تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ساعة الزمن (هل هي حقيقة أم خيال؟) -قصة قصيرة

ساعة الزمن (هل هي حقيقة أم خيال؟) -قصة قصيرة 2024.

  • بواسطة
ساعة الزمن (هل هي حقيقة أم خيال؟) (قصة قصيرة)

خليجية

عدت من جديد وفي جعبتي حكاية قصيرة اقتصصتها من عالم الخيال لأحيك بها فكرا أؤمن به..

متأملة بأن تحوز على رضائكن..

والآن لنبدأرحلتنا معها…

ساعة الزمن

كانت "جمان" تعيش في بيت صغير .. مع أسرة صغيرة ذات إمكانيات مادية متوسطة.. تتمتع بقدر متوسط من الجمال .. حياتها بشكل عام هادئة … تشعر بالحزن أحيانا وبالسعادة أحيانا أخرى … وبالملل في أغلب الأوقات ..

أخذت الأيام تمر كأسرع ما يكون المرور.. تزوجت من شخص عادي وأنجبت ثلاثة أطفال.. ولد هو بكرها يبلغ من العمر خمسة عشر عاما وفتاة في سن العاشرة والأخرى في الثامنة من العمر..

وفي أحدالأيام وبينما كان أطفالها الثلاثة في المدرسة والهدوء يعم المكان..

نظرت جمان إلى المرآة لترى وجهها وقد بدت علامات الزمن ترسم خطوطها عليه..

قالت لنفسها: "لا أكاد أصدق بأني في الأربعين من عمري!! كيف مر الوقت بهذه السرعة!!وما هذه الحياة المملة التي عشتها!! كيف مرت لحظات السعادة القليلة في حياتي ولم أستمتع بها كما يجب!! وكيف ارتكبت كل تلك الأخطاء في حياتي!! كيف فرطت في جنب الله طيلة تلك المدة!! كيف غلبتني الغفلة!! أريد أن أعيش بسعادة أكبر مما عشتها"

وبإحباط شديد أطرقت جمان بناظريها للأسفل لتجد ساعة يدها موضوعة على الطاولة تحت المرآة..حملتها بيدها وهمست لها: "يا ليتك كنت ساعة الزمن التي تعود بصاحبها إلى الوراء حتى أعود بك إلى أجمل لحظات حياتي وأستدرك ما فاتني هناك فأنا الآن تعلمت الكثير من الخبرات ويمكنني تصليح الكثير"

غير أن همساتها للساعة ما زادتها إلا إحباطا.. فأمنيها من المستحيلات في هذه الحياة.. فقد خلق الله الكون ليمضي دون عودة أبدا .. لا يستطيع أحد أن يعيد لحظة واحدة مرت ..

مشاعرالإحباط تلك رمت بها على السرير لتفسح لها المجال لبكاء حار على مخدتها الناعمة..صارخة بها: "ما أقسى هذه الحياة التي نعيشها"

وبعد مدة ليست بالقصيرة من البكاء المرير.. نهضت جمان من سريرها مستسلمة للواقع .. اتجهت للحمام وغسلت وجهها.. إلا أن جراح الحزن الساخنة ظلت متوقدة داخل صدرها .. فلا تزال رغبتها بساعة الزمن مشتعلة ..

وفي اليوم التالي اتجهت جمان للمكتبة واشترت جميع القصص التي كانت ساعة الزمن تلعب دورا مهما في أحداثها..

عاشت جمان مع تلك القصص لعدة أسابيع.. تحاول من خلالها اشباع رغبتها المستحيلة بتلك الساعة .. ولكن بعد أن انتهت منها جميعها عادت للنظر إلى المرآة لتجد أن المستحيل ظل مستحيلا.. وبأن الحزن يرفرف بجناحيه السوداوين على يومها…

وفي صباح يوم جميل طلبت ابنتي جمان منها الذهاب إلى الحديقة المجاورة.. وبالرغم من أن جمان كانت تشعر بالحزن والملل كعادتها إلا أنها استجابت لطلبهما..

وفي الحديقة أخذت الفتاتين تلعبان وتلهوان بالمراجيح والرمل… في حين جلست جمان على كرسي خشبي بقرب امرأة كبيرة في السن تقرأ كتابا في هدوء..

