلكًا لَكِ وحدَكِ ، فإنَّه أسيرُكِ طالما ما لم يعلم به أحد ، أمَّا إنْ أخبرتِ به أحدًا ، فستُصبحين أنتِ أسيرتَه .. وإنْ أخبركِ أحدٌ بسِرِّه ، فاسمعي له ، ثُمَّ انسيه ، وإيَّاكِ إيَّاكِ أنْ تنشريه أو تُذيعيه بين الناس .. واحفظي لِسانَكِ ، فإنَّ كُلَّ كلمةٍ تخرجُ منه ستُحاسبين عليها ، ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ ق/18 .
بُنَيَّتي .. إذا علمتِ بمريضٍ ، فعُوديه ، وادعي اللهَ أن يشفيَه ، ولا تُطيلي الجلوسَ عنده ، وصِلي رَحِمَكِ ، ولا تنتظري المُكافأةَ ، فتقولين : زيارةٌ بزِيارة ، وصِلةٌ بصِلة ، فإنَّ أجرَ الصِّلَةِ تجدينه عند اللهِ جلَّ وعلا .
بُنَيَّتي .. احفظي كتابَ رَبِّكَ ( القُرآنَ الكريم ) ، واجعلي لَكِ وِردًا يوميًا منه، ولا تهجرينه بأيِّ حال ، فإنَّ القُرآنَ هِدايةٌ للطريق المُستقيم ، ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ الإسراء/9 .
بُنَيَّتي .. عَـوِّدي لِسانَكِ النُّطقَ بالخير ، وداومي على ذِكر اللهِ تعالى ، فحافظي على أذكار الصلواتِ ، وأذكار الصباحِ والمساء ، وأذكار النوم ، وغيرها …. كما لا تنسي الدُّعاءَ لنَفسِكِ ، ولغيرِكِ ، فإنَّ : (( دعوة المَرءِ المُسلم لأخيه بظهر الغيب مُستجابة )) رواه مُسلم ، وتَحَرِّي أوقات وحالات وأماكن الإجابة : كثُلُثِ الليل الآخِر ، وبين الأذان والإقامة، وفي السّجود ، وفي السَّفَر ، وعند الإفطارِ مِن الصوم ، إلى غير ذلك .
بُنَيَّتي .. إيَّاكِ والحسد ، فإنَّه سيُتعِبُكِ ، ولن تكسبي منه شيئًا ، وستتسبَّبين من خلاله في إيذاءِ نَفسِكِ ، وفي بُغضِ الناس لَكِ .. بل إنْ رأيتِ ما يُعجِبُكِ فبَرِّكي عليه ، قولي : اللهم بارِك .
وإيَّاكِ – بُنَيَّتي – وسماعَ الغِناء ، فإنَّه يُنبِتُ النِّفاقَ في القلبِ ، كما أنَّه مُزمورُ الشيطان ، وبه يصيدُ الناسَ ، وخاصَّةً النِّساء ، فلا تجعلي له سُلطانًا عليكِ .. واجعلي القُرآنَ مِن أساسيَّاتِ حياتِكِ ، فإنَّه كلامُ رَبِّكِ سُبحانه وتعالى .. وابتعـدي عن الاختلاطِ ومُحادثةِ الرِّجال ، فإنَّه يَجُرُّ إلى الفِتنة ، وقـد حَرَّمَه رَبُّكِ سُبحانه وتعالى .
كما أُحَذِّرُكِ – بُنَيَّتي – مِنَ التَّشَبُّهِ بالرجال ، فإنَّه المُتَشَبِّهةَ ملعونةٌ على لِسانِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .
بُنَيَّتي .. أُذكِّرُكِ – أخيرًا – بأمرٍ مُهِم ، عليكِ ألَّا تنسيه ، وهو : المَـوت ( هادم اللذات ) .
اعلمي أنَّ الموتَ حتمًا سيأتيكِ ، فلا تغفُلي عنه ، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ آل عمران/185 ، ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ النساء/78 .. واسمعي قولَ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – لابن عُمَر رَضِيَ اللهُ عنهما : (( كُن في الدُّنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيل )) رواه البُخاريّ .
فلا تتشبَّثي بالدُّنيا ، ولا تلهثي وراءَها ، فإنّها زائلة ، ﴿ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ الأعلى/17 ، ﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ الضحى/4 .
بُنَيَّتي و حبيبتي .. كانت هـذه وصِيَّتي إليكِ ، وإنْ أطلتُ فيها ، لكنِّي لم أذكُر فيها كُلَّ ما أُريد ، ومنها ستعرفين ما لم أُخبركِ به .
فأتمنَّى أن تكونَ كلماتي وصلت إلى قلبِكِ ، كما خرجت مِن قلبي .
وفَّقكِ اللهُ لِمَا يُحِبُّ ويَرضَى ، وأدخلني وإيَّاكِ وجميعَ المُسلمين الفردوسَ الأعلى .
م/ن
دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ
أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ
لك الشكر من كل قلبي