تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » كيف يحـــدث الناس بنعمــــــــــة الله _عزوجل_ عليهم؟! إجابـــــة نفيســــة من الشريعة

كيف يحـــدث الناس بنعمــــــــــة الله _عزوجل_ عليهم؟! إجابـــــة نفيســــة من الشريعة 2024.

كيف يحـــدث الناس بنعمــــــــــة الله _عزوجل_ عليهم؟! إجابـــــة نفيســــة

الحمــــــــــــدلله والصــــــــــلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبـــــــــــــــــــه أجمعين

فضيلة الشيخ قــــــــال تعالى في سورة الضحى:
( وأما بنعمة ربك فحدث).. فكيف للإنســــــــــان أن يحدث الناس بنعمة الله_ عزوجل_ عليـــــــــــــه..؟؟؟

وجزاك الله عنا وعن المسلمين كل خير.

الجواب..جزاك الله خيراً .

يكون ذلك بــــــــــــــــــــأمور، منها :

أن يَنسِب الإنسان النِّعمة إلى ربِّـه تبارك وتعالى لا إلى غيره . وأن يَعتقد أن ما بِه من نِعمة فهي من الله ، لقوله تعالى : (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَـــــــــــــةٍ فَمِنَ اللَّهِ) .

وأن يتحدّث بِنعمة الله عليه ، لا أن يَكتم النعمة أو يجحدها ، كما يَفعل بعض الناس من إخفاءالنِّعم أو جحدها مخافــــــــة العين ! وأن يَظهر أثر تلك النعمة عليه من غير إسراف ولاخُيــــــــلاء ، فيكون تحـــــــــديثاً بالنعمة بِلسان الحال.

روى الإمامأحمد عن أبي الأحوص الجشمي عن أبيه قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليَّ أطمار ، فقال : هل لك مَـــــــــال ؟ قلت : نعم .
قال : من أي المال ؟ قلت : من كل المال قدآتاني الله عز وجل ؛ من الشاء والإبل . قـــــــــــال : فَلْتُرَ نِعَمُ الله وكرامتـــــــــــــــــه عليك .

ومن ذلك أن يَتَحدّث الإنسان بما أبلاه الله من بلاء حَسَن . قال عليه الصلاة والسلام : "من أُبْلِي بلاء فَذَكَرَه فقد شَكَرَه ، وإن كَتَمَه فقد كَفَرَه" . رواه أبو داود . والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم

عضو مركز الدعوة والإرشاد

يحـــدث الناس بنعمــــــــــة الله _عزوجل_

السؤال /

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم هذه رسالة وصلت من خلال بريــــــــــــد الموقع من أحد الأخوة يقول فيها : كيف الجمع بين قوله تعالى ( وأما بنعمـــــة ربك فحدث) وبين قوله ( ولا تزكوا أنفسكم) ..الآية

الجواب /
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا تعارض بين الآيتــين أصـــــــلا .

فالتزكية تنقســـــــــم إلى قسمين :
قسم مطلوبٌ ، وهو ممدوحٌ شرعاً ، وهو تزكية النفس وتطهيرها من الذنوب والآثام، وتنقيتها من شوائب العبودية لغير الله ، والتعلّق بسوى مولاها ، وهذا الذي قال فيه الحق سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا)
وكان مِنْ دعائه صلى الله عليه وسلم أنه يقول : "اللهم آت نفسي تقواها ،وزكها أنت خير من زكاها . أنت وليها ومولاها" . كما في صحيح مسلم .
فدلّ هذاالحديث على طلب تزكيـــــــــة النفس ، وسؤال الله التوفيق لتزكية النفس ؛ لأن تزكيــــــة النفس سبيل للفـــــــــــــلاح .

وقسمٌ ممنوعٌ شرعاً ومنهيٌ عنه ، وهوتزكية النفس ومدحها ، والإعجاب بالعمل ، وحبُّ المدح بما ليس في الشخص ، فإن الله ذمّ الذين يُحبُّون أن يُحمَدُوا بما لم يفعلوا كما في قوله تعالى : ( لاَتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَـــــــــلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيـــمٌ)
وهذا النوع من التّزكية هو الذي قال فيه عز وجل : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُـــــــــــمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَيُظْلَمُونَ فَتِيــــــــــلاً)
ولَمَّا ذَكَرَ تبارك وتعالى الكبائر وأمرباجتنابها قال : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَالإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَأَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )

فنهى سبحانه وتعالى عن تزكية النفس إذهو سبحانه أعلم بالمتقين ، فلا يمدح العبــــــــــدُ نفسه بأنه من المتقين ، وقد كان سلف هذه الأمـــــة يذمّون أنفسهم ، ولا يرون لهم فضلاً على غيرهــــــــم ، ويعملون العمـــــل ويجتهدون فيه ، ويخافون أن يُردّ عليهـــــــــــــــم .

قال أبو الوازع قلت لابن عمر : لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم ، فغضب وقال : إني لأحسبــــــــك عراقيا ! وما يدريك ما يغلق عليـــــــــــــــــه ابن أمك بابه ؟!

قال أبو المليح قــــــــــال رجل لميمون : يا أبا أيوب ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم . قال : أقبل على شأنك ! ما يزال الناس بخير ما اتقواربهــــــــــــــم .

وكانوا يتّهمون أعمالهم ، ويخشون أن تُردّ عليهم لتقصيرهــــــــــــم فيها مع اجتهادهم .

وأما التحدّث بِنِعم الله فليس فيه تزكية، إلاّ إذا زعم الإنسان أن ما آتاه الله كان لِصلاحه وفضله ! كما قال الله عزَّوَجَلّ : (فَـــــــــأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَــــــــــهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)
وهذا كمايقول بعض الناس : قـــــــــد عَلِم الله نيتي ! أو يقول : اللهم عاملني على قــــــــــــدر نيتي !
ومن هذا الباب ما يزعمه بعض الناس أنه حصّل ذلك بِخبرته ! أو بذكائــــــــــــــه ونحو ذلك !

منقول للفائدة ,,, وبالتوفيق

اللهم اجعلنا من عبادك الذاكرين ..الحامدين …الشاكرين لك
بارك الله فيك وجزاك كل خير
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.