جلست جمان تتأمل قساوة الحياة حتى كاد الحزن أن يفتك بها بمخالبه الحادة.. فأحست المرأة الغريبة بالحزن الذي يعلو جمان..

فقالت المرأة:"هل أنت على مايرام؟"

أحست جمان بأنها فرصة لتفضفض عما بداخلها لشخص لا تعرفه ولن يصدر عليها أحكاما.. فأخذت تحكي لها عن رغبتها في العودة للزمن الماضي لتعيش لحظات سعادتها مرة أخرى ولتصحح أخطاء الماضي الكثيرة.. واشتكت لها من قساوة الحياة ..

ابتسمت المرأة المسنة وقالت:" ولكنك بالفعل تمتلكين ساعة الزمن التي يمكنك بها العودة للوراء وتصحيح أخطاء الماضي جميعها وتستطيعين العيش بالسعادة التي تحلمين بها"

اندهشت جمان من كلام المرأة المسنة وقالت لها: "هل تسخرين مني؟"

قالت المرأة المسنة :"بالطبع لا.. خلق الله الكون بسنن لا يمكن تغييرها .. وأحدها بأن اللحظات التي تمر لا يمكن أن تعود .. وليس هذا قسوة منه ولكن لأننا حتى لوعدنا إلى الزمن الماضي فلن نصحح أخطائنا وذلك لأننا سنعود بنفس العقلية التي ارتكبنا بها هذه الأخطاء.. ولأنه سبحانه رحيم بنا أهدانا ساعة زمن من نوع آخر وهي التوبة .. فعندما يقرر الإنسان في الزمن الحاضر أنه تاب عن أخطاء الماضي ويستغفرويعمل صالحا فيما تبقى له من حياته بإيمان بالله فإن هذه الأخطاء ليست فقط تزول ولكنها تبدل بحسنات وكأن الإنسان عاد بالفعل للماضي وصححها فعلا .. أما بالنسبة لرغبتك بالعودة إلى لحظاتك السعيدة .. فالسعادة هو شعور يمكنك الإحساس به في أي وقت .. اسعدي الآن بنعم الله عليك توقفي عن التفكير فيما لا تملكين .. اشعري بالامتنان لخالقك على كل ما أهداه لك في هذه الحياة .. وانظري إلى الجمال في كل شيء .. واعلمي دائما وأبدا بأن هناك سعادة عظيمة تنتظرك في الآخرة فلماذا تريدين العودة إلى سعادة الدنيا البسيطة .. فإننا كلما تقدمنا بالعمر اقتربنا من لحظة لقائنا بالله .. ألا تحبين لقاءة؟؟"

ردت جمان على عجل: " بالطبع أحب"

المرأة المسنة: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .. ولأنه يحبنا فلا يريدنا أن نعيش هنا للأبد ولم يسمح لنا بالعودة بالزمن حتى يمضي وننتقل إلى حياتنا الحقيقية عنده"

أحست جمان وكأنها ترى الحياة لأول مرة ..

فقد تغيرت نظرتها لكل شيء..

أصبحت أكثر سعادة وأكثر تفاؤلا وإنجازا.. كيف لا وهي الآن عرفت الطريقة التي تعود بها للوراء حتى تصحح أخطاءها الماضية وعرفت بأن عليها أن تعيش كل يوم على أنه فريد من نوعه تعيش به بجميع لحظاته .. فحتى حزن المؤمن وآلامه خير له.. إلا أنه عليه أن يستعيذ منه كما استعاذ منه رسولنا صلوات الله وسلامه عليه.. ويبحث عن السعادة والجمال حتى في صغائر الأمور في كل لحظة في يومه الذي يعيشه بالفعل…

النهاية

قصة جميلة من انامل جميلة لجمال ناقلها
مشكورة ع الطرح دمتي بود
قصتك رائعة قد أهديتنا منها فائدة عظيمة وهي التوبة
شكرا لك على ماكتبتيه لتنقليه لنا بأسلوب رائع ومميز
لك خالص تحياتي
روعه بسلمو لجهودك
شكراا علي الموضوع
روعة
مشكورين حبايبي على مروركم العطر
موضوعك رائع وجميل فعلاً
تعجز الكلمات عن وصفه
وتحير الاقلام لكتابة مثله
شكراً لكِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.