إن من الأشياء التى يعانى منها المسلم هى تحجر قلبه وتجمد عينه ولايكون ذلك إلا إذا كان المسلم بعيد عن طاعة ربه وهدى نبيه صلى الله عليه وسلم فإن من أعظم الأمور التى يدخل بها العبد الجنة الخشية والخوف من الله تعالى ولايتأتى ذلك إلا بمعرفة قدر العلى وحب النبى
ولقد صح فى الحديث الذى ذكر فيه النبى سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لاظل إلا ظله "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه" "وعين بكت من خشية الله وعيت باتت تحرس فى سبيل الله "
أسباب قسوة القلب
اولآً:- المعاصى هى سبب من جمود القلب وجحود العين المعصية سؤم على صاحبها روى البيهقى فى سننه وبن ماجة فى سننه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " لأعلمن أقوامًا من أمتى يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ثم يأمر بها الله فتكون هباء منثورا أما إنهم من اخوانكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها "
الرياء سبب من أسباب قسوة القلب لأنك لاتعرف حق الرب العلى والنبى الكريم
والسبب الثانى الإستخفاف بالذنب
يرى صاحب الذنب صغر الذنب ولايرى قدر من عصى الكبير المتعال سبحانه وتعالى عما يشركون
من حديث بن مسعود رضى الله عنه قال الحبيب النبى " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابة قال بها هكذا ذبه
لاصغيرة مع إصرار ولاكبيرة مع إستغفار
جاء فى الحديث القدسى "أذنب عبد ذنب فقال أىاغفر لى ذنبى فقال الله أذنب عبدى ذنب فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فغفر له ثم عاد العبد فأذنب ذنب فقال أى رب اغفر لى ذنبى فقال الله أذنب عبدى ذنب فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فغفر له ثم عاد العبد فأذنب ذنب فقال أى رب اغفر لى ذنبى فقال الله أذنب عبدى ذنب فعلم ان له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اسهدكم أنى قد غفرت له فليعمل ما شاء
ومعناه ما دام العبد يذنب الذنب ويستغفر فأنا أغفر الذنوب وفى الحديث "ياعبادى أنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفونى اغفرلكم "
ثانيا :- المجاهرة سبب من أسباب قسوة القلب
وفى الصحيحين من حديث بن مسعود عن النبى " كل أمتى معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل العمل بالليل ويستره ربه ثم يصبح فيقول يا فلان إنى فعلت البارحة كذا وكذا يبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه "
المجاهر محارب لله تعالى يتحدى الله وعفوه ورحمته
عن عمر بن الخطاب قال جاء سبى إلى النبى وفى السبىامرأة تحلب إذا رأت مولود أرضعته تلصقه ببطنها ثم ترضعه فقال النبى " أترون أن هذه طارحة ولدها فى النار
فقال الصحابة لا وهى تقدر على أن لاتطرحه فى النار فقال النبى لله أرحم بعباده من هذه بولدها
ربك أرحم بك من نفسك التى بين جنبيك وأرحم بك من أمك ومن أبيك ولايرحم الله إلا الراحمون الذين يرحمون أنفسهم من الذنوب "من لايرحم لايرحم "
فالمجاهر بالمعصية أطفأ نور الإيمان فى قلبه قال النبى " لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن "
فالإيمان له سحابة تظل الرجل إذا فعل الذنب تركته وإذا أقبل على الطاعة أظلته
روى أبو نعيم فى الحلية عن النبى "ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر فبينا القمر مضىء فأظل فإذا تجلت عنه أضاء"
قال بن القبم رحمه الله تعالى "إذا أشرق القلب بنور الطاعة أقبلت إليه وفود الخيرات من كل ناحية فتنقل صاحبه من طاعة إلى طاعة وإذا أظلم القلب بظلمة المعصية أقبلت إليه سحائب البلاء والشر من كل ناحية فتنقل صاحبه من معصية إلى معصية فيصبح صاحبه كالأعمى يتخبط فى حناسم الظلام
