تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هذه حكايتي .

هذه حكايتي . 2024.

  • بواسطة
هذه حكايتي …(الحلقة 2)

خليجية

هذه حكايتي…… (الحلقة الثانية )
هذه حكايتي…… (الحلقة الثانية )

حياكم الله

ابدأ من حيث انتهت الحلقة الاولى

وفي هذا الخضم كنا صغارانحن الخمسة ولدان وثلاث بنات نعيش حياة هادئة لا نعي كثيرا ما يحدث حولنا نفرح بل نطير فرحا لأبسط الأسباب (سفر ، اقتناء اي شيء جديد…) لن تصدقوني ان قلت لكم اننا لم نسمع يوما نقاشا حادا او خلافا بين والدي أطال الله عمرهما

مضت بنا الحياة رتيبة والدان يكدحان لتوفير لقمة العيش ومواكبة طلبات الأبناء الذين يزاولون تعلمهم في مراحل متفاوتة فالبنت الكبرى (ر) كانت في المرحلة المتوسطة لكنها لم تكن متميزة ويعود ذلك لقلة وعي الوالدين بضرورة تعليم البنت وانصب تفكيرها في الزواج بمجرد ان خطبها ابن خالتي كانت ربة بيت منذ الصغر وأخلاقها عالية فالابتسامة لا تفارق ثغرها ولا تسمع منها غير طيب الكلام وأحسنه

الولد الثاني (ر) يصغر الكبرى بسنتين وتماشيا مع اهتماماته دخل معهدا تقنيا او صناعيا وتعلم ميكانيكا السيارات وأبدع فيها

الولد الثالث (ط) لم يكن لديه أي اهتمامات حتى انه لم يفلح في المدرسة لكرهه لها فخرج منها ولم يتعدى الصف الثاني المتوسط وبقي بين قضاء وقته في البيت وفي نادي الشباب يتسلى مع أقرانه ببعض الرياضاتوالالعاب الفكرية كالشطرنج ونحوه….

آآخر العنقود كانت (س ) بنت مدللة هوت إليها أفئدة من في البيت لحلاوة كلماتها وخفة روحها وذلك ما تميزت به الى يومنا هذا

أما محدثتكم فكانت رابع خمسة تكبر (س) بسنة واحدة فقد كنا كالتوأم نلبس اللباس بنفس
اللون والمقاس تعلمنا في نفس المدرسة الابتدائية والمتوسطة لا يفرق بيننا إلا النوم ليلا

وبحكم علاقاتنا المحدودة مع الجيران فأغلب سكان حيينا كانوا من الأجانب الاوروبيين يدرسون بالجامعة قبالة بيتنا وبحكم بعد أعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي فقد كان خروجنا من البيت للضرورة إلى جارتنا الوحيدة أو عمتي التي تسكن قريبا منا

عندما كنت طفلة لا أتذكر ملامح لشخصيتي إلا انني كنت أعشق المدرسة وأحب الدروس والمذاكرة كنت متفوقة وأحصل على الترتيب الأول في المرحلة الابتدائية رغم صعوبة المناهج …..أذكر ان المسألة الرياضية يجتمع عليها المدرسون لحلها وكان تعليمنا مختلطا بنين وبنات في كافة المراحل ومعلمينا من الجنسين ويدير المدرسة رجل وليس إمرأة

حينما كنت في الصف الخامس الابتدائي وفي بداية العام الدراسي قررت أختي الكبرى(ر) الانقطاع عن التعليم والمكوث في البيت ….واستغل خطيبها الفرصة لإتمام موضوع الزواج وبالفعل أقيمت الأفراح والليالي الملاح ومن غريب ما أذكرليلة عرس أختي كنت قد لبست فستانا طويلا و صففت شعري وتزينت ظنا مني أني سأري من حولي زينتي وأستمتع ليلة عرس أختي ولكن ظني لم يكن في محله فبمجرد ما رأيت أختي تجلس على كرسي وثير في منصة عالية انهمرت الدموع من عيني وعلا صوتي وانزويت في أحد أركان المكان مطأطأة رأسي باكية بحرقة تتقطع لها القلوب تحلق الحاضرون حولي يسألون عن السبب ….. أضربك أحد ما …أحذاؤك ضيق….أجائعة أنت… كان ذلك ما دار بخلدهم …لم يتخيلوا ان ابنة العاشرة تبكي لفراق أختها سحبوني دون رغبة لألتقط صورة مع أختي ونزلت مسرعة تخنقني العبرات

لم أنس ذلك اليوم ولم أنس أن ذلك الذي حدث رسم ملمحا جديدا كان خفيا في شخصيتي وإلى حد الآن أتأثر بمنظر الوداع ولا أحب أن أحضره

وفي اليوم الموالي استفاق أفراد العائلة على صباح حزين فالبنت التي كانت تملأ البيت جيئة وذهابا بابتسامتها الجميلة واستجابتها السريعة لطلبات الأبوين والإخوان لم تكن معهم …..

تابعونا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.