قال أبو هريرة رضى الله عنه " القلب ملك الأعضاء والجوارح جنوده ورعاياه فإذا طاب القلب طابت الجنود والرعايا وإذا خبث القلب خبثت الجنود والرعايا
يتـــــــــــــــــــــــــــــبع
عروة بن الزبير لما ذهب إلى أمير الشام وكان لديه ولد حميل فقال الأمير هكذا يكون أبناء قري فدخل الولد عند الخيل فرفسته الخيل فمات وفى ذات الليل دبت الأكلة فى رجله فقال الأطباء لابد أن تبتر فقطعوا رجله وهو يصلى قال إذا دخلت فى الصلاة فاقطعوها فقطعوها ووضعوا رجله فى الزيت المغلى حتى يقف النزيف فقال لما انتهوا اللهم لك الحمد أعطيتنى سبع من الولد فأخذت واحدًا وأبقيت ست فلك الحمد وأعطيتنى أربعة أطراف أخذت واحدًا وأبقيت ثلاثة فلك الحمد
الأمر الثالث : الشرك بالله تعالى
سبب قسوة القلب تنكر حق الله تعالى عليك وهوعبادة
ثمرات الطاعة
1- حب الله تعالى للعبد :من حديث أبو هريرة " إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل يا جبريل إنى أحب فلانًا فأحببه فيحبه جبريل ثم ينادى جبريل فى أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم ينادى فى أهل الأرض إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيوضع له القبول فى الأرض "
2-الطاعة تأتى بالطاعة : وفى الحديث " إن الله إذا أحب عبدًا استعمله قالوا كيف يستعمله قال يوفقه إلى عمل صالح ثم يقبضه عليه "
والذى يدوم على الطاعة يموت على الطاعة والذى يدوم على المعصية يموت على المعصية قال بن كثير لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أنه من عاش على شىءٍ مات عليه ومن مات على شىءٍبعث عليه وفى الحديث " يبعث كل عبد على ما مات عليه
كيف نعلج قسوة القلب
1-الصدق فى طلب العون من الله تعالى تتجرد من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته فإنك لا تستطيع أن تعمل العمل إلا بتوفيق من الله تعالى فلاحول لك ولا قوة إلا بالله تعالى "ثم تاب الله عليهم ليتوبوا "قال النبى لمعاذ يا معاذ إنى لأحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
2- التنوع فى الطاعة إذا ملل من طاعة فانتقل إلى طاعة أخرى
روى أبو هريرة "قال النبىمن أصبح اليوم صائمًا فقال أبوبك أنا يا يا رسول الله فقال النبى من عاد اليوم مريضا قال أبو بكر أنا يا رسول الله فقال النبى من شيع اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا يارسول الله قال النبى " ما اجتمعن فى امرىء إلا دخل الجنة
وروى أبو هريرة " قال النبى لبلال حدددثنى بأرجى عمل عملته فى الإسلام فإنى سمعت دف نعليك فى بين يدي في الجنة قال ما أحدثت إلا تطهرت وما تطهرت إلا صليت بهذا الطهور ماشاء الله
3- التدرج فى الطاعة حتى لايسأم المرء لأن النفس تمل من ثقل الطاعة وتكيل إلى امعصية
لما وجد النبى حبل مربوط بين ساريتين من سوارى المسجد قال لمن هذا قالوا لزينب فقال فكوه فيصلى أحكم نشطا فإذا فتر فليرقد وإذا نعس فلينام فإن الله لايمل حتى تملوا
4- التوبة والأوبة والرجوع إلى الله تعالى فى كل وقت والإكثار من الإستغفار فإن الله يحب العبد إذا تاب وأناب إليه ويبدل الله سيئاتهم حسنات والتائب من الذنب كمن لاذنب له وأن تقلع عن الذنب وتندم من فعل الذنب وتعزم على ألا تعود ذنب ابدًا ثم تتحلل من المظالم قبل الموت فتخرج منها ويعفوا عنك صاحبها أو تأدى المظالم إلى أهلها
اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى
في انتظار جديدك الممتع…
واللهم لا تجعلنا من ذوي القلوب القاسية وطهرها من القسوة واجعلها عامرةٍ بذكرك
بارك الله فيك عزيزتي
موضوع قيم
جزاك الله كل خير لما قدمتِ
وجعله في ميزان حسناتك وصالح اعمالك …
طرح يقيـــم بالنجـــــــوم …